أعمال فنية للمقاومة علی الجدران
قبل ثماني سنوات، في شهر آب/أغسطس، توشحت ريشة الفنانة ليلى العجاوّي، لأول مرة، بأبهى الألوان، لتبدأ رحلتها على جدران مخيم "إربد" للاجئين الفلسطينيين شمال الأردن. المرأة حاضرة ولها مساحتها الكبيرة في أعمال الفنانة ليلى، فهي انعكاس لشخصيتها، تعبر عن قضايا النساء وتناصر حقوقهن وترفض أي انتهاك يوجه للمرأة كونها أنثى، مشيرة إلى أنها تبحث عن التحديات التي تواجه الفتيات في الحياة اليومية، وتوعي المارة نحو هذه السلوكيات من خلال الجداريات. تعبر ليلى عن استيائها، من ظاهرة تزويج الفتيات مبكراً في بعض عوائل المخيمات وحرمانهن من حقهن في التعليم تحت مبررات غير مقبولة على الإطلاق، فجسدّت جدارية عن الحق في التعليم لإرشاد الأهالي بأهمية تسلح الفتاة
بعلمها.
أكثر من جهة تواصلت مع ليلى من أجل دعوتها لإقامة عروض فنية، تهدف إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، تقول:" طلب مني فنان صهيوني أن أشاركه برسم جدارية في مدينة القدس عن السلام مقدماً عرضا مغريا جداً، وآخر عرض علي أن يشتري أحد لوحاتي بمقابل مادي باهظ"، ووجهت لها دعوة ثانية من لندن لرسم جدارية مع "يهودي". ولكنها رفضت كل الإغراءات بشكل قاطع، فالتطبيع خيانة لوطنها ومبادئها وهي لا تؤمن بمنهجية السلام مع الكيان المغتصب لأرضها، بحسب ما أكدت.
الرسم الرقمي يعزز المحتوى الفلسطيني على الانترنت
لم يقتصر رسمها على الجداريات، فاتجهت إلى الرسم الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتعزيز المحتوى الفلسطيني الذي يحارب مؤخراً، ما عرضها للهجوم. مؤكدة أنها متمسكة بالوطن وحق العودة إليه، ولهذا تحاول دائماً تعريف العالم بالقضية
الفلسطينية. أشهر الجداريات الموجودة في العالم، هي التي شهدها جدار الفصل العنصري الصهيوني العازل الذي يعج برسومات احتجاجية ولوحات فنية، الذي قسّم الأرض في محاولة لإعاقة حياة السكان الفلسطينيين إضافة إلى ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة إلى الكيان الصهيوني.