الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وعشرون - ٣٠ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وعشرون - ٣٠ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

العالم الحنفي الدكتور الشيخ مصطفى ملص في حوار مع الوفاق

لاعالم حقيقي يتحدث عن التصالح مع الصهاينة

بعدما قال الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي وهو إمام مسجد "مكي" من على المنبر إنّ النبي(ص) تصالح مع اليهود فبناء عليه يجب علينا التصالح مع اليهود في عصرنا الحاضر  وهو يقصد الكيان الصهيوني، أجرت صحيفة الوفاق العربية حواراً مع الدكتور الشيخ مصطفى ملص وهو عالم حنفي لبناني؛ وردّ الشيخ ملص على تصريحات عبدالحميد من الناحية الفقهية والدينية وإليكم نصّ الحوار:
ردّ الشيخ مصطفى ملص على كلام عبدالحميد إسماعيل والذي إستشهد بصلح النبي(ص) مع اليهود ليستنتج ضرورة الصلح مع الكيان الصهيوني: تصدر  أحياناً أقوال تُنسب إلى من يدّعون أنّهم أهل علم وفقه ويظهر من خلال هذه الأقوال بعهدها عن الإلتزام بالمعايير  الشرعية ومخالفتها لأبسط قواعد العدل والإنصاف التي نصّت عليها الشريعة الغرّاء فإذا هي مجرد آرا خاضعة للأهواء أو هي آراء كيديّة تُستَخدم لأغراض سياسيّة ومن هذه الأقوال زعمُ بعضهم من الشواذ من أهل العلم أنّه يجب مصالحة الكيان الصهيوني والإعتراف به كما صالح النبي محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه) اليهود ومع أنّ الإستشهاد بالنبي(ص) في التصالح مع اليهود ليس في محله أبداً وأنّهم نالوا جزاء خيانتهم وغدرهم وتمّ إجلاؤهم من جزيرة العرب.
تابع الشيخ مصطفى ملص: إلّا أنّ طرح مسألة الصلح مع الكيان الصهيوني ككيان عدواني عنصري ومجرم هي مجرد هرطقة لايقبل بها عقل ولا منطق كون الصلح مع الكيان الغاصب يتعارض مع أبسط قواعد العدالة والإنصاف ويأتي كدعوة لمكافأة المعتدي على عدوانه وإعانة المجرم على الإيغال في جريمته. فإسرائيل كيان قام على إغتصاب فلسطين ظلماً وعدواناً وتهجير أهلها من ديارهم والإستيلاء على ممتلكاتهم بالقوة عنوة في سبيل إنشاء هذا الكيان الذي ارتكب جرائم القتل والإبادة بحق أصحاب الأرض الشرعيين.
ثم طرح العالم الحنفي ملص سؤالاً وقال:  فهل يجوز أن نعترف للغاصب بحقّه فيما قام به من إغتصاب وجرائم مقترنة مع هذا العمل؟ أم أنّ الواجب علينا أن نواجه الظلم والعدوان والمستكبرين بغير الحق وأن ننصر المستضعفين؟
وأشار الشيخ ملص إلى بعض الروايات التي ذُكرت في الصحاح الستة قائلاً: كما قال الله تعالى في قرآنه الكريم "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ" وقال رسول الله(ص): "ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته". وهذه الرواية ر واها أحمد وجاءت في سنن إبن داود أيضاً.  وهناك رواية أخرى عن الرسول(ص) قال: "من أُذلّ عنده مؤمن فلم يَنْصُرْه وهو قادرٌ على أن ينصُرَه أذله الله عزّ وجلّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
وسلّط الضوء على مسألة الجهاد ضد الكيان الصهيوني وأضاف: إنّ في الصلح مع الكيان الصهيوني والإعتراف به، إعانة على الظلم ويقول رسول الله(ص): «من أعان على خصومة بظلم، أو يعين على ظلم، لم يزل في سخط الله حتى ينزع». لذلك نُفتي بأنّ الصلح مع إسرائيل حرام وممنوع شرعاً ولاسبيل لتغيير هذه الحالة إلّا بإعادة الحقوق كاملةً إلى الشعب الفلسطيني المظلوم وزوال دويلة الكيان الصهيوني وعودة اليهود إلى أوطانهم التي قدموا منها لإحتلال فلسطين.
نظراً إلى أنّ الشيخ عبدالحميد أفتى بتحريم صلاة النساء في مسجد "مكّي" بناءً على الفقه الحنفي، طُرِح سؤال على الشيخ ملص، ما هي وجهة نظر الفقه الحنفي تجاه مسألة صلاة المرأة في المساجد وأجاب الشيخ: هذه مسألة مختلف فيها بين أتباع المذهب الحنفي فمنهم من يقول بالإباحة ومنهم من يقول بالحرمة ومنهم من يقول بالكراهة والله أعلم.
وحول جواز  ذهاب النساء إلى المساجد والصلاة فيها وفقا لقول رسول الله(ص): "لا تمنعوا إماء الله، مساجد الله". قال: إنّ النساء قد إعتدن على الصلاة في المسجد الحرام منذ أيام رسول الله(ص) أي أيام الحج وليس هناك نصّ يُميّز بين المسجد الحرام وغيره من المساجد. فإذا كانت صلاتهنّ في الحرم صحيحة فهي صحيحة في كلّ مسجد أُسس على التقوى. والعكس صحيح لعدم وجود نصّ عامّ في الرجال والنساء. قال(ص): أفضل صلاة المرء في بيته إلّا المكتوبة وهذا النص هو عامّ للرجال والنساء وكذلك لا مانع لزيارة المساجد والعبادة وإقامة الشعائر والله أعلم.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي