الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وعشرون - ٠٤ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وعشرون - ٠٤ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

على خلفية زيارة السيد رئيسي الى سوريا..

النهوض بالعلاقات الإقتصادية الى المستوى السياسي

وصل رئيس الجمهورية آية الله السيد "إبراهيم رئيسي" يوم أمس، على رأس وفد دبلوماسي رفيع المستوى الى دمشق، في زيارة يرافقه فيها كل من وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، ووزير الدفاع العميد محمد رضا آشتياني، ووزير النفط "جواد اوجي"، ووزير الطرق والتنمية العمرانية الايراني مهرداد بذرباش، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "عيسى زارع بور" و رئيس مكتب رئيس الجمهورية غلام حسين إسماعيلي، وممثل عن مجلس الشورى  الإسلامي عباس كلرو ومعاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية محمد جمشيدي.
حفاوة إستقبال شعبية
وحظي رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى دمشق صباح أمس الأربعاء، باستقبال شعبي يُظهر مدى الشكر الذي يكنّه الشعب السوري للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعمها له في الحرب على الإرهاب، حيث احتشدت الجماهير السورية التي استقبلت الرئيس رئيسي بحفاوة بعد وصوله الى دمشق في زيارة تستغرق يومين لتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وهذه الزيارة هي الأولى لرئيس ايراني إلى سوريا منذ حوالي 13 عاما.
واستقبل الرئيس بشار الأسد آية الله رئيسي الذي جرت له مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى قصر الشعب في العاصمة دمشق، ثم عزف النشيدان الوطنيان للجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، بعد ذلك جرى استعراض حرس الشرف، وصافح الرئيسان بشار الأسد وإبراهيم رئيسي أعضاء الوفدين الرسميين.
سورية إجتازت مصاعب كبيرة
عقب الإستقبال الذي إتّسم بالحفاوة، قال رئيس الجمهورية لدى لقائه الرئيس الاسد: إن سورية حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فُرضت ضدكم. وقال السيد رئيسي: إنّ العديد من التغيرات الإقليمية والخارجية لم تكن قادرة على التأثير على العلاقات الأخوية بين البلدين، واليوم تم إثبات شرعية موقف ومقاومة إيران وسوريا بشكل كامل.
واستطرد الرئيس رئيسي حديثه مؤكّداً على أنّ العلاقات الإيرانية السورية مرتبطة بدماء الشهداء الأعزاء، ولا سيما الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ، وإن هذا الاسم هو رمز استقرار وقوة العلاقات بين البلدين.
شرعية موقف إيران وسوريا
وأشار الرئيس الايراني في هذا السياق إلى أن شرعية موقف إيران وسوريا وانسجام هذا المسار مع العقلانية والمقاومة والثبات قد تم إثباتها والرد عليها بشكل كامل. كما واقتنع من كان حتى يوم أمس يشكك في موقف إيران السياسي وآرائها ووجهات نظرها بشأن سوريا بأن هذا الموقف كان صائباً وعادلاً. وتابع الرئيس الايراني مؤكداً على دعم إيران ومساعدتها في تحقيق السلام الدائم والاستقرار والهدوء في سوريا، وصرّح بأنه ومثلما وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في محاربة الإرهاب فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم.
الأسد يدعو لدور إيراني أكبر
وبدوره أكّد الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الاجتماع على أن سورية حكومة وشعباً لن تنسى محبة إخوانهم الإيرانيين وقال: إنه يجب أن يكون لإيران حضور فاعل في إرساء السلام المستقر والدائم وإعادة بناء سورية"
