الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وعشرون - ٢٩ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وعشرون - ٢٩ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

في ذكرى رحيل رائد الجبهة الثقافية

نادر طالب زاده.. طوّع الفن في مشروع المقاومة


الوفاق/ خاص
بعض الأشخاص في الحياة يتركون بصمات خالدة، وحتى بعد ما توافيهم المنية لا ينساهم أحد وتبقى أعمالهم خالدة إلى الأبد، فنشاطاتهم الكثيرة ودورهم المؤثر تؤدي إلى تخليد ذكراهم، فمن هؤلاء النجوم في سماء الفن والإخراج يمكننا ان نذكر "نادر طالب زاده" الذي يصادف اليوم السبت 29 نيسان/أبريل الذكرى السنوية الأولى لرحيله، وقد تم إقامة مراسم ذكرى رحيله يوم الخميس الماضي في "جنة الزهراء (س)" بطهران، وبهذه المناسبة نذكر نبذة عن نشاطاته وأعماله.
سيرته ونشاطاته
وُلد طالب زاده في عام 1954 في طهران. انتقل إلى الولايات المتحدة في سن الـ16 عاماً، وعاش هناك لمدة 10 أعوام. حصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة "راندولف میکن"، وشهادة الماجستير في الإخراج التلفزيوني من جامعة كولومبيا، وبدأ أنشطته الفنية في عام 1981 في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بإنتاج أفلام وثائقية. وقام بإنتاج وإخراج العديد من الأفلام الوثائقية داخل وخارج إيران، وهو أول مخرج قدّم معالجة درامية لحياة النبي عيسى (ع) على مستوى الدول الإسلامية في إطار مسلسل درامي وفيلم سينمائي وكان  هو المخرج والمنتج وكاتب السيناريو، وهو مخرج وثائقيات ومنتج ومدير إعلامي ووثقافي ومقدّم برامج فكرية وخبير إعلامي وثقافي ومدرّس سينما، وكان له دور فاعل في جميع النشاطات الإعلامية والسينمائية الإيرانية خصوصا في جانبها الدولي منها مهرجان فجر السينمائي الدولي، إذ كان يعمل فيه كمحاضر لطلاب فرع السينما والمخرجين الشباب ممن يحضرون في الورش التعليمية بالمهرجان.  تولّى منصب أمين الاتحاد الدولي "أفق نو" (الأفق الحديث) وأمين مهرجان "عمار" للأفلام، وكان من المساهمين في تأسيس قناة
 "أفق".
 ومن الانشطة الاخرى للفقيد، التدريس في المركز الاسلامي "تدريب صناعة الافلام" وادارة مركز الابحاث والدراسات السينمائية في دائرة الشؤون السينمائية بوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي.   
أعماله ووثائقياته
على الرغم من أننا نعرف الراحل طالب زاده كمخرج في الغالب، إلا أنه كان نشطاً أيضاً في مجالات أخرى، بالإضافة إلى كونه مخرجاً، فقد عمل ككاتب ومنتج ومحرر ومقدم ومصور وممثل في السينما والتلفزيون.
يمكن ذكر أهم أعمال طالب زاده في مسيرته الكتابية ، كمسلسل "بشارة المنقذ" وفيلم "المسيح". ومن أهم أعماله في مسيرة الإنتاج برنامج "العصر" ومسلسل "بشارة المنقذ" وفي مسيرة المونتاج فيلم "الأيدي الفارغة" و "المسيح"، وفي مسيرة مقدم البرامج "العصر" و "السر"، وفي مسيرة التصوير مسلسل "بشارة المنقذ" وفي مسيرته التمثيلية أفلام "أنت الذي كنت لا أعرفه "
و "لاله". من بين أفلامه الوثائقية يمكننا ان نذكر: "الساعة 25 (في أمريكا)" ، "الخنجر وشقائق النعمان (في البوسنة)" ، "النمو في النار (في صربيا)" ، "الهياج الصامت (في ألمانيا)" ، "إنجاز وطريق الهند" (في الهند)"،" العالم ينتظر (أوروبا)"، المسلسل التلفزيوني "بشارة المنقذ" وفيلم "المسيح" وغيرها، في الحقيقة نادر طالب زاده طوّع الفن في مشروع المقاومة.
الأفق الحديث
من بين أنشطته، يمكننا نذكر إقامة سلسلة مؤتمرات دولية تحت عنوان "الأفق الحديث"، بحيث سعى من خلاله لتوحيد المفكرين المناهضين لأميركا والصهيونية من غير الإيرانيين وغير المسلمين. وهو النشاط الذي فضح، بعد فترات طويلة من بثه، المسؤولين الأميركيين، بحيث أصبح طالب زاده في قائمة الشخصيات التي تُفرض عقوبات
 أميركية ضدها.
مهرجان عمار والحضور في الدول العربية
