الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية عشر - ٢٤ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية عشر - ٢٤ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

حرس الثورة الإسلامية 44 عامًا من الجهاد والخدمة

قبل أربعة وأربعين عاماً وافق مجلس الثورة على دستور "حرس الثورة الإسلامية " في 22 نیسان/أبریل 1979  وأعلن الحرس الثوري الإسلامي رسميًا عن وجوده بإصدار بيان، لذلك في التقويم الرسمي الإيراني، تم تسمية هذا الیوم يوم تأسيس تلك المؤسسة الثورية والشعبية.
يُعتبر تشكيل وتأسيس الحرس الثوري المنبثق عن الحركة الإسلامية المناهضة للاستعمار والغطرسة من أول وأهم إنجازات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو دلالة على البصيرة و الرؤية المستقبلية لمؤسسها الإمام الخميني(قدس). وقد لعبت هذه المؤسسة دوراً هاماً ورئيسياً في  ترسيخ الأمن وتعزيز الاستقرار في البلاد والمنطقة والتعامل مع التهديدات وإثارة الحروب، وفي تجسيد عقيدة الدفاع القائمة على قوة الردع والاستجابة الصارمة للمعتدين. لقد استطاع حرس الثورة الإسلامية الحفاظ على مبادئ ومُثُل الثورة وتحييد المؤامرات الشريرة ومخططات الأعداء، بما في ذلك فتنة داعش والإرهاب التكفيري، وإبعاد التهديدات والمخاطر عن إيران الإسلامية والمنطقة.
كذلك إنّ الوجود القيّم لحرس الثورة الإسلامي في مجالات خدمة الشعب ودعمه في أوقات الأزمات التي تمر بها البلاد، مثل الفيضانات والزلازل، وجهاد البناء الذي دام أکثر من 40 عامًا في المناطق المحرومة والبعيدة في إيران، هو مظهر من مظاهر التضحية بالنفس والروح الجهادية لدی قواته..
شجرة طيبة غرسها الإمام(قدس) برؤیته المستقبلية
بعد انتصار الثورة الإسلامية وسقوط النظام الملکي، انهارت المنظومة الإدارية والأمنية والخدمية ولأجل تلبية احتياجات البلاد وضرورة إقامة مؤسسات لحفظ الأمن وحكم البلاد، تشكلت عدة مؤسسات في الأيام والأشهر التي تلت ذلك الانتصار الکبير، منها لجان الثورة الإسلامية، المحاكم الثورية، لجنة إغاثة او إمداد الإمام الخميني (قدس) والحرس الثوري الإسلامي.
فقد كان العديد من عملاء النظام السابق لا يزالون يشكلون التنظيم البيروقراطي للبلاد، وكان تشكيل قوة عسكرية وشعبية ضروريًا لحماية الثورة الإسلامية من جميع أنواع التهديدات الداخلية والخارجية. في الأيام الأولى بعد انتصار الثورة وتشكيل اللجان الثورية، بذلت الحكومة المؤقتة جهوداً كبيرة لتشكيل قوة باسم الحرس الوطني.
هناك العديد من الروايات حول مراحل التأسيس، تقول إحداها إنّ فكرة إنشاء حرس الثورة الإسلامية تعود إلی الشهيد آية الله سید محمد بهشتي، وتُرجع الأخرى قرار التأسيس للشهيد الشهيد محمد منتظري، فيذكر "محسن رفيقدوست" من مؤسسي الحرس الثوري في مذكراته عن هذا الأمر:" لقد أثيرت فكرة تشكيل قوة عسکریة للثورة قبل انتصار الثورة الإسلامية، وكان أول من اقترحها الشهيد محمد منتظري، كان الإمام(قدس) ما يزال خارج إيران. حضر الشهيد منتظري في أحد الأيام إلى مدرسة "رفاه" وأخبر الأصدقاء أنه يجب علينا تشكيل قوة للثورة، وإنّ الثورة علی وشك الانتصار، وإنّ الإمام(قدس) يتجهز للعودة إلى إيران، ولا يمكن الاعتماد على الجيش أبداً، والثورة بحاجة إلى قوة حماية، واقترح إسم "الحرس الوطني"." مع انتصار الثورة ، تعززت هذه الفكرة تدريجياً.
كذلك يعتبر البعض أن منطمة الحرس تأسسست على الشهيد مرتضى مطهري وفقاً للمخطوطة التي عثر عليها في جيبه وقت استشهاده، أمّا الإمام الخامنئي(حفظه الله) فيشير بأنّ " هذه المنظمة التي ولدت مع الثورة نعمة من الإمام نفسه" . ولولا متابعة الإمام (قدس) لمّا كان لمنظمة الحرس الثوري الإسلامي أن تبصر النور وأن تبلغ  هذا المستوى من السلطة، هذا الواقع للحرس الثوري الإسلامي هو من برکات الإمام (قدس)."