وأضاف الرئيس السوري: العلاقات السورية الإيرانية غنيّة بالمضمون، غنيّة بالتجارب وغنيّة بالرؤية التي كوّنتها، ولأنها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة بالرغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنـية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط. وفي اشارة الى ان العديد من التغييرات الإقليمية والعالمية لم تكن قادرة على التأثير على العلاقات الأخوية بين البلدين، أكّد رئيسا إيران وسوريا في الاجتماع المشترك للوفدين الرفيعي المستوى أن العلاقات الإيرانية-السورية كانت مستقرة وثابتة حتى في الفترات الصعبة والمعقدة على الرغم من العواصف السياسية والأمنية الشديدة التي ضربت منطقة الشرق الأوسط.
توقيع 15 وثيقة تعاون
ورعى الرئيسان الايراني والسوري مراسم التوقيع على 15 وثيقة تعاون بين إيران وسوريا، ومذكرة تفاهم حول برنامج تعاون استراتيجي شامل طويل الأمد بين البلدين، من ضمنها:
- توقيع مذكرة تعاون في مجال الزراعة بين البلدين.
- مذكرة تعاون في مجال السكك الحديدية بين سورية وإيران.
- مذكرة حول الاعتراف المتبادل بالشهادات البحرية بين البلدين.
-محضر اجتماع الطيران المدني بين سورية وايران.
-توقيع مذكرة تفاهم بشأن المناطق الحرة بين سورية وإيران.
- مذكرة تفاهم بشأن التعاون النفطي بين سورية وإيران
وأشار كل من السيد رئيسي و الرئيس الأسد في الاجتماع المشترك للوفدين الرفيعي المستوى للبلدين إلى توقيع وثائق التعاون بين البلدين، واكدا على أهمية "برنامج التعاون الاستراتيجي الشامل والطويل الأمد بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية" من أجل تأمين مصالح البلدين والشعوب الأخرى في المنطقة.
التطورات في الشرق الأوسط
وكان الرئيسان آیة الله رئيسي وبشار الأسد بحثا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وسبل تطويرها، كما تناولت المباحثات التطورات في منطقة الشرق الأوسط وانعكاس التغيرات العالمية على المنطقة وتوحيد الجهود من أجل استثمار هذه التغيرات لصالح البلدين وشعوب المنطقة.
ويُجري السيد رئيسي خلال هذه الزيارة لقاءات عدّة فيما يخصّ تعزيز العلاقات الإقتصادية بين البلدين في ظلّ محاولات مُكثّفة من قبل ايران لتطويرها والإرتقاء بها الى مستوى العلاقات السياسية المتينة.
فعقب اللقاء مع الرئيس بشار الأسد في القصر الجمهوري، توجه السيد رئيسي إلى مجلس الشعب السوري ليلقي كلمة في حضور أعضاء البرلمان السوري. كما إلتقى مع ممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، من ثم يزور السيد رقية والسيدة زينب. وفي برنامج اليوم الأخير سيكون للسيد رئيسي لقاء مشترك مع وفد وناشطين من غرف التجارة والصناعة بدمشق من ثم سيتجه بعدها اليوم الخميس إلى حلب.
وتعتبر زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا استراتيجية وتاريخية، حيث يتم التوقيع خلال هذه الزيارة على مذكّرات لتطوير التعاون في المجالات الإقتصادية كافة، إذ تتضمن زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا بعدين استراتيجي واقتصادي. حيث تعتبر إستراتيجية في ظل التطورات الجيوسياسية المتوترة التي شهدتها المنطقة في العقد الماضي.
مواقف مبنية على العقلانية
