تنفيذ حكم الإعدام بحقّ الإرهابي حبيب إسيود..
نهاية فانتازيا إنفصالي
محمد أبو الجدايل
وضعت السلطات القضائية فجر امس السبت، نهاية لفنتازيا الإرهابي حبيب فرج الله جعب الملقب بـ "حبيب اسيود"، معلنةً تنفيذ حكم الاعدام بحقه صباح أمس، وذلك جزاءً على إرتكابه جرائم إرهابية عدّة بحق الشعب الإيراني.
ولكن لمن لا يعلم من هو الإرهابي "أسيود" الذي جرى إعدامه من قبل السلطات في ايران ما عليه سوى مراجعة التهم التي تم إثباتها عليه بالوثائق والأدلة القاطعة، سيدرك حينها حجم الإرهاب والإجرام الذي مارسه بحق الشعب الإيراني، حيث كان عميلاً لعدّة أجهزة استخبارات أجنبية ورئيس "حركة النضال" الارهابية والمخطط الرئيسي للهجوم الإرهابي على استعراض القوات المسلحة في مدينة اهواز عام 2018، والذي أسفر عن استشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين.
كما قامت جماعة حركة النضال بقيادة الشعب بتنفيذ أعمال إرهابية دموية أخرى ضد أمن الشعب الإيراني، من بينها تفجيرات في مبان حكومية وسطو مسلح. وإجمالاً استشهد أو جرح 274 مواطنًا إيرانيًا في الأعمال الإرهابية من قبل أعضاء هذه الجماعة.
آخر زعيم لحركة النضال الإرهابية
وكان "جعب" آخر زعيم لهذه المجموعة الذي اعتقلته قوات الأمن الإيرانية بعد مغادرته السويد. أقام في السويد لسنوات عديدة واستفاد من مرافق الحكومة والأجهزة الأمنية في هذا البلد. وبعد إلقاء القبض على المتهم واستكمال التحقيق وإصدار لائحة الاتهام، عقدت جلسات عديدة بحضور المتهم ومحاميه وشكاة وأهالي الشهداء . وبحسب الأدلة في القضية، وجدت المحكمة أن المتهم مذنب وحكمت على عليه بالإعدام. وأخيراً وبعد استئناف محامي المتهم، خضعت القضية مرة أخرى لتحقيقات قانونية وقضائية شاملة ومفصلة في المحكمة العليا. بعد هذه المراجعات، أعلنت المحكمة العليا الإيرانية في قرارها: إن الحكم الصادر في حق هذا الشخص كان وفقًا للمعايير القانونية والشرعية و يتم تأكيد الحكم الصادر وبالتالي نتيجة لهذا الحكم الصادر عن المحكمة العليا، تم تأكيد حكم الإعدام شنقًا .
من هو "حبيب إسيود"
في صباح يوم السبت 22 سبتمبر عام 2018، كانت القوات المسلحة تقوم باستعراض عسكري في شارع القدس في مدينة أهواز مركز محافظة خوزستان، حيث سمع صوت إطلاق نار وصراخ النساء والأطفال، خلال أجزاء من الثانية ضجّ المكان كله بالرعب، واستشهد في هذا الحادث الإرهابي الأعمى 25 شخصا بينهم طفل في الرابعة من العمر وجرح نحو 70 شخصا. وبعد فشل هذه الجريمة تبنت جماعة حركة النضال الإرهابية بقيادة حبيب فرج الله جعب المسؤولية عن الهجوم الإرهابي.
ولد حبيب فرج الله جعب أو حبيب أسيود عام 1973 في إحدى قرى شوشتر وبعد أن أكمل دراسته في مجال العلوم الاجتماعية هاجر إلى هولندا وأصبح مواطناً في هذا البلد، بعد ذلك ذهب إلى السويد وبعد حصوله على جنسية هذا البلد عمل هناك. وقام بعدها وبمساعدة مجموعة أخرى من الارهابيين الزملاء له وتحت مظلة حماية الأجهزة الأمنية السويدية منذ سنوات عديدة، بإحياء حركة النضال الإرهابية الانفصالية، التي وُضعت أسسها الأولى خلال الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل نظام صدام البائد.
انتفاضة نيسان.. إنتفاضة الإرهاب
وكانت هذه الجماعة الإرهابية قد أعلنت عن وجودها عام 2004 باحتجاجات تحت اسم "انتفاضة نيسان" التي عُرفت بأعمالها الإرهابية وبدأت أعمالها التخريبية فيما بعد، حيث تركّز نشاطا الإرهابي بشكل أساسي في جنوب غرب إيران وخوزستان.
