كتائب «القسام»: أيُّ مساسٍ بالأقصى سيحوّل المنطقة إلى زلزال
الاحتلال يواصل التطهير العرقي ضد سكان النقب
تواصل سلطات الاحتلال الصهیوني سياسة التطهير العرقي تجاه الفلسطينيين من سكان النقب في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ممن أجبروا على حمل الجنسية الصهيونية، في مؤشر واضح على اعتماد حكومة الاحتلال اليمينية الحالية بزعامة بنيامين نتنياهو، سياسة التطهير العرقي ضد سكان النقب.
وقبل ثلاثة أسابيع، اضطر الفلسطيني راجي أبو سبيلة (29 عاما)، وهو أب لولدين، يعيش في "أبو تلول" بالنقب، إلى هدم بيته بنفسه، وأصبح بلا بيت، كي لا يدفع لحكومة الاحتلال رسوم الهدم التي تفرضها عليه، وأوضح أبو سبيلة أنه يعيش حاليا مع عائلته "في كوخ من الصفيح لا يصلح لعيش الكلاب"، وفق ما أوردته صحيفة عبرية.
*قرية" عرعرة" قبل وجود الكيان الصهيوني
وأكد سكان ونشطاء من النقب، أنه "منذ تشكيل الحكومة الجديدة اليمينية، فإن هناك ارتفاعا حادا في أوامر الهدم وتوزيع والإنذارات، وقبل نحو ثلاثة أسابيع وزع 450 إنذارا قبل الهدم في أرجاء النقب، وذلك في إطار عملية باسم: " صقر الجنوب".
ونوهت الصحيفة إلى أن "الارتفاع الاستثنائي نسبوه في سلطة الأراضي في الكيان الصهيوني، إلى البدء في استخدام منظومة قوية للذكاء الاصطناعي للعثور على البناء "غير القانوني" (من وجهة نظر الاحتلال) الذي عمره أقل من ثلاث سنوات، حيث يمكن هدمه بدون أي إجراء قانوني".
وأوضحت: أنه "ليست فقط المباني الجديدة هي المعرضة للهدم، فقبل نحو أسبوعين، وصلت 4 جرافات بحماية 150 شرطي صهيوني إلى المجلس المحلي في قرية "عرعرة" بالنقب لهدم سبعة بيوت وصالون لعائلة العالول، علما بأنهم يعيشون في المكان منذ 100 عام تقريبا (أي قبل وجود الكيان الصهيوني)، وبعد هدم منازلهم يعيشون الآن في خيام".
هدم نحو 15 ألف مبنى خلال ست سنوات
وأفاد منتدى "تعايش" في النقب، بأن "المعطيات عن هدم البيوت، تظهر أنه في السنوات الست الأخيرة هدم نحو 15 ألف مبنى، منها 2845 في السنة الماضية، وفي 2021 هدم 3004 مبان، وقالت مديرة المنتدى هدى أبو عبيد: "رغم عملية الهدم الكثيفة التي تحدث منذ سنوات، إلا أنه منذ بداية السنة يتم الشعور بطريقة أكثر عدائية من قبل السلطات، وهذا يتمثل في توزيع أوامر هدم بعدد كبير لبيوت قديمة".
وخلال مظاهرة نظمت مؤخرا لسكان النقب احتجاجا على الهدم، أكد رئيس المركز الميداني في مجلس القرى غير المعترف بها من قبل الاحتلال، معيجل الهواشلة، أن "هناك نية سيئة للوزراء الذين يريدون طردنا من أراضينا بالقوة، هدم يومي، الأمور تسير نحو الأسوأ، يوجد أكثر من 600 أمر للهدم".
وانتقد عودة الغول (61 عاما)، الذي هدم الاحتلال بيته، "الإجراءات القانونية" التي تتبعها حكومة الاحتلال، منوها إلى أنه تقرر هدم منزله حتى من غير أن يتم استدعاؤه من قبل المحكمة الاحتلالية، في حين قال حسين الغول، الذي من المنتظر هدم بيته: "هم يقومون بمعاقبتنا بشكل عنيف".
الأيام القادمة حبلى بالأحداث
أكَّد نائب قائد أركان كتائب "القسام" مروان عيسى أنَّه "انتهى المشروع السياسي في الضفة الغربية المحتلة والعدو الصهيوني و أنهى "أوسلو" والأيام القادمة حبلى بالأحداث".
وفي حديثٍ لقناة "الأقصى"، شدَّد عيسى على أنَّ "أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحوّل المنطقة إلى زلزال"، مضيفًا: "نتيح المجال ونعطي الفرص للمقاومة في الضفة الغربية والقدس، لأنها ساحات الفعل والتأثير الاستراتيجي في المرحلة الحالية".
وأشار إلى أنَّ "إتاحة الفرص للمقاومة في الضفة لا يعني تركها، ولا يعني بقاء غزة صامتة، وسندافع عن شعبنا بكل قوة عندما يستوجب التدخل المباشر".
وأكَّد عيسى استمرار كتائب "القسام" "في مراكمة القوة وبناء استراتيجية المقاومة التي توصلنا إلى التحرير والدفاع عن شعبنا في كل فرصة تستوجب التدخل المباشر".
18 عملا مقاوما
من جانب آخر نفذ مقاومون فلسطينيون، 18 عملا مقاوما، من بينها 3 عمليات إطلاق نار وتفجير عبوة ناسفة، و3 عمليات تصدي للمستوطنين، وتحطيم 3 مركبات لهم، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، فيما اندلعت مواجهات في 8 نقاط.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”، شهدت كل من القدس ورام الله وجنين وقلقيلية وبيت لحم والخليل، اندلاع مواجهات مع قوات العدو.
وأطلق مقاومون النار صوب قوات العدو في البلدة القديمة وبوابة الطور في نابلس، وبيت زعتة في الخليل.
وتصدى الشبان للمستوطنين وحطموا مركباتهم في رام الله وسلفيت، وحوسان في بيت لحم.
وشهدت الضفة عمليات إطلاق النار على قوات الاحتلال المتمركزة عند بوابة الطور، وإطلاق نار على طائرات الاستطلاع في البلدة القديمة في نابلس، وعلى قوات العدو خلال المواجهات في بيت زعتة بالخليل، إلى جانب إلقاء عبوة ناسفة على قوات الاحتلال في حاجز قلنديا.
اعتقالات ومواجهات مع قوات العدو بالضفة
إلى ذلك شنت قوات العدو الصهيوني، فجر الأربعاء، حملة مداهمات واعتقالات في مدن وبلدات وقرى الضفة الفلسطينية المحتلة، طالت عدداً من الفلسطينيين، وسط اندلاع مواجهات عنيفة. وذكرت مصادر فلسطينية، أن قوات العدو شن حملة اعتقالات ومداهمات منطقة "الكركفة" وسط مدينة بيت لحم، وقرية "حرملة" شرقي المدينة.
وفي الخليل، اقتحمت قوات العدو مخيم العروب شمال المدينة، وفتشت عدة منازل واعتقلت عدداً من المواطنين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية دير أبو مشعل غرب رام الله، وبلدة "علار" شمالي طولكرم، إضافة إلى مخيم عين السلطان شمالي أريحا، واعتقلت عدداً من المواطنين.