طالبان تتّجه شرقاً للخروج من نفق الأزمة
الوفاق- فيما باتت اليوم أفغانستان إحدى أفقر 3 دول في العالم، مع كل من اليمن وجنوب السودان، وبورندي، وهي تنافس هذه الدول على هذه المرتبة الأخيرة، وفي الوقت الذي تواصل فيه الدول الغربية على رأسها أمريكا ممارسة ضغوط جمّة لإثقال كاهل الشعب الأفغاني المكلوم بعد أكثر من عقدين من الاحتلال الغربي لبلاده، تعمل حكومة طالبان على الإتجاه نحو الشرق والإعتماد على سياسة الأبواب المفتوحة مع جوارها لا سيما الجمهورية الاسلامية الايرانية لتعزيز اقتصاد البلاد والخروج من نفق الأزمة.
مصالح الشعب الأفغاني
في السياق قال خبراء إنه تماشيا مع مصالح الشعب الأفغاني وتطلعات المجتمع الدولي، فإن وثيقة موقف الصين من القضية الأفغانية ستساعد أفغانستان على تحقيق السلام والتنمية في وقت مبكر، فضلا عن القيام بدور إيجابي وبناء في الحفاظ على الرخاء والاستقرار الإقليميين.
فقد أعربت الصين في وثيقة الموقف، التي صدرت مؤخراً عن دعمها للحوكمة الحصيفة وإعادة الإعمار في أفغانستان والجهود التي تبذلها البلاد لمكافحة الإرهاب. كما حثت الولايات المتحدة على الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاه أفغانستان ودعت إلى تنسيق دولي وإقليمي بشأن القضية الأفغانية.
وثيقة موقف بشأن أفغانستان
وبدوره، قال مولوي أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة، الذي شكر الصين على دعمها السياسي طويل الأجل لأفغانستان، إن طالبان الأفغانية تثمن وترحب بإصدار الصين وثيقة موقف بشأن أفغانستان، وتحترم سيادة الصين وسلامة أراضيها.
وذكر متقي يوم الخميس خلال اجتماع مع عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ في سمرقند بأوزبكستان أن أفغانستان تتفهم شواغل الصين الأمنية، ولن تسمح أبدا لأي قوات باستخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بالمصالح الوطنية للصين، ولن تألو جهدا في حماية سلامة المؤسسات الصينية والمواطنين الصينيين في أفغانستان.
مبادرة الحزام والطريق
كما أعرب عن أمله في المشاركة بنشاط في مبادرة الحزام والطريق وتوطيد التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.
ومن جانبه، قال نجيب الله جامي، الأستاذ والمحلل السياسي في جامعة كابول: إن الوثيقة تقدم شرحا شاملا لسياسة الصين حول القضية الأفغانية وستلعب دورا إيجابيا في تحقيق السلام والاستقرار لأفغانستان والدول المجاورة لها. وذكر جامي أن الصين ترحب في وثيقة الموقف بمشاركة أفغانستان في تعاون الحزام والطريق وتدعم اندماج أفغانستان في التعاون الاقتصادي الإقليمي والربط البيني الإقليمي الذي سيحول أفغانستان من "دولة غير ساحلية" إلى "دولة موصولة بريا".
مخطط للتنمية المستقبلية لأفغانستان
وأشار إلى أن "وثيقة الموقف رسمت مخططا للتنمية المستقبلية لأفغانستان"، مضيفا "إنها ليست مجرد بداية جديدة لأفغانستان... بل أيضا فرصة جديدة لمواصلة تطوير العلاقات الثنائية". وذكر ظاهر بهزاد، الباحث الاقتصادي بهيئة التعليم والتدريب المهني الفني في أفغانستان، أن الصين ستلعب دورا حيويا في مساعدة أفغانستان على تحقيق إعادة الإعمار السلمي والتنمية المستقرة.
"ذات يوم كانت أفغانستان، الواقعة في قلب أوراسيا، محطة هامة على طول طريق الحرير، ونتوقع أن تساعد مبادرة الصين أفغانستان على أن تصبح أرضا للرخاء مرة أخرى"، هكذا قال بهزاد.
أما أوليغ تيموفييف، الأستاذ المشارك في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، فذكر أنه لا شك في أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الحالة الراهنة في أفغانستان. وينبغي أن تضطلع بدور أكثر نشاطا في مجالات مثل المساعدات الإنسانية المقدمة لأفغانستان وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب هناك.
تؤكد الصين في الوثيقة أنه في ظل الظروف الجديدة، ينبغي أن تصبح أفغانستان منصة للتعاون بين جميع الأطراف، وليس مكانا للألعاب الجيوسياسية. "هذا موقف جدير بالإعجاب. فالصين تعمل جاهدة لتوسيع الإجماع الدولي بشأن القضية الأفغانية، والنتائج واعدة"، حسبما قال. ويعتبر رئيس رابطة علماء السياسة في طاجيكستان سيف الله سافاروف الصين ضامنا للأمن والاستقرار في المنطقة وهو ما أثبتته وثيقة الموقف، الأمر الذي أعطى الأمل لجميع المهتمين بمستقبل أفغانستان ومنطقة آسيا الوسطى.
أفضل الوثائق البناءة
وقد أشار إلى أن "هذه الوثيقة، وهي واحدة من أفضل الوثائق البناءة على الصعيد العالمي، يمكن أن تؤدي دورا حاسما في إرساء النظام والاستقرار في أفغانستان وفي صون السلام بالمنطقة. ونتطلع إلى استجابة الأطراف المعنية لاقتراح الصين البناء".
كما أشاد الخبير الايراني محمد رضا منافي بهذه الوثيقة والحلول التي يتم التوصل إليها من قبل دول المنطقة دون تدخل الأجانب، وقال: إن وثيقة الموقف تبين أن الصين تتطلع إلى أفغانستان تنعم بالسلام والاستقرار، ومستعدة لمساعدة الشعب الأفغاني على تنمية بلده، الأمر الذي يعود بالنفع على المنطقة بأسرها والصين نفسها.