وكان قد قال رئيس الجمهورية في مؤتمر صحفي قبيل مغادرة العاصمة طهران إلى سوریا: اليوم بات واضحا للجميع أن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على العقلانية والتدبیر والعدالة والمقاومة والصمود. واكد ان هذه الزیارة تأتي في اطار العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسوريا، وصرح: اليوم، ثبت أن المقاومة وما أكدته الجمهورية الإسلامية مرات عديدة، أي الصمود والمقاومة ضد الأعداء، قد نجحت. وأکد السيد رئيسي: من الواضح اليوم للجميع في المنطقة أن الجمهورية الإسلامية الإیرانیة تعتبر ركيزة قوية يمكن أن يثق بها الجميع، وتعتبر ايران لاعباً أساسياً وفاعلاً في تطورات المنطقة. وصرح أنه أصبح من الواضح اليوم للجميع أن سوريا وحكومتها الشرعية يجب أن يكون لهما السيادة على كامل أراضي هذا البلد وتعزيز هذه السيادة يوما بعد يوم  ملفتا: لقد أكدنا هذا الموضوع في اجتماع  " عملیة أستانا" في طهران ، ونؤكد الآن أن على الجميع احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها مضیفا: إن استقرار وتحسين الأمن في المنطقة يعتمد على قدرة الحكومة السورية على ممارسة سيادتها بشكل فعال على جميع أنحاء البلاد.
وأشار إلى أن علاقات إيران مع سوريا اليوم ليست علاقات عادية، وقال: العلاقات بين إيران وسوريا علاقات إستراتيجية بالكامل، والأعداء وراء تقسيم سوريا وإفساد العلاقات بين دمشق ودول المنطقة.
صدى الزيارة في الإعلام السوري
وتصدرت زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا عناوين مختلف الصحف السورية بما فيها الوطن والثورة والفرات الصادرة أمس الاربعاء، حيث سلّطت الصحف السورية على أهمية الزيارة في كافة الجوانب لا سيما فيما يخصّ ملف إعادة الإعمار علاوة على تطوير العلاقات الإقتصادية بين البلدين. وقال السيد رئيسي في مقابلة خاصة عبر الميادين، أنّ إيران لديها علاقات وارتباط وأخوّة مع البلدان الإسلامية كافةً، ولا سيما بلدان المنطقة، وخصوصاً الإسلامية منها، وهذه من أولوياتها بشأن إقامة العلاقات. وافادت صحيفة الوطن السورية إن زيارة الرئيس الايراني الى سوریا ستثمر عن توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات بما فيها الطاقة والنفط.
توقيت حسّاس للمنطقة
وجاءت زيارة الدولة التي أجرتها حكومة السيد رئيسي في توقيت حسّاس للمنطقة على صعيد عدة ملفات، وبعد انتهاء الحرب الإرهابية في سوريا، وتأتي، في الوقت الذي تغيّر اتجاه بوصلة معظم الدول العربية نحو سوريا، وباتت تحاول إعادة العلاقات معها عبر مختلف الطرق، من الإجراءات الدبلوماسية لإعادة فتح السفارات إلى التمهيد لعودة دمشق إلى الجامعة العربية. وأيضاً تأتي الزيارة عقب جو المصالحات في المنطقة والذي على رأسه المصالحة الإيرانية - السعودية، والسعودية السورية، والحديث عن تراجع وانحسار الحضور الأمريكي في المنطقة لصالح التعاون البيني بين دولها، وكذلك في وقت تتزايد فيه الاعتداءات الجوية الصهيونية على مواقع سوريّة.
قلق صهيوني
في السياق، أفادت وسائل إعلام صهيونية بأن زيارة الرئيس رئيسي استثنائية جداً، ويجب أن تقلق "إسرائيل"، خصوصاً أن هذه أول زيارة لرئيس ايراني منذ العام 2011، أي منذ بداية الحرب على سوريا. ولفتت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن إيران "تريد توحيد محور إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وهذا يجعلها تقوم بخطة جديدة بشأن سياسة الشرق الأوسط". وتطرقت القناة أيضاً إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت ولقائه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واجتماعه بالأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، وتنسيق المواقف ضد "إسرائيل". وذكر الإعلام الإسرائيلي أن "إسرائيل" تتابع بقلق زيارة الرئيس الايراني الى سوريا وتترقب ما ستؤول إليه النتائج. كما تابعت مسبقا بقلق زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان ومواقفه. ورأت عدة أوساط إسرائيلية أن دلالات هذه الزيارة تندرج في سياق التحولات الاستراتيجية في المنطقة، ولا سيّما أنها أتت في توقيت إسرائيلي داخلي سيئ جداً.

 

البحث
الأرشيف التاريخي