زوجات الشهداء والتربية المقاومة للجيل الجديد
إنّ زوجات الشهداء الفلسطينيين يحافظن على جذور المقاومة في عوائلهم ويُكبّرنها ويجددنها كما فعلت سابقاً أم عاصف البرغوثي وغيرها من خنساوات فلسطين. في السياق ذاته قالت رندا موسى، زوجة الشهيد خضر عدنان، الثلاثاء، إنها التقت زوجها لآخر مرة في جلسة محاكمته الأحد الماضي، وشعرت أنه سيُستشهد خلال أيام.
وعن الحوار الذي دار بينهما، قالت رندا في لقاء مع (المسائية) على الجزيرة مباشر، إنها أبلغته بموعد المحاكمة القادمة التي من المفترض أن تكون في 10 مايو/أيار الجاري، ليرد عليها بأنه سيكون شهيدا قبل ذلك الوقت.
وقالت إن وصية الشيخ كانت بعدم تشريح جثته، لأنها ستكون إعلان تبرئة للاحتلال.
وحمّلت رندا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الشيخ عدنان، وقالت إنهم “هم من أوصلوا الشيخ لهذه المرحلة، عبر المماطلة بالمحاكمة ورفض طلب الإفراج استنادا إلى الوضع الصحي”.
وأشارت إلى أنها هيأت نفسها وأولادها لهذا الأمر (الشهادة)، حيث إن ما رأته في المحكمة خلال آخر زيارة كان واضحا أن “موعد الشهادة قد اقترب”.
وأوضحت أن الشيخ خضر ترك لهم إرثا عظيما وألبسهم تاجا باختياره الشهادة، داعية الجميع إلى نصرته بعد وفاته والعمل على دفنه بجانب والده، وهو ما أوصى به.يوثّق نادي الأسير الفلسطيني 700 حالة مرضية بين المجموع الكلي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والبالغ عددهم 4900 أسير. منهم 24 أسيرا مصابون بالسرطان بدرجات متفاوتة، 15 منهم يتواجدون بشكل دائم في عيادة سجن الرملة، وبعض الحالات لم تغادره منذ 20 عاما بسبب الأمراض المستعصية ورفض
الإفراج عنها.
وبحسب شهادات الأسرى، فإن هذه العيادة هي جزء من رحلة التنكيل بهم داخل السجون، فهي عبارة عن قسم في سجن الرملة الذي بنته القوات البريطانية بين مدينتي الرملة واللد خلال استعمارها عام 1936، وحوّلته إسرائيل بعد احتلال 1948 إلى مجمع أمني، ويتكون من غرفتين وممر ضيق يفضي إلى الساحة التي بني فيها مطبخ.
تقول الناطقة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة إن السجن -بما فيه العيادة- لم يجرِ أي تطوير في بنائه منذ إعادة استخدامه من قبل إسرائيل، ولا تتوفر فيه المتطلبات الأساسية لأي مركز طبي.
و"في الفترة الأخيرة شهدت العيادة المُعدّة لاستقبال أقل من 10 حالات، اكتظاظا كبيرا جراء ارتفاع حالات الأسرى الذين يتم اعتقالهم بعد إصابتهم، وجميعهم بحاجة لعناية طبية على مدار الوقت وهو ما لا يتوفر".
وفيما يتعلق بسياسة الإهمال الطبي، قالت سراحنة إن الاحتلال يتلاعب في طريقة تقديم العلاج، والإهمال الطبي هو المماطلة وتأخير تقديم العلاج مما ينتج عنه تفاقم الحالات المرضية، وخاصة في حالات الإصابة بالسرطان.
ومن بين الأمثلة الأخيرة على المماطلة، كانت حالة الأسير وليد دقة من الداخل الفلسطيني -المعتقل منذ 36 عاما- الذي يعاني منذ سنوات من أحد أنواع سرطان الدم، وجراء عدم تقديم العلاج اللازم له في وقته، تطوّرت حالته إلى تلف في النخاع الشوكي ودخل مرحلة الخطر الشديد.