بعد تسارع وتيرة إزالته في إقتصادات العالم
متى تُزيل إيران «الدولار» من معاملاتها؟
عملية إزالة الدولرة، التي بدأت في عام 2011 من قبل الصين وروسيا، أدرجت مؤخراً على جدول أعمال الاقتصادات الناشئة في العالم مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة، واستبدلت هذه الدول الدولار بالعملات المحلية، وخاصة اليوان، في علاقاتها التجارية.
وفي الفترة الأخيرة، كان هنالك تسارع في عملية إزالة الدولرة (de-dollarization) عملياً في العالم، خاصة في الاقتصادات النامية، وهو الموضوع الذي تحول الى نقاش ساخن في البلاد، ويبدو أن هناك حاجة للكثير من الخطوات اللازمة لتفعيله.
وقد أدرجت عملية إزالة الدولرة، التي بدأت من قبل الصين وروسيا في عام 2011، مؤخراً على جدول أعمال الاقتصادات الناشئة مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة والدول الأعضاء بشكل عام في مجموعة بريكس (بإستثناء الدول الإفريقية) وهذه الدول في طور استبدال الدولار بالعملات المحلية، وخاصة اليوان.
رد إجباري
وعلى العكس من المواقف السياسية والانفعالية لبعض الخبراء الاقتصاديين في البلاد، فان إزالة الدولرة ليست «اختياراً طوعياً» من قبل الدول المذكورة، وإنما رد إجباري على تحويل الدولار إلى سلاح.
في العقود الأخيرة، عانت الحكومة الأميركية دائماً من عجز في الميزانية وتعاني من الاتجاه المتزايد للنفقات، وفي الواقع قامت بتصدير التضخم الناتج عن تمويل هذه النفقات إلى دول أخرى في العالم من خلال الدولار، وهذه التغيرات المتسارعة في السياسة النقدية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى القضايا الجيوسياسية هي العوامل الرئيسية للدولرة في العالم. على الرغم من أن إنهاء هيمنة الدولار على التجارة والاقتصاد العالميين ليس هدفاً سهلاً، إلا أن عملية إزالة الدولرة من قبل البلدان التي لديها أكبر احتياطيات من العملات الأجنبية في العالم مهمة للغاية.
إحتياطيات النقد الأجنبي في العالم
وفقاً لآخر الإحصائيات التي أعلن عنها صندوق النقد الدولي في آذار/ مارس 2023، تمتلك الصين حوالي 30٪ من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية (11962 مليار دولار)، بواقع 3480 مليار دولار، تليها اليابان بنسبة 11٪، وسويسرا بنسبة 8٪، وروسيا 6٪، والهند 5٪، وتايوان 5/4٪، وهونغ كونغ 2/4٪، والسعودية 4٪، وكوريا الجنوبية 7/3٪ وسنغافورة 5/3٪ في الترتيب التالي.
ووفقاً لهذه الإحصائية، فان إجمالي إحتياطيات النقد الأجنبي للاقتصادات الناشئة التي بدأت عملية إزالة الدولرة تشمل أكثر من 60٪ من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية. في كانون الثاني/ يناير 2023، تحدث المسؤولون السنغافوريون عن محاولة إزالة الدولار، وتوصلت الهند إلى تفاهم مع الإمارات العربية المتحدة وروسيا بشأن التجارة بغير الدولار واستخدام الروبية.
تجارة بعملات غير الدولار
كما أعلنت السعودية لأول مرة خلال الـ48 عاماً الماضية أن أبواب تجارة النفط في البلاد مفتوحة مع الصين ودول أخرى بعملات غير الدولار. كما بدأت الإمارات خطة لتنويع العملات المستخدمة في معاملاتها النفطية، وأطلقت إندونيسيا خطة لاعتماد نظام الدفع المحلي. وتوصلت البرازيل والأرجنتين إلى تفاهم حول إنشاء عملة مشتركة لأكبر اقتصادين في أميركا الجنوبية، كما أعلن البنك المركزي المصري عن إنشاء مؤشر جديد للعملات للابتعاد عن الدولار في مصر. بدأت روسيا والصين أيضاً هذه العملية منذ عام 2011. جميع الأرقام والسياسات المذكورة تعني الدور الاستثنائي للاقتصادات الناشئة في العملية الجديدة لإنهاء الدولرة والانتقال من النظام النقدي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى نظام نقدي متعدد الأقطاب قائم على العلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف وزيادة دور اليوان في السنوات القادمة.
إزالة الدولار من معاملات إيران
الآن، في مثل هذه الحالة التي تسببت فيها الدولرة في التضخم وتدفق رأس المال إلى الخارج وانخفاض قيمة العملة الوطنية في دول العالم، هل من المنطقي أن يظل الاقتصاد الإيراني معتمداً كلياً على الدولار ولا تبدأ عملية إزالة الدولار في المعاملات الإقليمية الثنائية أو متعددة الأطراف؟
بدء التعاون البنكي مع الصين وروسيا، والذي كان على جدول أعمال البنك المركزي الشهر الماضي، لا يعني الابتعاد عن العلاقات الدولية، بل يقوم على خفض تكاليف التسوية الدولية وتسهيلها. من ناحية أخرى، يهدف إحياء إتحاد التسويات الآسيوي (ACU) من قبل البنك المركزي الإيراني وعقد اجتماعه هذا الشهر في طهران إلى نفس القضية وتسهيل التسوية الدولية مع دول مثل الهند وباكستان وسيريلانكا.