معاناة بدون تلقّي العلاج..السرطان يجتاح غزّة
الوفاق/ خاص
سميرة جليل
إنّ من الأمور الصعبة التي تعاني منها غزّة وأهلها هو إجتياح السرطان لغزّة حيث عدد المصابين كثير جدّاً والمستشفيات لا تتمكّن من علاج هذه القضية نظراً إلى إمكانياتها البسيطة جدّاً. من جانب آخر يعرف العالم أنّ الوضع الإقتصادي لأهل غزّة كارثي جدّاً حيث لايتمّكن الكلّ من دفع التكاليف لتلقّي العلاج في خارج القطاع بل إنّهم لايرون من سبيل أمامهم إلّا أن يصبروا حتى يأتيهم الموت. بناء على ما أفادته الوكالات في غزّة: قبل أشهر ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بمضاعفة الجهود لتعزيز الخدمات التشخيصية والعلاجية لمرضى السرطان في القطاع.
الفقر والإرهاب البيولوجي
بالإضافة إلى وزارة الصحة الغزّيّة قد أشار إلى هذه المسألة الدكتور إسلام شهوان المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية في القطاع في حوار خاصّ له مع صحيفة الوفاق حيث أشار إلى إرهاب بيولوجيّ هادف يمارسه الإحتلال الصهيوني لقتل الأبرياء في القطاع الذي يعاني من الحصار منذ سنوات طويلة.
وتابع الدكتور شهوان: کذلک من التحدیات الإجتماعیة التی تواجه قطاع غزّة، الحالة الصحیة والضعف فی النظام الصحی وهذه حقیقة ترسل هواجس کثیرة جداً على المناحی الإجتماعیة فی قطاع غزة خاصة فی ظل إنتشار الأوبئة والأمراض والفایروسات لم نسمع بها سابقاً خاصة فی ظل خروج بعض العمال إلى داخل الأراضی المحتلّة وهناک فایروسات وأوبئة وأمراض تلقی بظلالها الکبیرة على المناحی الإجتماعیة فی ظل ضعف النظام الصحی وقلة الموارد المالیة للمواطن الذی قد لایستطیع أن یجد علاجاً أو یقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبیة الهامّة نتیجة ضعف المورد المالی. وأشار المحلل الأمني الفلسطيني إسلام شهوان إلى عمق الفقر في غزة وقال: تصنیف مرکز الإحصاء الفلسطینی أعلن أنّ خط الفقر فی فلسطین یبدأ من 500 دولار فیما الموظفون الحکومیون لا یتسلمون مثل هذا المبلغ فتخیّلوا ما هو الوضع الإقتصادی للمواطنین العادیین الذین دخلهم عادة أقلّ من الموظفین. الآن نسبة البطالة فی غزة أکثر من 75% وهذه الأرقام حقیقیة.
إزدياد المعاناة في ظل الحصار
وفي كلمته قد قال وكيل وزارة الصحة عبد اللطيف الحاج في غزّة خلال مؤتمر أقامتها،: "في قطاع غزة نحو 9 آلاف مريض ينتظرون انتهاء معاناتهم بتوفير العلاج الضروري لهم".
وأوضح الحاج أن "المنظومة الصحية في القطاع المحاصر إسرائيليا لأكثر من 16 عاما تعاني من فجوات في الرعاية الصحية لمرضى السرطان منها الكشف المبكر والخدمات التشخيصية والعلاجات الإشعاعية والكيماوية". هذا فيما قد أشار الأستاذ عادل صوالحة في تقرير تمّ نشر عبر صحيفة الوفاق، أنّ هناك ما يقارب أربعين ألف حالة إصابة بالسرطان في غزّة في الفترة الأخيرة.
مناشدة دولية
وناشد المسؤول الفلسطيني "المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية لتحمّل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل للقيام بدورها والسماح بحركة المرضى وصولا لمستشفيات القدس والضفة الغربية لتلقي العلاج".
