تسمم طالبات المدارس.. غوغاء إعلامية ومحاولة فتنوية فاشلة
مع استمرار حالات التسمم المتسلسلة في مدارس البلاد، تصاعدت ردود الفعل العالمية على هذه الدسيسة الغربية الجديدة، حيث أعربت أستراليا، إلى جانب أميركا، عن قلقهما بشأن تسمم التلميذات في المدارس. كما حذرت "اليونيسف" من تداعيات هذا الحادث على نسبة تعليم الطلاب وخاصة البنات، ولكن ما لم يك مُستبعداً أن التيار المعادي لإيران بكافة أذرعه الإعلامية والدعائية والسياسية لإستثمار هذه الحوادث المؤسفة التي تُحقّق الجهات المختصة فيها على قدم وساق.
ففي أحدث حالات تسمم للطالبات في إيران، أعلنت وكالات الأنباء عن تسمم 15 طالبة في مدينة أصلاندوز في أردبيل، شمال غربي البلاد، ونقلت عن مسؤول العلاقات العامة بمحافظة أردبيل قوله: "أصيبت 15 طالبة بالتسمم وهن الآن بالمستشفى لتلقي العلاج".
ولكن بعد وصول ظاهرة التسمم إلى العاصمة خلال اليومين الماضيين، أعلن المدعي العام في طهران، علي صالحي، الخميس 2 مارس (آذار)، عن متابعة الملف قضائيا "في الفرع الخاص لمحكمة طهران"، وقال: إن "تحقيقات شاملة" بدأت حول تسمم الطالبات.
ويوم الأربعاء المنصرم، أفادت التقارير الواردة بتعرض طالبات 26 مدرسة في مختلف المدن الإيرانية، لحالات تسمم بعد تعرضهن لاستنشاق "روائح مجهولة" لا يعرف مصدرها، مما أدى إلى نقل العديد من الطالبات إلى المراكز الطبية.
وتأتي زيادة معدلات هذه الحوادث- التي بدأت منذ 3 أشهر واستهدفت في أغلبها مدارس للبنات في مدينتي "قم" و"بروجرد"- وخرجت جميع الفتيات اللواتي تعرضن للتسمم من المستشفيات بسلام بعد أن تلقين العلاج اللازم، فيما سارع المسؤولون والمؤسسات في البلاد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد واعتقال المتورطين.
حيث أكد رئيس الجمهورية ان العدو ومن خلال ايجاد قضية تسمم طالبات المدارس يسعى لزرع اليأس لدى أبناء الشعب.
توجيهات خاصة
واوضح رئيسي من محافظة بوشهر يوم أمس الأول، انه اصدر توجيهات خاصة لوزيري الأمن والداخلية لكشف ومحاسبة من يقف وراء هذه الاعمال. واشار رئيس الجمهورية الى ان العدو يحاول عن طريق الاخلال بالأمن في المجالات المختلفة، إثارة اعمال الشغب في البلاد لكنه فشل حتى الآن بفضل تواجد الشعب في الساحة ومواجهته لمخططات العدو.
استمرار للحرب المركبة
من جانبه، أكد وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان ان المواقف التدخلية لبعض المسؤولين الغربيين تجاه موضوع التسمم المشبوه للطالبات الإيرانيات استمرار لحرب العدو المركبة. وفي تغريدة له على تويتر كتب أمير عبداللهيان: إن المؤسسات ذات الصلة في البلاد تتابع هذا الموضوع بجدية وتدرس أبعاده المختلفة. ورداً على تدخل بعض المسؤولين الغربيين في هذا الأمر، أكد وزير الخارجية أن الشعب الإيراني يعرف جيدا من يذرف دموع التماسيح!
مساعدة رئيس الجمهورية
في السياق، قالت مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة: بأمر من الرئيس تم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة الموضوع والوقوف على أسباب التسمم الطلابي بالبلاد ونتمنى التوصّل الى استنتاج في أقرب وقت ممكن. وأضافت أنسيه خزعلي على هامش المؤتمر الإقليمي الأول للنساء المؤثرات في محافظة بوشهر: "تسميم الطلاب من صنع العدو وهو يغذيه لإساءة استخدامه واستغلاله سياسياً. نتمنى من خلال جهود الحكومة في مجال النهوض التربوي للمرأة التمكّن من تحديد عوامل تسمم الطالبات؛ لتوفير السلام لهذه الطبقة في أرض إيران.
استغلال القضايا الانسانية
الى ذلك، وصف المتحدث باسم الخارجية تصريحات بعض المسؤولين الغربيين حول تسمم الطالبات الايرانيات بانها ردود فعل مستعجلة ومستغربة واستعراضية معتبرا انها استمرار للمواقف السياسية التدخلية لهؤلاء ومصحوبة باهداف سياسية، محذرا من استغلال القضايا الانسانية لتحقيق أهداف سياسية. واكد كنعاني ان الحكومة وضعت على راس أولوياتها متابعة موضوع التسمم واسبابه ونشر معلومات موثقة عن نتائج التحقيقات وطمأنة العوائل وازالة القلق، موضحا ان الاجهزة المختصة تتابع بجدية ودقة التحقيقات في هذا المجال واعلان النتائج بأسرع وقت.
لجنة لتقصي الحقائق
وانعقد الاجتماع المائة والرابع لائتلاف الأحزاب النسائية في ايران مؤخراً بأجندة اجتماع خاص للتحقيق في حوادث تسمم مدارس البنات في البلاد، بحضور أعضاء قانونيين وحقيقيين.
وقد ورد في بداية هذا اللقاء: تسميم الطالبات بدأ من مدارس قم واليوم وصل إلى العاصمة، وإن كانت قبل ذلك أنباء عن تسمم طالبات، إلاّ أنها للأسف لم تؤخذ على محمل الجد.