شعار التقوى والإسلام وسور الإجلال والاحترام
الحجاب والعفة رغبة طبيعية ودينية
للحجاب تاثيرات وبركات ودور حاسم خاص، الى حد انه اذا تجلى هذا الامر للناس، ليس مستبعداً ان لا تقر به وتعمل به فطرة الانسان السليمة المؤمنة بالباري تعالى. فهو رغبة طبيعية ودينية، ومن القضايا الهامة والرئيسية في مجتمعنا ويرتبط بالعديد من الامور وله ابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية. وهذه القضية تخص نصف سكان المجتمع لانها موجهة للمرأة، وتلعب دوراً في تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة فهي مرتبطة بجميع افراد المجتمع.
"الحجاب" في الكلمة يعني حاجز، ستارة، وتغطية. وهذه الكلمة لها مفهوم التستر، لان الستار وسيلة للتغطية، لكن كل غطاء ليس حجابا، بل يسمى حجابا لكونه من خلف الستارة. لذلك فان الحجاب، اي السترة الاسلامية للمراة، له بعدان؛ الغطاء: وجوب ستر الجسد، والعفة: تحريم الرياء لغير المحارم، ويجب ان يكون هذان الجانبان مع بعضهما حتى يتحقق الحجاب الاسلامي. في بعض الاحيان قد يكون البعد الاول، ولكن اذا لم يكن البعد الثاني؛ في هذه الحالة لا يمكن القول ان الحجاب الاسلامي قد تحقق.
لان الحجاب والعفة فئتان لا تنفصلان عن بعضهما البعض، والا فقد كل منهما معناه الحقيقي والاصلي، والحجاب بدون عفة هو في حد ذاته نوع من التعري الثقافي لنشر الفساد. لذلك فان الحجاب يعني الغطاء الاسلامي بالعفة. وهو غطاء يغطي جسد المراة كله الا الوجه والكفين ولا يتفاخر فيه.
الاعمال الفردية والشخصية
هناك دائما خصوصية بين المحجبة وغيرها، وهي حجابها، وهذا يجعله نادرا ما يضايق الآخرين.
في البحث الميداني واستخدام الاستقراء، تم الحصول على نتيجة مثيرة للاهتمام في هذا المجال، وهي انه عندما يمر الرجال والفتيان امام امراة محجبة، ينشا فيهم نوع من الحياء والخجل ويمنعهم من النظر او قول اشياء خاطئة. حتى ان البعض قال: عندما نرى امراة او فتاة ترتدي الحجاب، نشعر انها اختنا او امنا ولا نسمح لانفسنا ان نتعرض لها بسوء المعاملة. نقطة اخرى اشار اليها بعض الاولاد وهي ان الحجاب يعطي بعض الرهبة للفتيات والنساء، وهذه الكرامة والرهبة خلقت نوعا من هزيمة الذات للرجال وقد تجعلهم ايضا يشعرون بالنقص امام النساء. مهما يكن، فهو يمنع الرجال من النظر والتحدث اليها بشكل خاطئ.
والحجاب يخلق نوعا من الحصانة والامان للانسان، وينتج من هذا السلام الامني والعقلي والنفسي - الذي هو رغبة طويلة الامد للبشرية.
الحفاظ على المواهب تأثير فردي آخر للحجاب. الكم الهائل من المواهب البشرية يحتاج الى بيئة مناسبة للنمو والترويج. من الواضح انه اذا كانت الشهوة والتباهي هي السائدة في حياة الناس، بحيث تهدف جهودهم الى اظهار المزيد وخلق اسباب للشهوة، فلن يتبقى المزيد من المواهب ليتم تحقيقها في السياق الصحيح؛ ولكن اذا تم استخدام كل نعمة بالقدر المناسب، فسيواجه الانسان العديد من المواهب المحتملة، والتي سوف يكتشفها وتنمو وتزدهر.
ما يمكن رؤيته بوضوح في المجمعات التعليمية هو ان المحجبات والطلبة يستغلون دائما فرصهم على افضل وجه.
والشيء الآخر ان الانسان ينقل معتقداته للآخرين بنوع الملابس التي يرتديها، ويصبح واعظا يعبر عن معتقداته ويظهر مركزه الاساسي للآخرين. في الواقع، الحجاب مظهر من مظاهر تفكير الانسان. احد عوامل الاعتراف في علم النفس هو فحص مظهر الشخص وسلوكه. اختيار الناس للالوان والنماذج وكيفية دمجها في الملابس يدل على قبول المعتقدات الداخلية، والملابس هي كائن يتحدث ينقل القيم قبل ان تتحرك الشفاه، وهي لوحة لطريقة تفكير الشخص. التي تتجلى اجتماعيا.
لذلك فان حجاب الناس هو تعبير عن شخصيتهم الدينية والسياسية والاجتماعية، يتم تقديمها حسب نوع الغلاف قبل تقديم انفسهم، وهذا النوع من التقديم فعال ومفيد للغاية، وكثير من الاشخاص الذين يرغبون في الحصول على معلومات عن الاسلام، يحصلون على معلومات منهم بخصوص نوع الحجاب الذي يرتديه المسلمون، وسيكون هذا امرا فعالا.
اذا نظرنا بعمق في هذا الأمر، فسيتضح لنا قيمة الحجاب وسنعرف ان الحجاب هو اجمل شكل من اشكال الحرية للمراة، كما قال الامام الخميني(رض): "ان المرأة وجدت حريتها اكثر من اي وقت مضى في الحجاب الذي يقوله الاسلام".
آثار شخصية الحجاب
الحجاب رسالة الحرية، فالمرء الذي يختار الحجاب لنفسه بحرية ويحترمه ويعتبره مقدسا، وصل بالتأكيد الى ذروة "الحرية" فيه، وهذا عكس راي من يعتبرون الحجاب نوعا من التقييد ويعتبرونه عقبة امام الانشطة الاجتماعية.
رسالتنا مع مثل هذا التفكير والمفكرين هي ان الحرية قيمة داخلية ولا يمكن ابدا التحقق منها في الاجزاء والملحقات. ترتبط الحرية بالروح البشرية وهي فئة من السلام والراحة تُقاس بما يتناسب مع الروح. في هذا السياق يقول الامام علي(ع): "من ترك الشهوات كان حرا.
في الواقع، فان الشهوات والحرية غير المقيدة هي بمثابة سلسلة قوية تزعج روح الانسان، والشخص الحر يبذل جهوده لترك الشهوات والاسراف وتحرير نفسه.
الحجاب والحرية ضروريان لبعضهما البعض. ان ما يهدئ قلب الانسان في هذا العالم العاصف هو ارضاء الله والطاهرين يمكن ان يرضوا بالسلام الكامل. اذا لبست نساء المجتمع الحجاب، فسيبقى الرجال بصحة جيدة من حيث نقاء الروح والجسد. وفي المجتمع، سيتم الحفاظ على صحة الاسرة - وهي مبدأ تربوي - وستتأثر البيئة الآسرية بالآخرين.
من الآثار الأجتماعية للحجاب الحفاظ على المجتمع والصحة الاجتماعية للاسرة: زيادة معدل الطلاق هو اوضح دليل على ذلك. منذ اليوم الذي تغير فيه الحجاب وبدات الحريات غير المحددة في مجتمعنا، ارتفع مستوى الطلاق الى مستوى ينذر بالخطر وانخفض معدل الزواج، وهذا جزء من الآثار الاجتماعية لعدم ارتداء الحجاب، مما سيؤدي على المدى البعيد، الى الهاوية التي تؤدي الى الدمار. فأيها المرأة كوني شامخة بحجابك في زمن التبرج، فالحجاب أشرف إكليل لجمالك، وأعظم دليل على أدبك وكمالك، كلما جدّدوا لك العباءة جددي لهم الصمود فأنت في عبادة لا أسيرة عادة.