قمّة رئيسي - الأسد.. الإقتصاد حاضر جنباً إلى جنب مع السياسة

الوفاق/خاص
يوسف ماجد الهجيج
العلاقات الاقتصادية ستكون حاضرة وبقوة في قمة دمشق المرتقبة بين الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ونظيره السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء، هذا ما تؤكده المعطيات بدءاً بتركيبة الوفد الايراني الزائر وليس انتهاء بالتصريحات والمعلومات المسربة من هنا وهناك حول جدول أعمال الزيارة.
وفي سياق هذه التسريبات، تؤكد مصادر مطلعة في دمشق أن الترتيبات أنجزت لتوقيع اتفاقيات جديدة في مجال الطاقة والكهرباء، في ظل الحديث عن خط إئتماني إيراني جديد، يتم استثماره في قطاع الكهرباء؛ بهدف مساعدة سوريا في تحسين واقع الكهرباء الذي تعاني منه منذ أكثر من 10 سنوات. وحسب المصادر، سيناقش الجانب الإيراني إمكانية تقديم المساعدة لسوريا في إصلاح وإنشاء محطات توليد طاقة كهربائية جديدة.
الخط الإئتماني الذي يتم الحديث عنه ليس الأول من نوعه ولا يبدو أنه سيكون الأخير، حيث سبق لإيران أن فتحت أكثر من مرة خطوطاً إئتمانية مع دمشق في وقت أحجمت فيه دول عديدة عن مد يد العون إليها لمساعدتها في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها، لا بل أكثر من ذلك حيث كانت هذه الخطوط الإئتمانية شرايين حياة لسوريا في مواجهة الحصار الذي فرضته واشنطن ونفذته دول عربية واقليمية متجاهلة مأساة السوريين ومعمقة لأزمتهم ومأساتهم.
ولا نبالغ إذا قلنا أن الدعم الايراني اللامحدود لسوريا سواء في مختلف المجالات حتى السياسية منها كان له الدور الأبرز والأكبر في حماية الاقتصاد السوري ومنعه من الانهيار، متحدياً كل أشكال الحصار الاقتصادي والمالي الغربي والعربي في السنوات الفائتة حيث شكلت الصادرات الايرانية الى سوريا ولاسيما النفط إكسير الحياة للسوريين واقتصادهم المتهاوي ويشهد على ذلك العشرات لا بل المئات من ناقلات النفط التي عبرت البحار والمحيطات رغماً عن أنف واشنطن وأدواتها للوصول الى الموانئ السورية. وفي اتجاه ذي صلة ظهرت نتائج التدريبات التي أشرف عليها المستشارون والخبراء العسكريون الايرانيون لوحدات من الجيش والقوات المسلحة السورية لجهة حماية المنشآت الاقتصادية السورية بدءاً من آبار النفط وصولاً الى المدن الصناعية وبناها التحتية في حلب وحمص وريف دمشق وغيرها مع ضرورة الإشارة الى استشهاد العشرات من هؤلاء الخبراء والمستشارين خلال تأدية مهاهم على الأرض السورية.
وجاءت كارثة زلزال شباط الفائت لترسخ مرة أخرى عمق العلاقات الأخوية المتجذرة بين ايران وسوريا حيث كانت طهران من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات إغاثية وإنسانية لبلسمة جراح المتضررين من الزلزال. خلاصة القول؛ إن علاقات ايران وسوريا لا تقتصر على مجال دون آخر والشواهد على ذلك أكبر من أن يحيط بها مقال في صحيفة أو حتى كتاب أو مجلدات.
البحث
الأرشيف التاريخي