تأسيس الحرس الثوري الإسلامي؛ أنصاره ومعارضيه
لعبت عدة مجموعات دورًا في التشكيل الرسمي للحرس الثوري، إحداها تابعة للحكومة المؤقتة. یذكر اللواء  "يوسف فروتن" أحد أعضاء مجلس الحرس الثوري في ذلك الوقت، في مذكراته أنه: "بين بداية الثورة و 22 نيسان /أبريل 1979، عملت ثلاث مجموعات باسم الحرس الثوري، إحداها ترأسها المرحوم حسن لاهوتي بالتعاون مع الحكومة المؤقتة، وكانت قواته عبارة عن مجموعة من الفعاليات العسکریة والمتعلمين، والمجموعة الأخرى ترأسها الشهيد منتظري، الذي كان على صلة ب عباس آقا زماني "أبوشريف" ، أمّا المجموعة الأخيرة  فتسلم مسؤوليتها الدكتور أفروز والسيد غرضي وصباغيان، ومعظم قواتهم کانوا من المتعلمين وخريجي الجامعات".
یضيف فروتن:" بعد أمر الإمام (قدس) بتشكيل الحرس الثوري الإسلامي، تم تشكيل الوحدة بقيادة القائد العام (الإمام) في اجتماع في ثكنة الجمشيدية بحضور أفراد من جميع المجموعات السبع لمنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية. في ذلك الاجتماع قابلت لأول مرة السيد محسن رضائي وکلاهدوز وأبو شريف ، إلخ. استمر الاجتماع حوالي خمس ساعات وتم اختيار سبعة أشخاص لتولي مسؤولية الفيلق الذي كان من المقرر إنشاؤه."
يقول رفيق دوست في هذا السياق:" في ذلك الاجتماع أخذت ورقة وكتبت عليها: بسم الله الرحمن الرحيم تشكل الحرس الثورة الإسلامية: 1. محسن رفيق دوست.. و كتب الباقون أسمائهم وتم إنشاء الحرس بانتخاب سبعة أشخاص لمجلس القيادة... لم تكن لدينا علاقة جيدة مع الحكومة المؤقتة، ولكن تم التأكيد في مرسوم الإمام(قدس) على أننا تحت إشراف الحكومة المؤقتة".
إذن بشكلِ أساسي تأسس حرس الثورة الإسلامية بشكله الحالي عبر دمج كلاً من: حرس الثورة في ثكنة الجمشيدية بقيادة " بأبو شريف"، ومن حرس الجامعات بقيادة الشهيد الشيخ محمد منتظري، ومن القوات المسلحة لمنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية بقيادة الشهيد محمد بروجردي.
بعد بدء الحرب المفروضة، أصدر الإمام الخميني (قدس) قرارًا أعلن فيه الهيكل الجديد للحرس ليضم ثلاث قوى: البرية والبحرية والجوية. ولاحقاً ضم قوتي مقاومة: البسيج (التعبئة الشعبية) والقدس (الداعم لحركات المقاومة في المنطقة). بالطبع  كان لإنشاء الحرس الثوري الإسلامي خصومه، وكان أبرزهم منظمة مجاهدي خلق ومنظمة فدائيي خلق الإيرانية المسلحة. سعت هاتان المجموعتان إلى حل الجيش وتصفيته في الوقت نفسه؛ كان الغرض من ذلك هو الاستيلاء على القوة العسكرية في البلاد.
وبعد إعلان تشكيل الحرس الثوري الإسلامي، هاجم "مسعود رجوي" زعیم منظمة مجاهدي خلق الإرهابية بسرعة هذا التشكيل مشبهاً إياه بـ "الحرس القومي" الذي تشكل في بعض الدول العربية لاصطياد الثوار.
الدفاع عن الأرض والعرض
وفقاً لدستور الجمهورية الإسلامية حُددت واجبات حرس الثورة الإسلامية محاربة التيارات التخريبية التي تعمل ضد نظام الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية، وحماية الأماكن والمنشآت الحساسة والحيوية على النحو الذي يحدده المجلس الأعلى للأمن القومي، والتعاون مع قوات الشرطة في الحالات التي تحتاج فيها هذه القوة إلى المساعدة لإرساء النظام والأمن وسيادة القانون في البلاد، ودعم حركات التحرير والدول الإسلامية المضطهدة غير المناهضة للإسلام.
