الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وعشرون - ٢٧ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وعشرون - ٢٧ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

رحيل الشاعر الثوري الإيراني «براتي بور»

صدى المقاومة في الشعر

الوفاق/ لقد غلبت النزعة السياسية على طابع أدب المقاومة في شعر بعض الشعراء المعاصرين حتى عُرفوا بشعراء المقاومة.
فالدفاع عن الوطن والقيم الأخلاقية والثورية لدى الجميع هامة ويتطرق إليها الأدباء والشعراء بأسلحتهم، وهناك شعراء كبار إستخدموا الكلمة لصالح الدفاع عن القيم أو حث الآخرين لمقابلة الأعداء والمحتلين وعزة النفس وغيرها، وبما أن للشعر تأثيرا عميقا في النفس، نرى أنه يدخل القلب وكثير ما استخدم لتبيين الحقائق، وفي إيران والعالم العربي أيضا لا تختلف القضية، فقائد الثورة الإسلامية عنده جلسات ولقاءات مع الشعراء كل سنة، كما نشرنا قبل فترة لقاء قائد الثورة الإسلامية بعدد من الشعراء الإيرانيين والأجانب، حيث قاموا بإنشاد أشعارهم، وإفتقدنا أخيراً أحد هؤلاء الشعراء الإيرانيين الكبار، وهو الشاعر الثوري المخضرم "عباس براتي بور".
الشاعر الثوري "براتي بور" في أعين الآخرين
كان براتي بور من جيل شعراء "الدفاع المقدس"، وكانت السمة المميزة للأستاذ براتي بور عن غيره من شعراء الثورة الإسلامية تعلقه القوي بشعر الدفاع المقدس والتضحية والاستشهاد - خاصة شعر المضحين.
 وعزّى قائد الثورة الإسلامية الامام الخامنئي وأصدر بياناً في هذا المجال جاء فيه: "ان المرحوم كان من الرواد في نظم الشعر الديني والثوري وقد ترك تراثاً ادبياً في مجموعة أشعار كذكرى خالدة".
كما عزى رئيس الجمهورية آية الله رئيسي وفاة الشاعر براتي بور وعبّر عن الحزن والأسى لوفاة هذا الشاعر الثوري والمخضرم وجاءت في برقية المواساة: هذا الفنان النبيل والشعبي ذو اللغة التعبيرية والأدب الفاخر ابتكر أعمالاً قيّمة في مجال الأدب الملتزم والمستدام ، مستوحاة من ثقافة عاشوراء، وترك وراءه قصائد دينية خالدة، خاصة في وصف ومدح الائمة الاطهار عليهم السلام.
وأضاف: إن تدريب الشعراء الشباب من خلال إجراء جلسات مراجعة شعرية في مجال الفن وإدارة جلسات الشعر مع قائد الثورة الاسلامية لأكثر من عقد من الزمن، تعد جزءا آخر من أنشطة هذا الشاعر.
من جهته إعتبر غلامعلي حداد عادل أشعار براتي بور بشرى ونداء للقيم الروحية وقال: تعتبر قصائد الأستاذ براتي بور خطوة كبيرة في تشكيل الشعر الثوري، ويجب اعتبار براتي بور من رواد الشعر، لأنه ساهم مساهمة فعالة في شعر الثورة، ووضع براتي بور قوته الأدبية في طريق المثل الإلهية العليا وأظهر المثل الأخلاقية بالشعر.
 الشاعر براتي بور شاعر ملتزم، درس في مدرسة الشعراء العظماء مثل سعدي وحافظ ومولانا، لا يمكن للمرء أن يتوقع أي شيء سوى أنه سيركز على الباطن والشخصية العقائدية والسلوك الديني وأن يكتب قصيدة حبكت من البصيرة والحقيقة.
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر المرحوم عباس علي براتي بور، كان يشارك في جلسات قائد الثورة الخاصة بالشعراء خاصة في جلسته بمناسبة ولادة كريم اهل البيت عليهم السلام، الامام الحسن المجتبى (ع)، في النصف من شهر رمضان المبارك لفترة 13 عاما، وكان يدير جلسات لقاء الشعراء مع قائد الثورة.
وقد وافته المنية ليلة عيد الفطر المبارك، عن عمر 80 عاما، بسبب سكتة قلبية. وقد ترك العديد من الآثار والمجموعات الشعرية ومن اهمها ثلاث مجموعات شعرية حول رحيل الامام الخميني (قدس)، فبهذه المناسبة نلقي نظرة عابرة على شعر المقاومة منذ القدم حتى يومنا هذا.
المقاومة في الأعمال الأدبية للشعراء العرب
 روي في كتب التاريخ؛ لا سيما الإسلامي منها، أن رسول الله (ص)، قد طلب من أصحابه تعلم الشعر و"محاربة" المُشركين به، فكان له ثلاثة شعراء، من الأنصار، يدافعون عنه وعن الإسلام ويذودون بألسنتهم لا بسيوفهم وهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة. وأثبتت النصوص التاريخية والأدبية التي وصلتنا عبر مختلف الوسائل، أن رسول الله محمد (ص)، قد حرّض شعراءه على تعلم لغة قريش الأدبية وشعرهم ومحاربتهم فيه.
