وفقاً للإحصائيات
التصدع العلماني _ الديني في الكيان الصهيوني
الوفاق/ خاص
محسن فائضي
التدين في اسرائيل هو موضوع تلازمه دائماً اسئلة واستفسارات مثل "اليهودية ليست ديناً بل عنصراً" و"الاسرائيليون علمانيون" و"الحرب في القدس هي حرب دينية" و"النزاع هو حرب بين الاسلام واليهود" و"المتطرفون المتدينون اليهود مستاءون من المنظومة السياسية الاسرائيلية" وغيرها....
التقرير هذا نابع من مركز الديمقراطية الاسرائيلية الذي اجرى احصائية سعياً للإجابة على نسبة اهمية ومكانة الدين والتديّن بين سكان الاراضي المحتلة، وذلك في اغسطس/آب 2022، وشمل اكثر من 1200 شخص من المجتمع الاسرائيلي. حيث سعت مؤسسة IDI الصهيونية لنشر وتحليل الأجوبة على أساس "5" فئات. علماً أن من باب الاهمية أن تعلم ان نسبة احصائيات كل فئة من مجتمع الاراضي المحتلة غير متساوية مع غيرها، لذلك فان أهمية آراء العلمانيين والحريديين هي الاكثر، لكون نسبتهم هي الاكبر في المجتمع الصهيوني.
من هو اليهودي؟
هذا السؤال، هو السؤال الذي أثير دائماً في المجال الديني لإسرائيل والصهاينة. وفي معرض الاجابة على ان اليهودي هو الذي جاء من أب يهودي فقط وليس من أم يهودية، عارض 70 % هذا الوصف واكدوا على ان الفرد يعتبر يهودياً ان كانت أمة يهودية. وتبين الاحصائيات على ان:
_ الحريديون:98%
_ الوطنيون المتدينون: 95%
_ التقليديون المتدينون: 84%
_ التقليديون غير المتدينين: 73%
_ العلمانيون: 50%
يعتقدون أنه لا يمكن اعتبار المرء يهودياً ان لم تكن أمة يهودية. وهذا يبين ان الاعتقاد بلزوم انتقال العنصر اليهودي من الأم لايزال معتقداً جاداً في العام 2023.
هل نسمي الشخص الذي دينه غير اليهودية، بأنه يهودي؟
حتماً سمعتم مراراً ان المقصود بكلمة "يهود" هو العنصر، والصهاينة يسمون باليهودي ذلك الشخص الذي دينه ليس اليهودية لكن أمة يهودية. هنا سؤال يطرح نفسه، وهو هل يمكن تسمية شخص باليهودي الذي انتخب ديناً غير الارثودوكسية؟ النتائج تدل على ان الاكثرية لا تقبل بهذا (44% مقابل 40%). ولكن العلمانيون يقبلون بهذا اكثر من الحريديين والمتدينين، ويولون الاهمية للعنصر. ووفقاً للنتائج فان نسبة غير الموافقين على التسمية باليهودي هي:
_ الحريديون: 95%
_ والوطنيون المتدينون: 85%
_ والتقليديون المتدينون: 62%
_ والتقليديون غير المتدينين: 43%
_ والعلمانيون: 18%
الثقة بالمؤسسات الدينية
في البداية هناك سؤال: هل انهم يولون الثقة بالمؤسسات الدينية ام لا؟ المؤشرات التالية تبين ان الناخبين كثيرون وكثيرون جداً. والمؤشرات من اليسار الى اليمين على التوالي تبين الثقة بـ:
_ لجان الدفن الديني: 45%
_ حاخامات البلديات: 38%
_ الحاخام الاعظم: 34%
_ المحاكم الدينية: 32%
_ مجالس البلديات الدينية: 28%
_ وزارة الخدمات الدينية: 24%
النتائج تشير الى أن نسبة الثقة بالمراكز تحت مظلة البلديات والاماكن هي أكبر منها من البنى والوزارات. لكن في المجموع، ويعني هذا عدم اعتقاد الاكثرية بوجود مثل هذه المراكز الدينية الموفرة للخدمات الاجتماعية.
الثقة بالمحاكم الدينية
في الأراضي المحتلة، علاوة على وجود محاكم دينية خاصة ومحكمة أسرية خاصة قائمة على اساس الاحكام اليهودية، توجد أيضاً محاكم دينية وأسرية للاقليات العربية المسلمة والمسيحية والدروزية. وفي هذا الباب وجه السؤال حول الثقة بهذه المحاكم على اساس كون المرء يهودياً او عربياً اسرائيلياً (المحاكم الخاصة بهم): ثقة اليهود بالمحكمة الدينية: 32% وبالمحكمة الأسرية: 28% فقط. بالنسبة للعرب الاسرائيليين، على التوالي: 64% و49%. والنتائج الى ان الثقة بين اليهود بالمحاكم الدينية والاسرية هي أقل من ثقة العرب الاسرائيليين غير اليهودية، بتطبيق الاحكام الشرعية.
