فيما يعزز مخاوف انزلاق البلاد للفوضى مجددا..
تزايد وتيرة هجمات داعش في أفغانستان
بعد مقتل حاكم ولاية بلخ شمالي أفغانستان، داوود مزمل، جراء تفجير انتحاري الخميس الماضي أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنه، تزايدت المخاوف حيال أنشطة التنظيم في أفغانستان وما تشكله من تهديد للأمن، حيث أبدى محللون تخوفهم من تفاقم حالة عدم الاستقرار الأمني في البلاد.
وقال المحلل السياسي الأفغاني طارق فرهادي، إن "مقتل أحد قادة حركة طالبان في الهجوم نبأ لا يبعث على الاطمئنان، لأن مثل تلك الهجمات تشير إلى أن أفغانستان سترتد على حالة عدم الاستقرار مجددًا".
وأوضح فرهادي أن "هجوم بلخ حدث فارق لأن حاكم الولاية حارب داعش الارهابي في ولاية ننغرهار، وقد انتقم التنظيم منه، وهذا أمر يبعث على القلق".
وأضاف "يجب وضع دستور، ويجب أن تكون حكومة طالبان شاملة لجميع الأطياف، وأن تكتسب الاعتراف الدولي، ولذا يتعين عليها فتح مدارس الفتيات".
امريكا تموّل داعش الارهابي
وبدوره، أكد المحلل العسكري شفيق زمان، أن الولايات المتحدة كانت تمول تنظيم "داعش خراسان" (فرع تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان)، منذ بداية ظهوره ونشاطه في البلاد.
وقال زمان إن "الولايات المتحدة مولت إمداداتهم وأنشطتهم، وتلقى عدد من قيادات "داعش خراسان" الارهابي الدعم من الولايات المتحدة... وفي الوقت الحالي يجري تدريب عناصر التنظيم في باكستان، وقد كثفوا وجودهم في مزار شريف (عاصمة ولاية بلخ)". وقُتل حاكم ولاية بلخ الأفغانية داوود مزمل، في 9 آذار/ مارس الجاري، إثر انفجار استهدف مقره. وذكر الناطق باسم شرطة ولاية بلخ، آصف وزيري، أن الانفجار وقع، أثناء اجتماع بمقر الحاكم.
كما نقلت صحيفة "طلوع نيوز" الأفغانية، عن شرطة الولاية، أن انتحاريًا فجّر حزامًا ناسفًا، بينما كان في الطابق الثاني لمقر حاكم الولاية.
التحديات الأمنية
وتسلط هذه الهجمات الضوء على التحديات الأمنية، التي تواجه الحكومة التي شكلتها حركة طالبان (منظمة تخضع لعقوبات أممية بسبب النشاط الإرهابي) لإدارة شؤون البلاد.
ويشن تنظيم "داعش" الإرهابي هجمات متكررة في عدة أنحاء بأفغانستان، خاصة في العاصمة كابول. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة لـ"منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، الفريق أول أناتولي سيدوروف، حذر من أن أكثر من 20 ألف عنصر من مختلف المنظمات الإرهابية، موجودون حاليا على أراضي أفغانستان.
وقال سيدوروف، في 14 شباط/ فبراير الفائت، "20 ألف مقاتل من مختلف المنظمات الإرهابية يعملون في أفغانستان، الكتلة الأكبر بينهم نحو 6500 شخص من تنظيم ولاية خراسان (فرع تنظيم داعش الارهابي)، وكذلك تنظيم القاعدة الإرهابي، وغيرها".
حركة طالبان والصعوبات
وسيطرت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، منتصف آب/أغسطس 2021؛ وأعلنت لاحقا، عن تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة البلاد. وجاء ذلك، بعد تفكك الحكومة السابقة الموالية للرئيس أشرف غني، الذي غادر البلاد قبيل وصول مقاتلي الحركة إلى كابول، من دون مقاومة تذكر. ولم تعترف دول العالم بالحكومة التي شكلتها طالبان، حتى الآن؛ مشترطة وفاءها بعدة شروط، في مقدمتها ضمان الحريات واحترام حقوق المرأة والأقليات، وألا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للأعمال الإرهابية. وتسعى الحركة إلى انتزاع اعتراف دولي بحكمها لأفغانستان، وتحسين صورتها أمام العالم؛ من أجل استعادة دعم ضروري لمواجهة تحديات اقتصادية خانقة.
الاستجابة الإنسانية في أفغانستان
من جانبها، أطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين نداءً جديداً لتمويل المساعدات للاجئين الأفغانيين والدول المضيفة لهم، إضافة إلى مساعدة 8.2 مليون أفغاني لجأوا إلى 5 دول مجاورة بمبلغ 613 مليون دولار. كما قامت الأمم المتحدة بإطلاق خطة منفصلة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية في أفغانستان قيمتها 4.62 مليار دولار أميركي لمساعدة 28.3 مليون أفغاني 70% منهم من النساء والأطفال خلال العام الجاري أي حوالي ثلث السكان، مشيرة إلى أن الشعب الأفغاني يعيش واحدة من أكبر وأخطر الأزمات الإنسانية في العالم، ويتطلع إلى المجتمع الدولي للحصول على الدعم لدرء انتشار الجوع والمرض وسوء التغذية.