الشهيد خالد بزي... قائد مواجهات بنت جبيل
بنت جبيل ... البداية
ولد الشهيد في مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان في العام 1966 م ومن خصوصية منزله وأسرته وعى معنى النضال باكراً، إلى مدينة بنت جبيل عاصمة الثقافة ومركز ثقل التوجيه الديني، الذي صبغ روحه بالتدين وهو لا يزالُ فتىً يافعاً، فارتاد المسجد باكراً لينهل من معين العلماء، واتخذ من زواياه نقطة انطلاقه في دروب الحياة.. في العام 1985 غادر خالد بنت جبيل، إثر اعتقال العدو الصهيوني لحوالي سبعين شخصاً، وكان هو في عمر التجنيد، فخرج من هناك بسرية تامة إلى صور، حيث مكثَ وأهله قبل أن يتوجه إلى بيروت لمتابعة دراسته الجامعية، التي سرعان ما غادر مقاعدها... فقد بدأ آنذاك بالانخراط الحقيقي في صفوف المجاهدين، وحينما عرض إخوته عليه السفر إلى كندا، رفض وأصر على أن يبقى المهاجر إلى الله..
مسيرته الجهادية وملاحقة الإسرائيليين له
كان الحاج خالد اليد والعقل والعين والرصاصة في الكثير من عمليات المقاومة الإسلامية النوعية. ربّى أجيالاً من المجاهدين. لم يعرفه أغلبهم إلا بعد ارتقائه شهيداً، فلم يشارك يوماً في عملٍ وأخبر أحداً أنه القائد.
لقد عاش عمره يتنقل من مكانٍ إلى آخر، وحافظ على أدق التفاصيل الأمنية في حياته. وقلة هم من عرفوه، حتى أن أولاده كانوا يتجنبون ذكر أسمائهم الحقيقية، لمعرفة أن اسم "خالد بزي" هو في العمود الأول للمطلوبين لدى العدو الصهيوني..
أكثر من سبعة عشر عاماً في المواقع المتقدمة، خطط للعمليات العسكرية وشارك بها، رسم خارطة طريق العبوات، زرع الرعب في نفوس الصهاينة، حتى باتوا يعلمون أن عيني الحاج خالد بزي موجودتان في كل مكان.. وكان يوم التحرير من العام 2000، ودخل الشهيد القائد مدينته بنت جبيل فاتحاً منتصراً..
وعاد الأسد إلى عرينه.. وإذا كان وضعه الأمني لم يسمح له بالاستقرار في مكان، غير أنه دأب على أداء الصلاة في المسجد. وأصر دوماً على قيامه بالزيارات الاجتماعية، ولم يستثنِ بيوت العملاء منهم. وعندما اعترض عليه أحد الإخوة دخوله إلى منزل عميل قضى عمره خائناً للوطن ولم يتغير، أخبره أن زوجة العميل وبناته ارتدين الحجاب بسبب زياراته، وأكد أن مثل هذه الزيارات تترك الأثر الذي يغير ما في النفوس..
حرب تموز... العروج
كانت حرب تموز.. لقد أراد العدو أن يدمر بنت جبيل، ولكن هيهات، والحاج قاسم يقسم أن لا يغادرها حتى وإن عبرت الدبابات جسده... خاض الحاج قاسم الحرب ومعه تلامذته ... أعطى أول الدروس التأديبية للعدو في مارون الراس، حتى إذا ما حان دور بنت جبيل، تزلزلت الأرض تحت الأقدام.. في بنت جبيل، حكى الحاج قاسم أروع ما يحكى عن الجهاد والمقاومة والشهادة.. لامست بندقيته أكتاف الصهاينة الفارين، واصطاد منه الكثير، ولكنها سنّة المعارك، لا يترجل الفارس عن جواده إلا مخضباً بالدم.. وكانت شهادته في 28 آب 2006م.