الثقة بالحاخام الاعظم ووزارة الخدمات الدينية:
_ الحريديون 47%
_ الوطنيون المتدينون: 69%
_ التقليديون المتدينون: 65%
_ التقليديون غير المتدينين: 37%
_ العلمانيون: 11%
كما ان نسبة الثقة بوزارة الخدمات الدينية هي:
_الحريديون: 23%
_ الوطنيون المتدينون: 49%
_ التقليديون المتدينون: 49%
_ التقليديون غير المتدينين: 29%
_ العلمانيون: 8%
النتائج أعلاه تحمل نتيجة على قدر كبير من الاهمية، وهي مقدار ثقة مختلف الفئات بالحاخام والوزارة الدينية، خاصة بين العلمانيين والآخرين. هذا بدوره يشير الى الصدع الجدي بين العلمانيين والمتدينين في اسرائيل. والامر المهم الآخر هو عدم رضا الحريديون من الحاخام
الاعظم.
الثقة بالمحاكم الدينية والأسرية
خلافاً للمؤشر اعلاه، ان الثقة بالمحاكم المعتمدة الشريعة الدينية اليهودية، خاصة بين الحريديين، هي بنسبة لافتة للنظر. ما يدل على ان المتدينين يسعون لمراجعة محاكم قائمة على اساس احكام شريعتهم. هذا مع ان هذه الثقة بشأن الاحكام والمحاكم الأسرية لدى كافة وجهات النظر قد تقلصت بشكل جدي وحتى ان المجتمع المتدين نفسه في الكيان فهو لا ينظر بايجابية تجاه القضايا الأسرية مثل الاحكام العرفية الحالية
في العالم.
الثقة بالمحكمة الدينية هي، على التوالي:
_ الحريديون: 67%
_ الوطنيون المتدينون: 69%
_ التقليديون المتدينين: 58%
_ التقليديون غير المتدينين: 28%
_ العلمانيون: 10%
الثقة بالمحكة الأسرية، على التوالي:
_ الحريديون:13%
_ الوطنيون المتدينون: 69%
_ التقليديون المتدينين: 46%
_ التقليديون غير المتدينين: 42%
_ العلمانيون: 38%
الثقة بالمجالس الدينية للبلديات، حاخامات البلديات ولجان الدفن الديني:
في هذا الباب وجه السؤال حول مدى الثقة بالمؤسسات الدينية الاكثر خصوصية والاكثر اجتماعية (مقارنة بالحاخام الاعظم والمحاكم). النتائج الحاصلة تبين مدى الثقة بالمجالس الدينية للبلديات، على التوالي:
_ الحريديون:46%
_ الوطنيون المتدينون: 63%
_ التقليديون المتدينين: 54%
_ التقليديون غير المتدينين: 24%
_ العلمانيون: 10%
الثقة بحاخامات البلديات، على توالي:
_ الحريديون:77%
_ الوطنيون المتدينون: 71%
_ التقليديون المتدينون: 65%
_ التقليديون غير المتدينين: 32%
_ العلمانيون: 15%
الثقة بلجان الدفن الديني، على التوالي:
_ الحريديون:77%
_ الوطنيون المتدينون: 71%
_ التقليديون المتدينين: 63%
_ التقليديون غير المتدينين: 43%
_ العلمانيون: 25%
النتائج تبين ان هناك اكبر قدر من الثقة بلجان الدفن الديني، لدى العلمانيين الذين يشكلون طائفة كبيرة في اسرائيل، وليس اكثر من 25% من السكان. واخذاً بالاعتبار كون نسبة العلمانيين كبيرة جداً في المجتمع الاسرائيلي، فان قلة ثقتها بالمؤسسات الدينية تكتسب اهمية كبيرة جداً، فضلاً عن ان اختلافها مع الحريديين تنم عن وجود صدع ديني – علماني في اسرائيل.
الدفن الديني:
وجه السؤال التالي: كيف تحبذ أن تكون مراسم الدفن؟
دفن ديني: 65% دفن مدني: 12% (بحرق الجثة) لا أعلم:19%
طريقة الدفن مذكورة في المؤشر ادناه، والتي تبين هي الأخرى الصدع القائم في الرؤى بين العلمانيين والمتدينين. فمثلاً الموافقين على الدفن بالطريقة الدينية هم:
_ الحريديون: 100%
_ الوطنيون المتدينون: 98%
_ التقليديون المتدينين: 91%
_ التقليديون غير المتدينين: 81%
_ العلمانيون: 33%
اللافت هنا هو الاختلاف الواضح بين العلمانيين والآخرين.
كيف يجب ان تكون طريقة الدفن؟
في الاعوام الاخيرة، بسبب المشكلة المتعلقة بالارض وقلة الامكنة المخصصة للدفن وأيضاً تغلب نظرة وفكر العلمانيين على المتدينين، تعمل اسرائيل على الترويج لطرق تدفين اخرى، مثل التدفين العائلي (على طوابق)، الدفن بكثافة عالية، الدفن اولاً ثم بعد سنة استخراج العظام وخزنها، حرق الجثث و... وفي هذا الخصوص تم توجيه سؤال حول موافقة الاسرائيليين على طرق الدفن هذه لمعرفة رايهم واعتقادهم بالدفن وفقاً للمراسم الدينية. وهنا أيضا كان واضحاً الاختلاف في وجهات نظر الحريديين
والعلمانيين.
النتائج:
نتائج الاستطلاع تشير الى ان الصدع لايزال على قدر كبير من الجدية بين المتدينين والعلمانيين. صدع واضح جداً للعيان في تعريف من هو اليهودي وفي بعض التقاليد الشخصية اليهودية. لكن ربما يعتبر العامل المشترك الديني الاكبر بين اليهود هو وجوب الولادة من أم يهودية ليكون الوليد يهودياً.