كيف ترى إيران التقارب مع السعودية؟
د. زكريا حمودان
موقع العهد الإخباري
خلال زيارة للجمهورية الاسلامية في ايران بداية العام الحالي، كان لنا شرف لقاء مجموعة من المسؤولين الإيرانيين في وزارة الخارجية، البرلمان الايراني، ولقاء خاص مع المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية وغيرها من اللقاءات المهمة.
لا أحد ينكر أن الملف الاساسي في إيران كان حول التحركات التي قادتها سفارات خارجية وجيوش الكترونية في الداخل والخارج، سياسيًا واعلاميًا وماليًا. واجهت ايران ما حدث بتقنية عالية، فرصدت وتابعت وحققت وضبطت بيتها الداخلي، لكنها كذلك وجّهت رسائل واضحة لجميع المتورطين من هنا وهناك بأنها على اطلاع على ما حدث بالتفصيل، وأنها تمتلك الحجة والبرهان والدليل على أيادٍ سوداء تحاول ضرب الثورة.
بعض الكلمات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين لا يمكن التغاضي عنها، حيث يمكن التوقف عند عدة نقاط أهمها:
1- على العالم أن يقتنع أن إيران اليوم باتت قوة دولية ولديها المقومات الأساسية التي تسمح لها أن تحافظ على هذه القوة وتفرض على الجميع احترامها، كما أنها تحترم جميع الدول وسيادتها، أما من يريد أن ينصب العداء لإيران فعليه أن يتحمل تبعات ذلك.
2- جميع الدول التي شاركت في محاولات الفوضى باتت تعي جيدًا أن ايران انتصرت عليهم في الداخل، بالتالي عليهم تغيير سياساتهم تجاهها، فهي منتصرة.
3- إيران المنتصرة ذهبت تجاه عملية خفض تصعيد كبيرة مع السعودية تحديدًا وبدأ ذلك في خفض التصعيد الاعلامي الذي التزم به الطرفان.
4- إيران الحليفة للعديد من القوى الأساسية في العالم العربي لم تقبل أن تتفاوض مع أحد في ملفات المنطقة وذلك احترامًا لحلفائها بالرغم من انتصارات تحققت في مختلف الساحات.
التقارب مع السعودية
بعد استعراضنا لواقع ايران المنتصرة اليوم، لا بد من ايراد بعض التفاصيل عن رؤية إيران للعلاقة مع السعودية، وهي على الشكل التالي:
1- تعتبر إيران أن السعودية دولة اقليمية لديها دور مهم في المنطقة وأن التقارب معها أمر هام لمصلحة شعوب المنطقة.
2- تعتبر ايران أن المفاوضات مع السعودية ضرورية ومهمة، وأن اللقاءات التي حصلت مع السعودية كانت تتقدم بشكل جيد ما يشير الى الاهتمام الايراني بالتقارب مع السعودية.
3- تعتبر ايران أنه رغم ما صدر عن جهات سعودية، فهي جاهزة ومنفتحة للحوار مع السعوديين تحت اطار الاحترام المتبادل.
في الخلاصة، جميع التصريحات التي صدرت عن المسؤولين الإيرانيين خلال اللقاءات التي حصلت كانت ايجابية جدًا تجاه السعودية، وهذا الأمر يشير بشكل واضح الى أن الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت حريصة بشكل كبير على علاقتها مع السعودية، ما يؤكد أن الخطوات الايجابية الأولى تجاه هذا التقارب انطلقت، فإيران ترى أن التقارب مع السعودية حاجة مهمة على مختلف المستويات.