الشهيد آية الله سليماني رمز من رموز الوحدة
وُلد الشيخ عباسعلي سليماني في عام 1947 ميلادي في محافظة مازندران والتي هي مشهورة بأنها أرض تربّى فيها علماء كثيرون منذ قرون حتى الان.
حينما كان يناهز من العمر خمس سنوات ذهب إلى المدرسة وتعلّم العلوم التمهيدية ثمّ سافر إلى مدينة مشهد المقدسة ليدخل الحوزة العلمية هناك وهي مدرسة دينية يدرس الطلاب فيها العلوم الدينية وبعد دراسة إستغرقت سنوات ذهب إلى مدينة قم المقدسة حيث كانت لها ميزة علمية خاصّة وهذا بسبب تواجد علماء الدين الكبار وتعلّم على يد الكثير من العلماء البارزين مثل المراجع الدينيين، الشيخ جعفر سبحاني والشيخ ناصر مكام شيرازي والشيخ وحيد خراساني والعلامة المفسر الشيخ جوادي آملي وحافظ القرآن الكريم ونهج البلاغة الشيخ خزعلي. متزامناً مع دراسته في الحوزة العلمية لم يألُ جهداً في سبيل تبليغ الدين الإسلامي والبحث العلمي الدقيق وفي السياق ذاته ألّف عدّة كتب فقهية
ودينية.
ونال لقب آية الله وهو لقب يُعطى لرجال الدين الشيعة والذين يصلون إلى درجة الإجتهاد الفقهي بعد دراسة مايقارب 20 سنة.
إمام جمعة سيستان وبلوتشستان
بعد إنتصار الثورة الإسلامية تولّى إمامة الجمعة وممثلية قائد الثورة الإسلامية في محافظة سيستان وبلوتشستان والتي يعيش فيها أتباع الطائفتين الشيعية والسنية ومنذ ذلك الوقت حتّى الآن يذكره علماء السنة بالخير حيث كان يتّخذ دائماً في معاشرته الصادقة مع السنة أسلوباً تقريبياً ومعتدلاً بل كان رائداً للوحدة الإسلامية في تلك
المحافظة.
علاقته الأخويّة مع السنة
بعد إنتشار خبر إستشهاد آية الله سليماني قال الشيخ "نذير أحمد سلامي" وهو عالم حنفي إيراني شهير في حوار له مع وكالة فارس للأنباء: أنا آسف جداً على إستشهاده
المؤلم.
كان آية الله سليماني شخصية ناشطة ووحدوية بمدة مايقارب 17 سنة في محافظة سيستان وبلوتشستان وكان عضو مجلس خبراء القيادة في الدورة الرابعة والخامسة.
وتابع الشيخ سلامي: كان آية الله سليماني شخصية تقريبية ووحدوية إلى حدّ كان هاتفه الجوّال معه دائماً حتّى يتسنّى للناس أن يتّصلوا به ويتابعوا حلّ مشاكلهم من خلاله وأنا رأيتُ أنّه كان يُجاوب على كلّ الإتصالات به على قدر الإمكان وكان يتّصل مباشراً مع المسؤولين ويُلقي بثقله لحلّ مشاكل الناس.
لم يقل كلاماً إلّا عن الوحدة
أشار الشيخ نذير أحمد سلامي إلى أسلوب الشهيد سليماني الوحدوي وقال: كان الشهيد متقدّماً في تعزيز الوحدة الإسلامية ولم يقل كلاما ولامرّة لإثارة الحساسية والفرقة بين الناس بل كان منادياً صادقاً وعملياً للوحدة الإسلامية.
لم يألُ جهداً لتعزيز الوحدة
وفي برقيّة عزاء له قال تجمع المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة: هذا العالم المجاهد لم يألُ جهداً في سبيل تعزيز الوحدة الإسلامية سواء حين كان ممثل الولي الفقيه في مدينة كاشان أم كان ممثله في محافظة سيستان وبلوتشستان.
رسالة تعزية للإمام الخامنئي(حفظه الله)
إثر إستشهاد آية اللله سليماني أرسل قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي دام ظله رسالة تعزية وإليكم نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أتقدم بالتعازي إثر حادثة الاعتداء التي أدّت إلى استشهاد المرحوم حجة الإسلام الحاج الشيخ عباس علي سليماني، رحمة الله عليه، الى عائلته الكريمة وأصدقائه. كان سماحته عضواً في مجلس خبراء القيادة وإمام جمعة زاهدان وكاشان لسنوات، ولطالما كان في خدمة نظام الجمهورية الإسلامية. أسأل الله المتعالي ان يرزق الفقيد علوّ الدرجات وقبول الخدمات .
السيد علي الخامنئي27/4/2023
شهادته المؤلمة
أستشهد آية الله سليماني بإصابته في رأسه برصاص أطلقه إرهابي نحوه وما إن اصاب الرصاص رأسه أستشهد إثره وذلك أثناء تواجده في احد الأماكن العامّة.
جماهير حاشدة تشارك في تشييعه
وشارك يوم أمس "السبت" الآلاف من الناس وعلماء الدين في مراسم تشييعه والتي جرت في مدينة قم المقدسة وعبّر الكل عن إستيائهم تجاه الجريمة النكراء التي أدّت إلى إستشهاد آية الله سليماني.