الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائة وخمسة وتسعون - ٠٥ مارس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائة وخمسة وتسعون - ٠٥ مارس ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

فيما بحث غروسي مع كبار المسؤولين الإيرانيين الملف النووي..

غروسي في طهران.. هل تلتزم الوكالة الحياد؟

محمد أبو الجدايل
بعد موجة من المزاعم والمخاتلات أطلقها الغرب مؤخراً بشأن البرنامج النووي الايراني السلمي، لا سيما رواية رفع نسبة التخصيب الى 84 بالمئة في مفاعلات ايران النووية، إستقبل كبار المسؤولين في البلاد يوم أمس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، لوضع النقاط على الحروف فيما يخصّ تلك المزاعم، وبهدف تطمين الوكالة بشأن أنشطة ايران النووية السلمية.
وتأزّمت العلاقات خلال الأشهر الأخيرة بين ايران والوكالة بعد أن إنجرّت هذه المنظمة الدولية وراء سياسات واشنطن والغرب التصعيدية ضد ايران، وذلك بهدف حصر الجمهورية الإسلامية الايرانية في الزاوية وإرغامها على العودة الى الإتفاق النووي بما ينسجم مع مصالح الغرب.
حلّ عقدة الغموض
وجاءت زيارة غروسي بدعوة رسمية من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لوضع حدّ للترهات والإتهامات التي يكيلها الغرب لإيران بشأن برنامجها النووي، وذلك في مسعى لأن تشكّل الزيارة أرضية للمزيد من التعاون ولآفاق واضحة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتأتي أيضاً بعد زيارة وفد الوكالة الدولي الى طهران يوم الأربعاء المنصرم تمهيداً لزيارة غروسي، وذلك لحل "الغموض" المتعلق بمعلومات عن البرنامج النووي للبلاد، بعدما نشرت وكالة بلومبرغ للأنباء المالية مزاعم نقلاً عن مصدرين دبلوماسيين، يفيد بأن مفتشي الوكالة اكتشفوا مستويات تخصيب بنسبة 84% أي أقل بقليل من 90% المطلوبة لإنتاج قنبلة ذرية.
وعن زيارة مفتشي الوكالة الدولية الى ايران، أكدت الجمهورية الاسلامية على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي، عن إجراء محادثات بناءة وتبعث على الأمل مع وفد الوكالة الدولية برئاسة ماسمو آبارو"، مساعد غروسي، خلال الأيام الماضية.
استقلال الوكالة الذرية
في السياق، اكد رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، لدى استقباله أمس السبت، غروسي الذي وصل ظهر أمس الأول الى طهران على رأس وفد رفيع المستوى من الوكالة، على ضرورة الحفاظ على استقلال الوكالة واحترام حقوق الشعب الإيراني في التعاون الثنائي.
وأعرب السيد رئيسي عن أمله في أن تعمل الوكالة على أساس السلوك المهني والعادل واحترام مبدأ الحياد لإعلان واقع الأنشطة النووية السلمية في ايران وتوضيح التزام بلادنا بالقوانين الدولية في هذا الصدد.
وصرح رئيس الجمهورية أن إيران لديها أعلى مستوى من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أساس حسن النية والوفاء بالاتفاق، وأوضح آية الله رئيسي ضرورة استخدام المعرفة النووية في الصناعة والزراعة والطب من أجل رفاهية المواطنين. وقال: إن بعض الدول بما فيها أمريكا والكيان الصهيوني استخدمت القضية النووية كذريعة بفرض المزيد من الضغوط على الشعب الايراني وهذا النظام لم يحصل على عضوية الوكالة وهي لا تعمل وفق انظمتها.
تخاذل الأطراف الأخرى
وشدد على أن الولايات المتحدة كانت أول من يعارض الاتفاق النووي وهي التي انسحبت منه، وأضاف: "الأوروبيون أيضا لم يفوا بالتزاماتهم في هذا الاتفاق، رغم أن إيران التزمت بالتزاماتها وقد ورد هذا الالتزام أكثر من 15 مرة في تقارير الوكالة.