لذلک منذ البداية، كان الحرس الثوري في طليعة حماة البلاد والثورة الإسلامية عبر محاربة الجماعات الإرهابية في كردستان وتركمان الصحراء وآمل وبلوشستان وخوزستان، واكتشاف وتحييد مؤامرات منظمة مجاهدي خلق (منافقين) التي سعت لتنفيذ عمليات تخريبية في أنحاء البلاد، والدفاع عن الأرض والعرض خلال سنوات الحرب الثماني المفروضة من قبل نظام صدام البائد.
كذلك مواجهة الفتنة الصهيو-أمريكية للتكفيريين في العراق والشام، ومساعدة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين على الوقوف في وجه النظام الإسرائيلي المؤقت، فقد وقف الحرس الثوري مع كافة حركات المقاومة في العالم، فقدّم لها التدريب العسكري والدعم المالي واللوجستي، وكانت القضية الفلسطينية هي من أولى اهتماماته لهذا تم إنشاء قوة القدس بهدف تحرير فلسطين.
ولقد أكد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء "حسين سلامي" خلال استقباله وزير الدفاع العراقي في طهران قبل شهرین بأنه "استناداً إلى التجربة الثمينة المكتسبة خلال الـ 44 عاماً بعد انتصار الثورة الإسلامية، فإن الجيران المستقرون والآمنون والأقوياء مهمون للغاية بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حين يسعى الأميركيون والصهاينة للهيمنة على المنطقة وزعزعة الأمن" وكرر موقفه قائلاً: "لا نتمنى أي شيء غير الأمن والراحة لدول المنطقة، ورسالتنا لجيراننا هي أننا ندعم الدول الإسلامية ولن نتركها وشأنها".
قدم الحرس الثورة قادةً شامخين وأبطالاً بواسل للحفاظ على القيّم الإسلامية ودفاعاً عن الأمة، وواحداً منهم هو القائد الشهيد الفريق قاسم سليماني الإسم الأبرز في الصراع مع الاستكبار العالمي والذي يعتبره جميع قادة المقاومة من السيد حسن نصرالله (حفظه الله)إلى إسماعيل هنية شهيداً للقدس والدفاع عن الإسلام .
 الحرس الثوري حاضراً في مجال البناء والثقافة
دخل حرس الثورة الإسلامية ميدان بناء البلاد بعد الحرب المفروضة، بأمر القائد العام لقوات المسلحة آية الله العظمی السید علي الخامنئي(حفظه الله)، وذلك بغية الاستخدام الأمثل للموارد والمرافق الاقتصادية والبناء المتوفرة للمشاركة في تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد، ولاكتساب الخبرة والمعرفة التقنية من أجل زيادة القدرة الدفاعية للحرس الثوري الإيراني، ولاستمرار التواصل بينه وبين والشعب وإنشاء منصة مناسبة لمشاركة قوات التعبئة العامة الخبيرة في تنمية البلاد.
وشارك الحرس الثوري بقوة في عمليات إعادة الإعمار، حيث قام بالعديد من المشاريع التنموية منها: مشروعات النفط والغاز والبناء والاتصالات، إضافة للمشاريع الزراعية والتعليمية وإنشاء السدود بناء الطرق، والتي كان لها الأثر الكبير على كل أوساط الشعب الايراني.
يقول "جواد منصوري" القائد الأول لحرس الثورة الإسلامية في هذا الإطار:" إنّ الحرس ليس مسؤولاً فقط عن قضايا الأمن والاستخبارات والدفاع ، ولكنه لعب أيضًا دورًا مؤثرًا في البناء والقضايا الثقافية والاجتماعية. كان قادراً على تقديم خدمات جليلة للشعب والوطن والثورة، كما أن خدمات الحرس الثوري في القرى والمدن ملموسة ويمكن ملاحظة دور الحرس قبل الحرب وأثناءها وبعدها."
وكذلك أفاد منصوري بأنّ" الحرس الثوري الإسلامي يختلف عن كل القوات العسكرية في العالم، أي أنه ليس قوة مسلحة بحتة وهي إلى جانب الناس في جميع مناحي الحياة. تعددت نشاطات الحرس الثوري في القطاعات الخدمية التي نفذت بحمد الله ودماء الشهداء مثل الفریق سليماني والشهداء الآخرين، ولقد نجح حرس الثورة الإسلامية إلى حدٍ كبير في تحقيق أهدافه ، بما في ذلك بناء البنی التحتية للبلاد.
و ختم الثوري المخضرم بالقول:" منذ بداية تأسيس الحرس، وجه العدو بشكلٍ متكرر ودائم أنواع الانتقادات لحرس الثورة الإسلامية، لذلك يمكن القول إن للحرس الثوري دورًا إيجابيًا ومؤثرًا في الحفاظ على الثورة وحمايتها و كان ناجحًا في أهدافه".

 

البحث
الأرشيف التاريخي