رضا بهلوي يتوجه الى الكيان المؤقت.. لا يمثّل إلا نفسه وعائلته
الخنادق
يتوجه رضا بهلوي إلى فلسطين المحتلة، لإبلاغ ما وصفه بـ"رسالة صداقة من الشعب الإيراني" إلى الكيان المؤقت، وتقديم التحية لقتلى الهولوكوست في "يوم هاشوا"، الذي صادف إحياؤه يوم الإثنين وبعده.
وما زال رضا بهلوي أسيراً لعقدة التاريخ، بحيث يعتبر نفسه شاهاً وممثلاً لتطلعات الشعب الإيراني، الذي كان قبل انتصار الثورة الإسلامية وبعدها، يرفض رفضاً قاطعاً التعامل مع إسرائيل بأي شكلً كان. لكن ستكون خطوة بهلوي هذه، تأكيداً جديداً على ما قاله دائماً قادة الثورة الإسلامية وبعض قيادات المقاومة، لشعوب المنطقة، من أن مشكلة إسرائيل وأمريكا الأساسية مع إيران، هو موقفها الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها لحركات المقاومة، وإلا فليس لديهم أية مشكلة (أي الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال)، من أن تكون إيران دولة ذات شأن في المنطقة بأسرها. مع الإشارة الى أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية، قد شككت أيضاً فيما إذا كان بهلوي يستطيع حشد الدعم لعودته إلى السلطة، كما اعترفت بأن والده قد حكم إيران ببذخ وقمع، واستفاد من انقلاب دعمته وكالة المخابرات المركزية عام 1953.
وبالعودة الى زيارة بهلوي، فقد قال الأخير في تغريدة له على موقع تويتر، مرفقةً برسالة: "أنا أسافر إلى إسرائيل لإيصال رسالة صداقة من الشعب الإيراني، وإشراك خبراء المياه الإسرائيليين حول طرق معالجة إساءة استخدام النظام للموارد الطبيعية لإيران. مضيفا حسب ادعائه: أريد أن يعرف شعب إسرائيل أن الجمهورية الإسلامية لا تمثل الشعب الإيراني. يمكن إحياء الرابطة القديمة بين شعبينا لصالح كلا الشعبين. سأذهب إلى إسرائيل لألعب دوري في البناء نحو ذلك المستقبل الأكثر إشراقًا".
وكشفت قناة "كان" الإسرائيلية أن بهلوي سيُشارك في مراسم يوم "ذكرى المحرقة"، وسيجتمع مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين الكبار. واصفةً هذه الزيارة بأنها تاريخية إلى كيان الاحتلال، لأنّ "ابن مسؤول كبير سابق في القيادة الإيرانية سيهبط في زيارة سرية"، مضيفةً بأنّها زيارة "من تحت الرادار، لكننا ننشر تفاصيلها"، مع العلم بأن بهلوي لم يسعى إلى إخفاء زيارته، بل هو من قام بالإفشاء عنها.
محطات علاقة عائلة بهلوي بكيان الاحتلال
في العام 1950، كانت إيران من بين أوائل الدول التي اعترفت بكيان الاحتلال على الساحة الدولية.
في 23 تموز / يوليو 1960، قال الشاه في مؤتمر صحفي إن إيران اعترفت بإسرائيل، وأن هذا الاعتراف ليس بجديد، وأن إغلاق السفارة في تل أبيب عام 1951، كان بسبب مشاكل في الميزانية، وأنه مع توثيق العلاقة بالكيان.
في كانون الأول / ديسمبر 1961، قام رئيس وزراء الكيان "ديفيد بن غوريون"، بزيارة إيران سراً، والتقى برئيس الوزراء حينها علي أميني.
_زار جميع رؤساء وزراء الكيان إيران منذ بداية الستينيات، ليفي إشكول عام 1966، وغولدا مئير عام 1972. وكذلك زاره كثير من المسؤولين في الكيان كوزراء الخارجية وقادة الجيش الإسرائيلي ورؤساء الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة. ومن الجانب الآخر أيضاً، جاء قادة جيش الشاه ووزرائه وكثير من الشخصيات البارزة في بلاطه.
تطورت العلاقات الاقتصادية بينهما بشكل كبير، واستمر الشاه في بيع النفط لإسرائيل رغم ضغوط الدول العربية، ولأغراض التعاملات النفطية المشتركة، بعد حرب الأيام الستة عام 1967 وإغلاق قناة السويس، تم إنشاء شركة مشتركة "ترانس اسياتيك اويل" ومقرها في رمات غان، وجرى انشاء خط انابيب ايلات عسقلان، الذي ينقل النفط الخام من إيلات الى السفن المتواجدة في عسقلان والتي بدورها تقوم بتوصيله الى دول مختلفة.
كانت العلاقات الأمنية وثيقة جداً بين الطرفين، وكذلك الأمر من الناحية العسكرية، لكن الأبرز كان بمساعدة الكيان للشاه عبر الموساد في تأسيس جهاز استخبارات السافاك، الذي اشتُهر بأساليبه الوحشية في التعامل مع الثوار والمعارضين للشاه.