في هذا الاجتماع، أعرب رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن ارتياحه للقيام بهذه الزيارة إلى إيران وخاصة اللقاء مع رئيس الجمهورية، داعياً لمزيد من التعاون بين إيران والوكالة والمزيد من المواقف الإيجابية، وأوضح أن استمرار هذا المسار يتطلب تعاوناً مستمراً وعالي المستوى.
وشدد غروسي على أن استخدام الطاقة النووية اليوم أمر لا مفر منه لرفاهية الشعوب، وأشار إلى محادثاته الأخيرة مع المسؤولين الإيرانيين، وقال: لقد عقدت أنا وزملائي اجتماعات بناءة وإيجابية للغاية مع المسؤولين الإيرانيين، وأنا على يقين من أنها ستحقق نتائج جيدة بناءً على أساس التفاعلات المستقبلية، ونتيجة لهذه الزيارة سيتم تعزيز التعاون.
جهات مُخرّبة
وصرح غروسي أنه من المعروف جيدا من يتحمل المسؤولية عن الوضع الحالي للإتفاق النووي، وقال: لا يريد المنتقدون أن ينجح التعاون الثنائي بين إيران والوكالة، وأفضل ردّ عليهم هو تطوير التعاون الثنائي بيننا.
كما إلتقى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان غروسي يوم أمس قبيل لقائه مع رئيس الجمهورية، وبحث معه سبل تطوير التعاون بين ايران والوكالة الدولية. وفي إطار الجولة الأولى له من سلسلة لقاءاته مع كبار المسؤولين في ايران، إلتقى غروسي رئيس منظمة الطاقة الذرّية الايرانية محمد إسلامي، وأكد على أهمية البرنامج النووي السلمي للجمهورية الاسلامية الايرانية، وقال: ان القدرات العالية للمتخصيين النوويين الايرانيين تعتبر فرصة لتطوير برامج دول الجوار والدول التي تعاني من تنمية ضئيلة، مضيفا، انه واثق في امكانية التعاون مع ايران لانتاج الادوية المشعة ومساعدة دول الجوار.
إشادة غروسي بالنووي الايراني
واضاف غروسي في كلمة القاها في لقاء مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية وكوادر وعلماء القطاع النووي الايراني مساء امس الجمعة في طهران انه ومن دواعي السرور ان علاج الامراض بالاشعة هو في مستوى جيد في ايران في حين بعض الدول غير قادرين على الوصول الى هذا النوع من العلاج بتاتا، وتابع: يجب ان نستخدم العلم الايراني في المجالات السلمية.
وأعرب غروسي عن سعادته من عقد لقاء مع "الرجال  والنساء الايرانيين الذين يعملون من اجل السلام" وذلك على هامش زيارته الى طهران والتي وصفها بالهامة جدا.
فتح ابواب جديدة
واعتبر غروسي ان الظروف الحالية هي في غاية الصعوبة قائلا: من الصعب جدا للمجامع العلمية وبقية الافراد تسجيل التطور والنمو في خضم  المشاكل الصعبة جدا، لكن ايران قد برهنت في السابق بانها يمكنها ان تنمو وآمل ان تستطيع تكرار ذلك في المستقبل ايضا، واضاف غروسي: ان الوكالة الدولية وايران تكثّفان الجهود للتغلب على العوائق، معربا عن ثقته بان انجازهما الاعمال بشكل صحيح سيؤدي الى أثر ملموس في المجتمع، وأكد غروسي على دور الطاقة النووية النظيفة والسلمية في تطوير الدول، لا سيما في الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
سؤال ختامي؟
وبينما غادر غروسي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد يومين من المباحثات واللقاءات المثمرة كما لاحت مخرجاتها، يظلّ السؤال "هل ستلتزم الوكالة الدولية بالحياد في مواقفها إزاء البرنامج النووي الإيراني السلمي"؟ خصوصاً بعد أن إنجرّت خلال الأعوام الأخيرة للضغوط الأمريكية والغربية بشأن الملف النووي.

 

البحث
الأرشيف التاريخي