قد قال أبو مؤمن وهو أحد آباء الأطفال الذين أصيبوا بالسرطان في قطاع غزة في حوار خاصّ له مع الوفاق: نحن في غزّة نعاني من مسألتين كبيرتين، أولاها مسألة الفقر الشديد حيث لاتكفي الرواتب إلّا لبضعة أيّام فضلاً عن شراء الدواء للعلاج والمسألة الثانية هي عدم توفّر الإمكانيات الصحيّة في قطاع غزة من حيث الدواء والمستشفى والأطباء. طبعاً في هذه الحالة لاطريق أمامنا إلّا البحث عن العلاج في الخارج ولكن لا نستطيع أن ندفع تكلفة العلاج في الخارج حيث هذا دفع هذا المبلغ شبه مستحيل نظراً إلى رواتبنا القليلة ونظراً إلى منع الإحتلال لوصول أيّ مساعدة ماليّة لغزّة. تصوّروا أنّ آباء وأمهات السرطانيين في غزّة ينظرون إلى أولادهم بناتهم المصابين بالسرطان في حال ليس بوسعهم أن يُقدّموا لهم شيئاً إلّا الدعاء. ووفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن نسبة وفيات السرطان في غزة بلغت نحو 12.5 بالمئة من إجمالي وفيات العالم لعام 2021.
إرتفاع معدل الإصابة
وأفادت الوزارة، في بيان الأحد، بأن السنوات الست الماضية شهدت ازدياداً بنسبة الإصابة بالسرطان، حيث "ارتفع معدل الإصابة من 89 حالة لكل 100 ألف إلى نسمة، إلى 91.3 حالة لكل 100 ألف نسمة".
ولفتت الوزارة إلى أن "عدم توفر العلاج الإشعاعي والمسح الذري بسبب المنع الإسرائيلي يهدد حياة مئات المرضى".
بدوره، قال المدير الطبي لمستشفى الصداقة محمد أبو ندى، إن "العيادة الخارجية للمستشفى تستقبل نحو 450 حالة يوميا"، مشيرا إلى أن "قسم الرعاية النهارية يستقبل يوميا حالات تتراوح أعدادها بين 70-80 كما تستقبل 4 أقسام للمبيت نحو 70 حالة لمرضى السرطان بغزة".
وفي تصريح لوكالات أنباء، ندد أبو ندى بـ"عدم وجود العلاج الإشعاعي في جميع مستشفيات غزة بسبب الحصار الإسرائيلي".
وأوضح أن "العلاج الكيماوي يتوفر داخل المستشفى بنسبة بسيطة تصل إلى 50 بالمئة، في حين أن المرضى يواجهون ظروفا خطيرة بسبب نقص هذا العلاج".
من جانبه، قال المريض إياد أبو جلالة الذي ينتظر حصوله على تصريح لاستكمال علاجه الإشعاعي بمستشفيات الضفة الغربية أو القدس، إنه يعاني كثيرا لأجل الحصول على العلاج. وذكر أبو جلالة في حوار له مع وكالات أنباء أنه "تقدّم للحصول على هذا التصريح من الجانب الإسرائيلي لخمس مرات، وفي كل مرة يتم تبليغه بأن طلبه تحت الدراسة بينما تم رفضه لدواع أمنية لمرة واحدة". وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة، طالب أبو جلالة الجهات المعنية بـ"تحييد القطاع الصحي عن الحصار وتوفير العلاج وتسهيل وصول المرضى لمستشفيات الخارج".
وقد سبق أنّ وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت سابقاً أنّ إسرائيل بـ"حرمان 40% من مرضى السرطان في القطاع من حقهم في العلاج بالخارج". جاء ذلك على لسان رئيس قسم علاج الأورام في وزارة الصحة بغزة خالد ثابت، بالتزامن مع اليوم العالمي لمرض السرطان الذي يوافق الرابع من فبراير/شباط من كل عام.