الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وعشرون - ٠٢ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وعشرون - ٠٢ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الإمام الخميني(قدس) والعمّال؛

أحباء الله ومحرّكو الإقتصاد وبيدهم إستقلال البلاد

الوفاق
وکالات
إنّ العمال منذ ظهور الإسلام المحمدي يحظون بمكانة عالية في الدين الإسلامي وعند المسلمين والعلماء وهذا الأمر يُعرف من خلال بحث بسيط عن مكانتهم في النصوص الإسلامية الأصيلة.
الإمام الخميني (قدس) أشار في إحدى خطاباته إلى قضية تقبيل يد عامل من قبل الرسول الأعظم وإعتبر الأمر دليلاً على المكانة الرفيعة التي يحظى به العمّال عند الله.
يا لها من قبلة رصعتها شفاه أكرم الكائنات على تلك اليد الخشنة التي أخذ منها العمل مأخذاً، شفاه ليس فيها إلا الحق ولا تتحرك إلا لتسطيره وتأكيده.
أي شرف هذا الذي ناله العامل، وأي رسالة يريد أن يوصلها سيد الكائنات من خلال ذلك؟
نجد الجواب عند الإمام الخميني (قدس)الذي تناول قصة تقبيل النبي الأكرم (ص) ليد أحد العمّال في بعض كلماته وعلق عليها قائلاً: "انظروا إلى تلك المكانة التي وضعها الإسلام لكم، ولا بد أنكم سمعتم ما ورد عن الرسول الأكرم(ص) من تقبيل يد العامل، أي تلك اليد التي أصبحت خشنة بسبب العمل، وهذه الحادثة تعكس مكان العامل على طول التاريخ، فالنبي الأكرم(ص) الذي هو أعظم إنسان كامل، تواضع للعامل بهذا الشكل، وقبّل يده التي هي علامة للعمل.
مكانة العامل في الروايات الإسلامية
وهناك روايات أخرى تشير إلى المكانة العالية للعامل في الدين الإسلامي حيث رُوي عن الإمام علي بن موسى الرضا(ع): "الَّذي یطْلُبُ مِنْ فَضْلٍ یکُفُّ بِهِ عِیالَهُ اَعْظُمُ اَجْراً مِنَ الْمُجاهِدِ في سَبیلِ اللهِ".
ورُوي في كتاب مستدرك الوسائل عن النبي(ص): إِنَّ مِنَ الذُّنُوبِ ذُنُوباً لَا تكَفِّرُهَا صَلَاةٌ وَ لَا صَدَقَةٌ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا يُكَفِّرُهَا قَالَ الْهُمُومُ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَة.
وقال النبي(ص) عن العلاقة بين العبادة والعمل :الْعِبَادَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةُ أَجْزَاءٍ فِي طَلَبِ الْحَلَال.
الإمام الخميني(قدس) والعمّال
يقول الإمام الخميني قدس سره: "لا يفكر الإسلام بجانب واحد من الموضوع، بل له حكم في جميع الأبعاد، سواء تلك المرتبطة بالدنيا كالسياسة والاجتماع والاقتصاد، أو ما يرتبط بالعالم الآخر والذي يجهله أهل الدنيا. لقد جاءت الأديان التوحيدية للنظر إلى كلا الجانبين، وطرحت أحكاماً لكليهما. فهي لم تنظر إلى هذا الطرف وتفضل ذاك، أو تنظر إلى ذاك وتفضل هذا، بل تنظر إلى الجانبين معاً، وخاصة الإسلام الذي اهتم أكثر من الأديان بهذا الموضوع".
الإمام علي(ع)، إمام العمّال
يقول الإمام الخميني قدس سره الشريف: "قبّل النبي موضع القيمة وأعلن عن قيمة العمل، وكان الرجل الثاني في الإسلام وهو الامام علي بن أبي طالب سلام الله عليه عاملاً، أي كان يحفر بئراً ويستخرج منه الماء، كان عاملاً، وكان يعمل من أجل إعاشة نفسه أيضاً، ورغم أنه قد حفر تلك الآبار بيده فإنه قد حمل في نفس اليوم بحسب النقل الذي بايعوه فيه بالخلافة والإمامة وعندما انتهت البيعة، فقد حمل المسحاة بيده وذهب للعمل! فيجب أن نقتدي جميعاً بهذين الرجلين العظيمين.
العلاقة بين العامل والمجاهد
يقول الإمام الخميني قدس سره: "إنكم تكدحون من أجل إحياء البلاد أيضاً، وقطع تبعيتها للخارج، وتحقيق استقلال البلد الإسلامي، والذين في الجبهات يكدحون من أجل الدفاع عن بلد إسلامي، وعن الإسلام، فهم عمّال مثلكم، وأنتم مجاهدون مثلهم".
ويقول قدس سره: "فكما أن القوى المسلحة تحمي حدودنا وتدافع عن الإسلام بشجاعة وشهامة، وتقدم شباباً أعزاء من أجل ذلك، فإن القوى العاملة كذلك".
العامل بين الإسلام والأنظمة الوضعية
لقد اختلفت الأنظمة الوضعية في نظرتها للعامل، وفي ترتيبه ضمن طبقات المجتمع بحسب تقسيماتهم لها، فمن مجتمع رأسمالي جعل العمال طبقة دونية مسخّرة في خدمة الرأسماليين، إلى مجتمع شيوعي رفع شعار العمال وجعلهم طبقة أولى ضمن شعاراته، ولكن هذا اللواء المرفوع باسم العمال لم نرَ في ظله إلا اضطهاداً للعمال إلى درجة منعهم من الملكية، وجعلهم مجرد آلات تعمل بعيداً عن التفاعل والطموح وحوائجهم الإنسانية! فلم يبقَ لهم إلا بؤس وشقاء وإنسانية ضائعة بين قوانين ومقررات (روبوتية)!.
هكذا كانت القوانين الوضعية المظلمة والظالمة، ووسط ذلك كله يظهر نور الإسلام ليعيد للعامل مقامه وطموحه ويحقق له حقوقه المشروعة.
 حياة الشعوب‏
يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن حياة أي شعب مرهونة بالعمل والعامل".
إن الاقتصاد يعتبر الشريان الحيوي للشعوب خصوصاً في هذه الأزمنة وقد رأينا أمماً هزمت رغم قواها العسكرية المتميزة نتيجة وهنها وضعفها الاقتصادي.
فالاقتصاد له تأثير على حياة الشعوب وتأمين متطلباتها الأساسية والوصول إلى رفاهيتها، وله تأثير على سياستها وعزتها وقدرتها وانتصارها في حروبها.
العمّال وإستقلال بلدانهم
ويقول قدس سره مخاطباً العمال: "لو نهضتم أيها العمال والفلاحين في سائر أنحاء البلاد بما فيه مصلحة بلدكم، وفيه تحقيق استقلالكم وحريتكم ومصلحة بلادكم، فإن بلادنا ستبقى بمنأى عن جميع الأخطار وتتقدم إلى الأمام".
يرشدنا الإمام الخميني قدس سره إلى كيفية المواجهة حيث يقول قدس سره: "إنكم تستطيعون من خلال عملكم أن تقضوا على هذا الارتباط وهذه التبعية التي وجدت على طول التاريخ، ومنذ تلك الفترة التي وطأت أقدام الشرق والغرب بلادنا وفي طوال عهد حكم بهلوي المنحوس حيث جعلونا مرتبطين في كل شي‏ء وجميع فئاتنا وأبناء شعبنا. إذا قمتم بالعمل اليوم وكنتم فعالين في العلم فإن قيمة ذلك اضافة الى القيمة المعنوية والمادية التي ترجع على شخصكم فإنكم تستطيعون نجاة بلد من التبعية".

 

البحث
الأرشيف التاريخي