ماهي أهم أوراق أردوغان في إنتخابات الرئاسة؟
الوفاق- يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان للحصول على دعم سياسي في الانتخابات المقبلة، من خلال بدء الإنتاج من أكبر حقل للغاز الطبيعي في تركيا. ومن المقرر أن تعلن شركة النفط والغاز التركية (بوتاش)، يوم الخميس المقبل 20 أبريل/نيسان 2023، بدء الإنتاج من حقل (ساكاريا) للغاز الطبيعي. وقال الرئيس التنفيذي لشركة بوتاش مليح هان بيلجين، إن بدء الإنتاج من أكبر حقل للغاز الطبيعي في تركيا يأتي بعد أعمال تطوير استغرقت 3 سنوات، حسبما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023.
وفي سياق موازٍ، بدأت تركيا الاستعداد للانتخابات الرئاسية في 14 مايو/أيار المقبل؛ حيث يتنافس الرئيس الحالي، الذي يحكم البلاد منذ 20 عامًا، مع مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
ورقة مهمة
ووجد أردوغان في قطاع الطاقة وسيلة مهمة لإسالة لعاب الناخبين عبر وعود بضمان وفرة الوقود وخفض أسعاره، وكان الإعلان عن افتتاح أكبر حقل للغاز الطبيعي في تركيا من بين تلك الوسائل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. وأعلن أردوغان، في الشهر الماضي (مارس/آذار)، أنه يعتزم خفض فاتورة الغاز للمستهلكين سواء المنازل أو الشركات، في إطار تخفيف الضغوط التضخمية الحادة. وتصاعدت مستويات التضخم في تركيا حتى تجاوزت نسبة الـ50%، خلال الأشهر الأخيرة.
خفض الأسعار
ويمثل افتتاح أكبر حقل للغاز الطبيعي في تركيا دعمًا قويًا لقطاع الطاقة، خاصة أن أنقرة تستورد معظم احتياجاتها؛ لذلك تسهم زيادة الأسعار العالمية في رفع معدلات التضخم داخل البلاد. وكان لزيادة أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية، عقب غزو روسيا لأوكرانيا قبل نحو العام، دور رئيس في رفع معدلات التضخم بجميع أنحاء العالم؛ بما فيها تركيا. وبلغت قيمة واردات تركيا من الغاز، الذي تستورد كل ما تستهلكه منه تقريبًا، إضافة إلى النفط ومشتقاته، نحو 80 مليار دولار في العام المنصرم (2022). وتُعَد واردات الطاقة من أكبر أسباب عجز الحساب الجاري لتركيا، وفق بيانات البنك المركزي بالبلاد.
ويقوم تحالف بتطوير الحقل، يتكون من مجموعة شلمبرجيه لخدمات حقول النفط الأميركية -التي تعرف الآن باسم "إس إل بي"- و"سب سي 7" البريطانية.
وفيما تحتدم المنافسة في تركيا بين التحالف الحاكم والمعارضة قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ويحاول الطرفان كسب الأصوات الكردية فيما ترجح استطلاعاتُ الرأي الأخيرة فوز الرئيس رجب طيب أردوغان.
خريطة الأحزاب السياسية
وثمة شبه إجماع على اعتبار انتخابات 14 ماي / أيار تاريخية ومصيرية، لأسباب عديدة، منها ما يتعلق باستمرار الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية بالسلطة، ومنها ما يتعلق بقدرة المعارضة، التي وحدت صفوفها واستنفرت قواها، لوضع نهاية لهزائمها السياسية أمام الرئيس أردوغان. هذا بالإضافة إلى العوامل الخارجية، بسبب الدور المحوري، الذي تلعبه تركيا في ملفات بالغة الحساسية والتعقيد.
وقد بدأت تتضح معالم الخريطة الانتخابية التركية، بعد أن انتهت الأحزاب السياسية من عمليات الاستقطاب والاصطفاف، وحسم مواقفها من التحالفات القائمة، سواء كانت على أساس المصالح السياسية، أو بناء على التوجهات الأيديولوجية.
وساهم النظام الانتخابي الجديد، في دفع الأحزاب السياسية نحو التكتل والتجمع ضمن تكتلات سياسية، من أجل تحقيق أعلى نتيجة ممكنة. بناء على ذلك، تشكلت تحالفات برز منها تحالفان رئيسيان، هما تحالف الجمهور وتحالف الأمة، وتحالفات أخرى شكلتها أحزاب صغيرة لم تجد لها مكانا ضمن التحالفين الرئيسيين.
تحالف الجمهور
ويضم ستة أحزاب، هي: حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزب الحركة القومي بزعامة دولت بهجلي، وحزب الوحدة الكبرى بزعامة مصطفى دستجي، وحزب "الرفاه من جديد" بزعامة فاتح أربكان وريث الزعيم الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، مؤسس حركة "النظرة الوطنية"، وحزب هدى بار الذي يضم شريحة من المتدينين الأكراد وينشط في مناطق جنوب شرق تركيا، ومؤخرا انضم حزب "اليسار الديمقراطي" إلى هذا التحالف.
تحالف الأمة
ويضم الأحزاب السياسية المعارضة التي شكلت ما سمي بالطاولة السداسية، ويتشكل من أحزاب "الشعب الجمهوري" بقيادة كمال كليتشدار أوغلو، وحزب الجيد بقيادة ميرال أكشنار، وحزب السعادة بقيادة تمل كرامولا أوغلو، وحزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو، وحزب "ديفا" بقيادة علي باباجان، و"الحزب الديمقراطي" بقيادة غولتكين أويصال. وقد سمى تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو مرشحا للرئاسة، رغم المعارضة الشرسة من حزب الجيد. ويعد حزب الشعوب الديمقراطي شريكا غير معلن لهذا التحالف، بسبب ظروفه الاستثنائية الخاصة، الناتجة عن ارتباطه الوثيق بمنظومة "ب ك ك" الإرهابية.