الهجوم الإرهابي على موكب القوات العسكرية في مدينة أهواز والقتل الوحشي للمظلومين والأبرياء من مواطني خوزستان نفذته عناصر من نفس المجموعة الإرهابية. إن جعل خوزستان غير آمنة من أجل فصلها عن إيران كان من أكثر الأنشطة تركيزًا وأنشطة هذه المجموعة الإرهابية على العمليات التخريبية والاغتيالات والتفجيرات لجعل هذه المحافظة غير آمنة ، وفي النهاية تشجيعها على الانفصال عن إيران.
سلسلة كبيرة من الجرائم الإرهابية
ومن جرائم هذه المجموعة الإرهابية بحق الشعب الإيراني، قصف مدينة أهواز عام 2004 وتفجير منظمة إدارة وتخطيط خوزستان (منظمة البرنامج والميزانية) عام 2004، وتفجير في أهواز بدائرة الإسكان والتنمية العمرانية عام 2004، وقصف دائرة بيئة أهواز عام 2004، وتفجيرات في خطوط نقل النفط في خوزستان، وتفجيرات في محور نقل النفط في أهواز - آبادان - ماهشهر، وتفجيرات في مدينتي دزفول وآبادان عام 2004 والتخطيط لتفجيرات في قضاء أهواز. وتفجير بنك أهواز عام 2004، وهجوم مسلح على منشآت ضخ المياه في إحدى قرى شوشتر عام 2008، واغتيال أحد المواطنين في إحدى قرى شوشتر عام 2008 وإشعال النار في سيارته الشخصية وغيرها من الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها هذه المجموعة الإرهابية بقيادة حبيب إسيود. وقد أعلنت هذه المجموعة هدفها من تنفيذ عمليات إرهابية للدفاع عن ما تزعمه حقوق الأقلية العربية في إيران، بينما هاجمت في معظم عملياتها العديد من المواطنين العرب في خوزستان وتسبّبت بإستشهاد المئات منهم.
فخّ مُحكم
لكن في تشرين الثاني 2019 تم اعتقال حبيب فرج الله جعب في تركيا من قبل القوى الأمنية الإيرانية بعد جهود فاشلة لدول مثل أمريكا والسويد وغيرها لحمايتهم. وبعد إلقاء القبض على المتهم واستكمال التحقيق وإصدار لائحة الاتهام، عقدت جلسات عديدة بحضور المتهم ومحاميه وبحضور أهالي شهداء الاغتيالات التي نفّذها الإرهابي. حيث عُقدت خمس جلسات محاكمة لزعيم حركة النضال الإرهابية العام المنصرم، وعقدت ثلاث جلسات عام 2023. وبحسب لائحة الاتهام الصادرة، فقد اتهم حبيب فرج الله جعب بالفساد في الأرض من خلال تشكيل وإدارة وقيادة جماعة تسمى حركة النضال الإرهابية، والتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية وتدمير الممتلكات العامة التي نفذها من خلال عمليات مختلفة.
إعترافات إرهابية
وبحسب اعتراف المتهم، فقد اتخذ العديد من الإجراءات لتشكيل الجماعة التكفيرية في خوزستان، وحاولت عناصر من حركة النضال استقطاب أبناء المنطقة إلى الجامعة التكفيرية منذ عام 2005. اعترف المدعى عليه صراحة في المحكمة أن الترويج التكفيري كان بسبب قرار مركز أبحاثه في إحدى دول المنطقة. كما اعترف جعب المعروف أيضًا باسم إسيود، وشرح علاقته بداعش الإرهابي والجماعة الإرهابية الخاضعة لقيادته.
في التحقيق القانوني ، وأثناء معالجة القضية وفي شرح علاقته بجهازي المخابرات والتجسس، اعترف بعلاقته بشخصيات بارزة في جهاز استخبارات الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكشف عن علاقته الوثيقة بهم. وبحسب اعترافات جعب حول محادثاته مع امرأة تدعى منال مسلم (مواطنة بلجيكية) تبين أن منال مسلم رتبت جميع اتصالاته مع الكيان الصهيوني.
وفي جميع مراحل الإجراءات القضائية ضد اتهامات حبيب فرج الله جعب، أي من وقت صدور مذكرة التوقيف والتحقيق مع المتهم إلى المحاكمة في المحكمة وصدور الحكم تمت جميع الإجراءات بشفافية مُطلقة مع حصول المُتهم على كامل حقوقه القانونية حتى إدانته بالأدلة القاطعة وكذلك في إطار المعايير الدولية.