فمنذ الإعلان عن احتلال فلسطين عام 1948، أبدع الفلسطينيون "جملة" من الأدوات والوسائل لمواجهة الاحتلال، بعضها مسلح "بدأوا بالسكين والتصنيع والإكتفاء الذاتي يرافقه الإبداع"، والآخر شعبي "المقاومة السلمية بما تمثله مسيرات العودة على حدود قطاع غزة وفي أنحاء متفرقة بالضفة الغربية"، وفكري وثقافي "الأدب بمختلف أشكاله" وإعلامي. کما وسعت الدراسة أن تدرس ذلک في ظلّ أسلوب فنّي وجمالي فرکّزت على الجانب اللغوي والدلالي التي اعتمد الشاعر في تحریضه الشعب على المقاومة مما خلصت إلى أنّ الشاعر کان یمیل شدیداً إلى استعمال الترکیب العادّي بحیث لا نجد صورة بعیدة المنال أو صعبة الترکیب.
یعتبر أدب المقاومة أدب الوعي والحثّ علی تجاوز الأزمات الشعبیة والحروب والقهر ویحاول لاستنهاض الهمم للجهاد والوعی بالذّات والهویّة ویتناول موضوعات البطولة في مواجهة العدوان والظلم والاحتلال. تختلف آلیات المقاومة في العصور المختلفة عند الأدباء فمنهم من یتّخذ القصة أو الروایة أداة للدعوة إلی المقاومة ومنهم من یتّخذ الشعر وسیلة للحثّ علی الدفاع. ولما کان الشعر أکثر انتشارا وتأثیرا في إثارة الهمم نلاحظ أنّه قد شغل حیّزا واسعا في موسوعة أدب المقاومة، فمن الشعراء المعاصرين كثيرون في يومنا هذا فمنهم الشاعر العراقي المعاصر "مظفّر النوّاب".
مظفر النوّاب
 أنشد النواب شعره بالعامّيّة والفصحى، لکنّه مال إلى الفصحى بعد احتلال إسرائيل لفلسطين وهزيمة العرب أمامه؛ فانطبع شعره بالطابع الثوري وأدب المقاومة، حيث يوصف بـ "شاعر فلسطين".
شعره مفعم بالإشادة بالثّوّار والفدائيين والشهداء، والدعوة إلى انتهاج أسلوبهم في المقاومة المسلّحة من أجل الحرية والعدالة، وکذلک دحر الاحتلال ومواجهة الاستعمار.
نزار قباني
 لقد مرّ على الشاعر نزار قباني أطوار من النضوج والتطور، استمدت من الأحداث الكثيرة والمتنوعة التي طرأت على حياة هذا الشاعر الكبير، وقد انطبعت بصمات هذه الأمور على صفحات فكره ومشاعره وخياله كما تجلّت وتبلورت بتمام حقيقتها في قصائده ومقطوعاته، تحمل في طيّاتها تفسيراً كاملاً ووافياً لرغبات الشاعر ونزعاته في شتى المجالات، ولا شك أن التطور النضالي والثوري الذي ظهر في إبداعه الشعري، هو حصيلة تطور نفسي خلقته يد الأحداث الرهيبة التي حلّت بواقع المواطن العربي مما هزّ نزار قباني من الأعماق وفجّر في كيانه شلّالاً تدفّق منه معين أدب راق، ما عُرف اليوم بأدب المقاومة، وإلى كشف مظاهر هذا الأدب.
- هوامش علی دفتر النکسة: اتَّسعت آفاق القصيدة السياسية لدى نزار وتَفتحَت على الأحداث الكبرى في الوطن العربي، وكانت القضية الفلسطينية حاضرةً بقوة بمآسيها المتتالية، ونكساتها المتعاقبة. من أهم الأحداث التي عالجها نزار في شعره السياسي نكسة يونيو التي اغتصبت فيها سيناء والجولان والضفة الغربية و فتَح نوافذ الحرية، والتضامن العربي، وإعداد الأطفال بشكل حضاري لصنع مستقبل عربي جديد" ( صافي، 2008:ص1 ). يقول قباني:
أَنْعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمة، والكتب القديمة
أنَعي
كلامَنا المثقوب، كالأحذية القديمة..
ومُفرداتِ العُهر، والهجاء والشتيمة
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهاية الفكر الذى قاد إلى الهزيمة
مالحةٌ في فمنا القصائد
مالحةٌ ضفائر النساء والليل، والأستار والمقاعد
مالحةٌ أمامَنا الأشياء
يا وطنيَ الحزين حَوَّلتَنى بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتب شعر الحب والحنين
لشاعرٍ يكتب بالسكين
ويقول في نهاية القصيدة، مخاطباً الطفل العربي، طفل المستقبل..
يا أيها الطفلَ:
يا مطرَ الربيع، يا سنابل الآمال
أنتم بذورُ الخصب في حياتنا العقيمة
وأنتم الجيلُ الّذى يهزم الهزيمة
احمد مطر
المقاومة هي الصمود والدفاع عن النفس والحریة والحیاة الاجتماعیة وکل شيء یحتوي علی هذه الأفکار یقع تحت أدب المقاومه. وشعراء المقاومة هم الذین یصورون في منشوداتهم ظلم الظالمین والمصائب الواردة علی المظلومین وتحریضهم علی أخذ حقوقهم من المستکبرین ودعوتهم بالنضال ضدّهم، فيستخدم الشاعر العراقي أحمد مطر أجمل الكلمات والتعابير للمقاومة، وهناك له قصيدة القلم الجميلة التي يشير فيها إلى المقاومة بالقلم، فيقول:
جسَّ الطبيبُ خافقي
وقالَ لي:
هلْ ها هُنا الألَمْ؟
قُلتُ له: نعَمْ
فَشقَّ بالمِشرَطِ جيبَ معطَفي
وأخرَجَ القَلَمْ!
هَزَّ الطّبيبُ رأسَهُ… ومالَ وابتَسمْ
وَقالَ لي:
ليسَ سوى قَلَمْ
فقُلتُ: لا يا سَيّدي
هذا يَدٌ… وَفَمْ
رَصاصةٌ… وَدَمْ
وَتُهمةٌ سافِرةٌ… تَمشي بِلا قَدَمْ!

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي