حمدوك: وصول البلاد إلى حرب أهلية «كابوس» للعالم
وضع مرعب وسيناريو سيّئ.. مخاوف من إطالة أمد الصراع في السودان
حذّر وزير خارجية جنوب السودان دينق داو من تدويل الصراع المستمر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما أعلنت الداخلية السودانية نشر قوات الشرطة في الطرقات لتأمين الممتلكات العامة والخاصة وضبط الانفلات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين طرفي النزاع، حيث شهدت العاصمة الخرطوم غارات جوية وإطلاق نار مع دخول المعارك أسبوعها الثالث رغم الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال.
وقال دينق داو، أن "الرئيس سلفاكير ميارديت الذي يقود فريق الإيغاد تحدث إلى البرهان وحميدتي، وأبلغهما بأن هناك إلحاحا على أهمية لقائهما في جوبا.. لم نحدد بعد سقفا زمنيا لذلك، لكنه أكد لهما أن المسألة ملحة وعليهما أن يبعثا بممثلين عنهما في سياق حوار سياسي يتطرق لوقف الاقتتال، وهذا شيء جوهري ومهم".
انفتاح أكثر على المفاوضات
وفي خضم النشاط الدبلوماسي المكثف الذي تقوده عدة أطراف لوقف الاشتباكات، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في السودان فولكر بيرتس إن الطرفين باتا أكثر انفتاحا على المفاوضات.
كما قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن أيا من الطرفين في السودان لا يمكن أن يحقق نصرا عسكريا.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع شركائها على محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، منبها إلى أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن المفاوضات بين الجانبين.
انتشار لعناصر الشرطة
ميدانيا، أعلنت وزارة الداخلية السودانية نشر قوات الشرطة في الطرقات لتأمين الممتلكات العامة والخاصة وضبط الانفلات.
وبث ناشطون وصفحات محلية سودانية مشاهد تظهر انتشار قوات "الاحتياطي المركزي"، التابعة للشرطة السودانية، في منطقة الكَلاكلة بالخرطوم.
وقال الجيش السوداني إن وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بدأت فتح مناطق جنوبي العاصمة الخرطوم، مشيرا إلى أن من وصفهم بالمتمردين استمروا في القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان، وأنهم مستمرون في محاولات جلب قوات من غرب البلاد. كما أوضح أن لجنة أمن ولاية غرب دارفور نجحت في الحد من التوتر القبلي بين بعض المكونات الاجتماعية بالولاية.
من جهتها، حذّرت قوات الدعم السريع بشدة جميع قيادات قوات الشرطة من الانخراط في المعارك، وطالبتها بسحب جميع منتسبيها من المشاركة مع من وصفتهم بالانقلابيين.
وأضافت -في بيان لها- أن الشرطة جهاز مدني قومي يجب ألا ينحاز لأي طرف دون الآخر، مطالبة الشرطة وقياداتها بعدم التدخل حتى لا تضطر إلى التعامل معها كعدو.
اشتباكات أثناء عمليات التمشيط
وذكر الجيش السوداني أن قواته اشتبكت مع "المتمردين" في مناطق الحلفايا وجنوب أم درمان، مؤكدا تحقيق نجاحات أثناء عمليات التمشيط في المنطقتين.
وبث ناشطون سودانيون صورا قالوا إنها لانتشار قوات الجيش السوداني في محيط جسر الحلفايا شمالي العاصمة الخرطوم، وأظهرت اللقطات عربات عسكرية وجنودا تابعين للجيش وهم يتجولون في الشوارع قرب جسر الحلفايا الذي يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان.ونقل مصدر محلي أن انفجارا عنيفا هز مركز الخرطوم، في حين تتواصل معارك عنيفة بأسلحة ثقيلة وخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوب أم درمان.
من جانبها اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بتنفيذ اعتداءات سافرة ومتكررة على مقار البعثات والهيئات الدبلوماسية.
جاء هذا في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية، الأحد، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وقال البيان: "تدين وزارة الخارجية بأشد العبارات الاعتداءات السافرة والمتكررة على مقار البعثات والهيئات الدبلوماسية من قبل قوات الدعم السريع المتمردة."
رئيس الوزراء السوداني السابق يحذر من تفاقم النزاع
من جهته، حذّر رئيس الوزراء السوداني السابق، عبدالله حمدوك، من أن يودي تفاقم النزاع في السودان إلى إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم، في حال عدم وضع حد له.
وأضاف حمدوك أنه "لا معنى للنزاع الحالي الذي يجب أن يتوقف، لأن أحداً لن يخرج منه منتصراً".
إعلان الطوارئ في ولاية نهر النيل
كما أعلنت السلطات في ولاية نهر النيل شمالي السودان حالة الطوارئ في الولاية، وأصدر والي القضارف شرقي البلاد أمرا بإعلان الطوارئ بالولاية لمدة شهر.
ونتيجة لاستمرار المعارك، وصل إلى دولة تشاد المجاورة للسودان أكثر من 10 آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال، كثير منهم غادروا من ولاية غرب دارفور باتجاه مدينة أدري شرقي تشاد بسبب الاشتباكات.
حصيلة القتلى
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل أكثر من 528 شخصا، في حين وصل عدد المصابين إلى نحو 4600 شخص جراء الاشتباكات بين الجانبين.
كما قالت نقابة أطباء السودان إن 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة.
وذكرت النقابة أن 15 مستشفى تعرضت للقصف، كما أُخلي 19 مستشفى آخر بشكل قسري، وتعرّضت 6 سيارات إسعاف للاعتداء، كما منعت طواقم طبية من نقل المرضى وإيصال الإمدادات.