كان سكرتيراً لمهرجان "عمار الشعبي" في الفترة الثانية منه، وهو المهرجان الذي كان تلبية لنداء قائد الثورة الإسلامية، تحت عنوان "أين عمار"، وأطلق عليه اسم "عمار". شارك كذلك في الكتابة، وكتب أعمالاً، مثل "الظلام والضوء"، "الصورة العائلية في السينما الإيرانية"، "قوة اللوبي الإسرائيلي في كندا"، "المصير المشترك للفلسطينيين والكنديين الأصليين". وتناول المهرجان مواضيع المقاومة غالباً، ومحاربة الغطرسة والصهيونية، والتطورات في الشرق الأوسط، كالحرب على سوريا. وتوسّعت أبعاد المهرجان بالتدريج، وأدخلت جيلاً من صُنّاع الأفلام "الثوريين". كان له حضور في الدول العربية، التي كانت تشمل تدريب كوادر إعلامية. في لبنان، كان له أثر كبير في عملية الإطلاق والتطوير للعمل السينمائي، بصورة خاصة، وللعمل الثقافي، بصورة عامة، بالإضافة إلى تدريب مئات طلاب السينما وخريجيها والتأثير فيهم.
فيلم "السيد المسيح (ع)" ومسلسل "بشارة المنقذ"
يُعَدّ فيلم "السيد المسيح"، الذي أخرجه، تحوّلاً كبيراً في السينما الإيرانية، ليس في بعده الفني وتصويره وطريقة إخراجه فقط، لكنه استطاع، على مدى عقد كامل، أن يدمج الوثائق التاريخية المستوحاة من الكتاب المقدس والقرآن الكريم ويمزجها، ليركز على رسالة الوحدة بين الأديان.
"بشارة المنقذ"، اسم مسلسل تولى طالب زاده إخراجه، تناول الأرضيات المشتركة بين الإسلام والمسيحية، وتمّ عرضه في مختلف قنوات التلفزيون الإيراني، والبرامج الموجهة
 إلى الخارج.
أصدر نادر طالب زاده، مخرج "بشارة المنقذ"، أولاً النسخة السينمائية من هذه القصة تحت اسم "المسيح (ع)"،
ثم أطلق النسخة التلفزيونية
كمسلسل .
أعلن نادر طالب زاده في مقابلات مختلفة أن الجمهور الرئيسي لفيلم "المسيح" و مسلسل "بشارة المنقذ" هم المسيحيون.
وثائقي "الخنجر وشقائق النعمان"
"الخنجر وشقائق النعمان" فيلم وثائقي عن المقاومة للأمة المسلمة في البوسنة والهرسك ضد العدوان الوحشي لشعوب الغرب المتحضرة! وبالطبع هذه المرة ليس في إفريقيا أو آسيا أو أمريكا الجنوبية، ولكن في قلب أوروبا. تم إعداد هذا الفيلم الوثائقي وتحريره في عشرة أجزاء من حوالي 20 دقيقة. يقول "رضا برجي" أحد صنّاع الأفلام الوثائقية حول هذا الفيلم  وحضور "نادر طالب زاده" والشهيد "مرتضى آويني": قابلت نادر في ذلك الفيلم وأصبحنا أصدقاء.
إنه جيد في العمل ويعرف ما يريد، في هذا العمل، كان شخصاً يواجه مشاهد الحرب لأول مرة، كان يعمل جيداً.
وعندما عدنا إلى طهران، بدأ نادر بالمونتاج مع محمد علي فارسي وحسين بهزاد، كان يأخذ المعلومات منّا ويكملها ويعطيها لمرتضى آويني فكان يكتبه، ولقد تم إختيار اسم الفيلم أيضا من قبل الشهيد آويني.
فيلم "كنت هناك"
تحدّث أكثر من مرة عن التمييز العنصري في الولايات المتحدة، والمشاكل التي يعانيها "الآخرون" هناك. وحاول مراراً أن يشرح للعالم كيف أن الولايات المتحدة لا تتقبل الآخر، أياً يكن، وكيف تظلم الشعوب المستضعفة.
خاض نادر طالب زاده مغامرة التصدي للرواية الأميركية الرسمية بشأن هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، مستعيناً بشهادات أميركية خالصة تضمنها شريطه الوثائقي، الذي حمل عنوان "I was there / كنت هناك".
يستند فيلم طالب زاده، ومدته 52 دقيقة، إلى روايات شهود على الواقعة. ومن بين المعلومات المتفرقة، التي يسلط الفيلم الضوء عليها، تأكيد عدة شخصيات عامة، داخل الولايات المتحدة وخارجها، أنها تلقّت تحذيرات من عدم السفر يوم 11 سبتمبر/ أيلول، وعدم اعتقال منفذي الهجمات على الرغم من التحذيرات التي وردت إلى وكالة الاستخبارات الأميركية بأنهم يعدّون
 لهجوم كبير.
ماذا قالوا عنه؟
بعد انتشار خبر وفاته، عزّى قائد الثورة الإسلامية الامام الخامنئي بوفاة "الباحث والفنان الثوري الدؤوب والحماسي" نادر طالب زاده".
وبعد تعازي سياسيّي الصف الأول والفنانين والمثقفين في إيران، أثار رحيل طالب زاده موجة من الحزن في العالم، بحيث تحدّث عنه طلاب حول العالم  ومتأثرون به وبمسيرته الفنية.
حيث كتب عنه الكثير من الإيرانيين والأجانب من الفنانين وغيرهم، فمنهم " فاطمة خليفة" حيث كتبت عنه: "صفات كثيرة تُطلق على هذا الرجل، الفنان والمناضل والمثقف والباحث والمقاوم. في إيران، يقولون إن طالب زاده رحل بعد أعوام من النضال. لونٌ فريد من طيف الثقافة الإيرانية. أرشف الحروب بنفسه. ذهب إليها ليرى المشهد الحقيقي قبل أن ينقله
إلى المشاهدين.
عايش الحرب الصدامية الإيرانية ووثّقها. ذهب كذلك إلى البوسنة وشهد على الجرائم التي حدثت هناك. عاش بعض السنوات في أميركا وتحدّث عن العنصرية فيها. كذّب الماكينة الإعلامية الأميركية في أكثر من مكان، وكشف زيفها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي