الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وعشرون - ٢٦ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وعشرون - ٢٦ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

في ذكرى هزيمة الأمريكيين في طبس

عاصفة رملية تُكّسر مخالب النسر

الوفاق/ خاص
عبير شمص
تصادف هذه الأيام من شهر نيسان / أبريل من العام1980 مرور الذكرى السنوية الثالثة والأربعين لأكبر عملية عسكرية فاشلة شنتها الولايات المتحدة داخل الأراضي الإيرانية والتي أطلق عليها الأميركان إسم
« مخلب النسر»، والتي أتت بعد مضيّ ما يقارب السنة والنصف من إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، وكانت ترمي إلى تحرير جواسيس السفارة الأميركية في طهران الذين اعتقلهم الطلاب الإيرانيون السائرون على نهج الإمام الخميني(قدس) إبان انتصار الثورة الاسلامية والتي وصفها سماحته بـ «الثورة الثانية». والجدير بالذكر أنّ القوات العسكرية الإيرانية كانت آنذاك في جبهات القتال مع الإنفصاليين في محافظة كردستان الإيرانية.
اقتحام وكر التجسس
دخلت العلاقات الإيرانية الأمريكية نفقاً مظلماً نتيجة أزمة الرهائن، الذين احتجزوا على يد طلاب جامعيين أثناء اقتحامهم للسفارة الأمريكية في طهران، والذين كشفوا وثائق عدة من داخل السفارة الأمريكية والتي سمّوها لاحقاً وكر التجسسس، تُظهر نية الإدارة الامريكية لإسقاط الحكومة الإسلامية في إيران وذلك عبر إثارة الفوضى والشغب ودعم الإنفصاليين والتنظيمات المسلحة كمجموعة مجاهدي خلق الإرهابية.
 لقد تسببت هذه الأزمة في ظهور تباين في وجهات النظر في الدبلوماسية الأمريكية حول كيفية التعامل مع الثورة الإسلامية ، فكان مجلس الأمن القومي الأمريكي برئاسة «بريجنسكي» يشجع على القيام بعمليات عسكرية، بينما كان وزير خارجية أميركا حينها «ونس» يطالب بضبط النفس، وفي نهاية المطاف وبعد خمسة أشهر من المفاوضات وممارسة الضغط على إيران للإفراج عن الرهائن والذي انتهى بالفشل، قررت إدارة «كارتر» رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت بإرسال وحدات من الكوماندوس لتحرير الرهائن، وتشكلت لهذه الغاية وبأمرٍ شخصي من الرئيس قوة  مكونة من 132 فردًا من مجموعات القوات الخاصة «دلتا فورس – delta Force» التابعة للقوات المسلحة الأمريكية لمهاجمة إيران ومحاولة إنقاذ 52 من موظفي السفارة المحتجزين في سفارة بلادهم في طهران.
الإعداد للعملية بإشراف كارتر بنفسه
هذه العملية، تابع تفاصيلها الرئيس الأميركي كارتر بنفسه، وقادها الجنرال ديفيد جونز رئيس هيئة الأركان المشتركة، ونفّذها الجنرال جيمس فوت مدير هيئة العمليات والتعبئة، وتواصل إعدادها في البنتاغون خمسة شهور كاملة وعلى نحو متسلسل، إذ أنه عند إخفاق أي مرحلة تفشل المراحل التالية، وإذا ما نجحت مرحلة ستنجح المراحل الأخرى، وكانت المرحلة الأولى تقتضي بنقل القوات والمعدات الضرورية  من المحيط الهندي ، ليتم إدخالها في المرحلة الثانية إلى الأراضي الإيرانية وبالقرب من مدينة طبس. وبعد تحميل المعدات تغادر الصحراء، ثم تتجه إلى طهران في الظلام، وتبقى هناك متخفية حتى منتصف الليلة، موعد تنفيذ عملية إنقاذ الرهائن ومن ثم تعود أدراجها بعد انتهاء العملية إلى الصحراء وتنقلهم عبر الطائرات.
إرادة الله هزمت الأمريكان
كان شن الهجوم على السفارة هو السيناريو الأفضل عند الأمريكيين، ذلك أنه يقلل من حجم الخسائر، لهذا كان عنصر المفاجأة هو أهم جزء منها، وكان مقرراً أن تقوم الطائرات بالتوجه الى طهران، لقصف منزل الإمام الخميني (قدس) والمراكز الهامة الأخرى بالتعاون مع بعض العملاء لإطلاق سراح الرهائن، وفقاً للوثائق المتوفرة، وفي ليلة 24 من ابريل / نيسان من العام 1980م   في الساعة ۱۱ مساءً حلقت أربع مروحيات أميركية من نوع سيكيورسكي من حاملة الطائرات «نيميتز»، وعلى أثرها حلقت ست طائرات أميركية «سي ۱۳۰» من عمان ودخلت الأجواء الإيرانية منتهكةً السيادة الإيرانية. دخلت الطائرات من طرف الحدود الجنوبية ثّم انطلقت الطائرات الأميركية العملاقة التي كانت مستقرة في مصر وعمان وقطعت مسافة أكثر من «۱۰۰۰» كيلومتر لتدخل الأجواء الإيرانية دون أي عائق وهبطت في مطار مهجور بالغرب من «رباط خان» في صحراء طبس وسط إيران للتزود والتنسيق للعمليات.
 هبطت الطائرات عند منتصف الليل، وواجه الجنود العديد من العقبات والفشل، وأُبلغت القيادة الأمريكية بذلك، فتم إلغاء مهمتهم. وبينما كانوا يستعدون للانسحاب من صحراء طبس، تحطمت إحدى المروحيات إثر اصطدامها بطائرة نقل كانت تحتوي على جنود ووقود الطائرات، مّا أدى إلى اندلاع حريق تسبب بمقتل 8 جنود. وعند الساعة الرابعة و ۳۰ دقيقة فجراً، غادر المهاجمون الأراضي الإيرانية.
جرت أحداث هذه العملية في فترة  تولي « بني صدر» رئاسة البلاد، والذي تمّت إقالته لاحقاً على يد نوّاب البرلمان الإيراني بعد مضي ما يقارب من مرور سنة على رئاسته وذلك بسبب فشله الواضح في الحرب المفروضة على إيران، وأيضاً بسبب الكشف عن وثائق تظهر تجسسه لصالح الولايات المتحدة الأمريكية في قضايا عدّة.
شهادة «محمد منتظر قائم»
وسط دهشة الحرس الثوري الذين ذهبوا إلى صحراء طبس لمعرفة تفاصيل الحادث واحتمال المواجهة مع العدو، وأثناء تفقد المجاهدين طائرات الهيلوكبتر الأمريكية المحترقة من الداخل أطلقت طائرات الفانتوم المتواجدة في الأجواء وبحجة تدمير القنابل الموجودة في المنطقة  الرصاص الكثيف على طائرات الهليكوبتر ما أدى إلى حدوث انفجار كبير استشهد على إثره الشهيد محمد منتظر قائم قائد فيلق يزد وجرح ثلاثة آخرون من الحرس الثوري وهم عباس سامعي ومحمد علي درست كار ورضا لاوري.
أمريكا... إعلان الهزيمة
في 25 أبريل 1980، أعلن البيت الأبيض عن فشل عملية انقاذ الرهائن. تسبب فشل العملية في حل أزمة الرهائن، بخسارة  كبيرة  للرئيس الأميركي «كارتر»في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1980، أمام منافسه الجمهوري رونالد ريغان. ولم يتم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين إلا بعد فترة وجيزة من تنصيب «ريغان».
لقد كانت الهزيمة الأمريكية في صحراء طبس الإيرانية مدوية لدرجة أنه أجبر حتى أشهر الشخصيات السياسية في أمريكا على قبول الهزيمة..
فلقد اعتبر «زبيغنيو بريجنسكي» ، مستشار الأمن القومي في حكومة جيمي كارتر، الشعور باليأس القومي في أمريكا كأحد النتائج المهمة لهزيمة هذا البلد ، وقال: «قضية إيران المشينة كانت واحدة من ثلاثة عوامل مهمة لهزيمة كارتر، وهذه القضية هي الشعور باليأس الذي أثار الأمة ».
نصرٌ من الله
هذه العملية دفعت قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قدس) إلى التصريح بأنّ المهمة الأمريكية أوقفت بتسديد من الله، من أجل حماية الجمهورية الإسلامية الجديدة.
وعندما تفقد سماحة الإمام الخامنئي(حفظه الله) حطام الطائرات الأميركية في صحراء طبس( وسط إيران)آنذاك ردد الأية القرأنية من سورة  الأنفال: «فلم تقتُلوهم ولكنّ اللهَ قتلَهم، وما رميتَ إذ رميت ولكنّ اللهَ رمى، ذلكم وأنّ اللهَ موهنٌ كيدَ الكافرين».
ولقد أشار سماحته أكثر من مرّة  أشار في خطاباته إلى قضية طبس وإعتبرها قضية ذات أهمية قسوى. وقال في إحداها: «لقد رأينا في حادثة طبس فعل الله بالأمريكيين. كان عام ١٩٨١ عندما شنّت القوات الأمريكية بأمر من رئيس الولايات المتحدة الديموقراطي هجوماً على صحراء طبس بنيّة الوصول إلى طهران. طبعاً عادت أجسادهم المسودّة والمتفحّمة في منتصف الطريق! لقد أراق الله (عزّوجل) ماء وجههم، احترقت طائراتهم ومروحيّاتهم وأُجبروا على العودة والرحيل من صحراء طبس».
فيلم العاصفة الرمليّة
أخرج الفنان الإيراني الشهير جواد شمقدري فيلماً سينمائياً صوّر فيه ملحمة الرمال التي إنكسرت فيها ظهور الأمريكان والقوة الإستعمارية بإرادة الله وذلك عبر عاصفة رملية أطاحت بالمروحيات الأمريكية العملاقة والتي كانت الولايات المتحدة تثق بها في حين عوّل الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني(قدس) على الله القدير. وشارك في هذا الفيلم السينمائي أهمّ وأشهر الممثلين الإيرانيين مثل«أحمد نجفي» و«سعيد سهيلي» و«حسين أنصاري» وغيرهم من الممثلين».

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي