الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وعشرون - ٠١ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وعشرون - ٠١ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

بمناسبة اليوم العالمي للعامل

العمل نبض الحياة الشخصية والعامة

الوفاق/ خاص
نسرين نجم
العمل هو نبض الحياة الشخصية والعامة، ومن خلاله يزدهر ليس المجتمع فقط بل الفرد ايضا من ناحية تطوره وتحفيزه اكثر واكثر على العطاء للإرتقاء بنفسه الى ما يستحقه نتيجة جهده وتعبه، بالطبع اذا كان يمتلك مهارة ويتقن ويخلص لعمله، لإن هذا الحب الداخلي ينعكس على ما يقدمه ويؤديه..
وفي حياتنا المعاصرة وايامنا الحالية تعيش اغلب دول العالم ازمات اقتصادية خانقة تتطلب من الفرد سيما في الدول التي لا يوجد فيها "دولة الرعاية الاجتماعية" او بالاحرى الدول التي لا تؤمن لشعوبها أدنى حقوقهم من كهرباء ومياه وشبكة من الأمن والأمان الاجتماعي، تتطلب منه العمل بنوع آخر من اختصاصه وبعيد كل البعد عنه، الى جانب العمل في اكثر من مكان، وتدفعهم ايضا للعيش بقلق دائم على مستقبلهم وحتى على قوت يومهم.. بينما الدولة القوية التي تعتمد على مهارات وطاقات ابنائها، وتدفعهم لإظهار اعمالهم وتمنحهم المساحة لذلك وبالتالي تستفيد من خبراتهم، كالجمهورية الاسلامية في ايران التي وعلى الرغم من كل الصعوبات والحصار الجائر والعقوبات الظالمة الا انها استطاعت ان تصل للاكتفاء الذاتي، وحافظت على تطور اقتصادها ونموه، فأصبحت ايران من الدول العظمى التي تتهافت عليها دول العالم لتوقع اتفاقيات انتاجية اقتصادية معها..
فنجد بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية ضمن الدول الـ7 الاولى بالمنتجات الزراعية، ايضا اظهر تقرير صادر عن الاتحاد العالمي للصلب بإحتفاظ ايران بالمرتبة العاشرة عالميا من حيث حجم الانتاج، اضف الى ذلك هناك عمل جاد على ان تنتج ايران 12 مليون طن من القمح عام 2023، وقد استطاعت ان تدشن مشاريع نفط وغاز بقيمة 15 مليار دولار وهو ما يتلاءم مع شعار العام المعلن "السيطرة على التضخم ونمو الانتاج"، وهذا كله يحصل نتيجة المواكبة والاهتمام والرعاية من قبل الحكومة الايرانية وقادتها فعلى سبيل المثال أعلن الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي اعادة تشغيل 160 مصنعا بمحافظة خوزستان، وبأن أكثر من "اربعة الاف مصنع قد تم اعادة فعالياتها في البلاد خلال العام الماضي"، وهذا الامر يساهم في سد الحاجة الداخلية والتصدير الى خارج البلاد، وتشغيل عدد كبير من اليد العاملة، اضف الى ذلك الكثير من المشاريع الانتاجية المتعلقة بصناعة السيارات والطائرات وانتاج المواد الغذائية.  فإيران تؤمن بالعامل وبقيمته وعن ذلك يقول سماحة الامام السيد القائد علي الخامنئي دام ظله الشريف بأن: "قيمة العامل هي قيمة حياة المجتمع، والعمل هو العمود الفقري لحياة الناس، بدون عمل لا يوجد شيء، وقيمة العامل هي قيمة حياة المجتمع، قيمة حياة
الانسان".
 بينما نجد ان اعداء ايران كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يقعان في أخطر ازمة مجتمعية اقتصادية تتعلق بإرتفاع نسبة البطالة والجوع، فقد اجرت بوابة "Daily FX"استطلاعا في الولايات المتحدة اظهر تصاعد في طلبات اعانة البطالة بشكل غير متوقع، فقد افادت وزارة العمل الاميركية بأن طلبات البطالة الاولية في الولايات المتحدة للاسبوع الثاني من شهر ابريل زادت بمقدار 5000 طلب عن المستوى الذي قبله الى 245000 طلب، كذلك الامر في بريطانيا فقد كشفت شبكة بنوك الطعام هناك بانه على مدار عام لجأ 760 الف شخص لأول مرة الى بنوك الطعام التابعة لها بزيادة 38٪ على اساس سنوي، وشمل ذلك زيادة غير مسبوقة في عدد الاشخاص ممن لديهم عمل لكن لم يعد بإمكانهم تحقيق التوازن بين دخلهم المنخفض وتكاليف المعيشة المرتفعة. وهذا كله يعود بسبب ارتفاع التضخم الذي تجاوز زيادات الاجور بالنسبة لجميع العاملين، بينما نجد ان الجمهورية الاسلامية في ايران تعزز اليد العاملة وتقدرها وتحترمها انظروا مثلا الى الاتفاقية التي ابرمتها مع الصين لمدة 25 عاما فمن أهم وابرز الشروط التي وضعتها ايران بأنه اي مشروع سيتم لا بد ان يكون لليد العاملة الايرانية الدور الابرز والاساس. وهذا كله ينطلق من الاسلام المحمدي الاصيل، فقد اوصى الرسول (ص) والائمة الاطهار(ع) بتقدير وتكريم العمل والعامل، وبهذا يقول الامام الخميني(قدس): "أما الإسلام فإنه يهتم بالعمل، ويضع قيمة للعمل والعامل ويحترمهما، فكما ينظر إلى المجاهد والعالم فإنه ينظر إلى العامل والمزارع ولا يفرق بينهم، وإنهم كالمشط الذي تتساوى أسنانه، ويصرح القرآن الكريم أيضاً أن الأفضلية هي ليست لامتلاك الثروة أو القوة وأمثال ذلك، بل هي للتقوى وللقيمة الإنسانية، وان هذين القطبين نسوا القيمة الانسانية، ولا يعتبرونهم بشراً مثلنا".
اذن العمل بشكل عام يعمل على تعزيز التكاتف والتعاون والتقليل من الجرائم والسرقات، ويحد من انتشار الأمراض المجتمعية، وطبيعي ان ينعكس هذا على تقوية الروابط المجتمعية وعلى نهضة وبناء الدولة، وتحسين مستوى الخدمات، ويعتبر العمل ايضا من الناحية النفسية من اسباب السعادة الداخلية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي