الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائة وأربعة وتسعون - ٠٤ مارس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائة وأربعة وتسعون - ٠٤ مارس ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الجريح اللبناني مصطفى قانصوه للوفاق:

وصية قادتنا لنا... دعوا أخلاقكم هي التي تحضر قبل رصاصاتكم

الوفاق/ خاص
عبير شمص

هم مقاومون افتدوا أوطانهم بأجزاء من جسدهم..هم شهداء لا زالوا أحياء يعيشون بيننا ويقاومون بجراحهم.. بذلوا الغالي والنفيس لنحيا بكرامة.. تابعوا مسيرة المقاومة رغماً عن الجراح... تحدوا المصاعب... قاوموا وما زالوا يقاومون فإما الشهادة وإما النصر، إنهم باختصار: جرحى المقاومة.
قليلة هي الكلمات التي تعبر عن عطاءاتهم وتضحياتهم وعن صبرهم المستمد من صبر أبي الفضل العباس (ع) قمر بني هاشم، والذي أصبح يوم ولادته عيداً لهم (يوم الجريح)، وقد استضافت صحيفة الوفاق في لقاء خاص عدد من جرحى بلدان محور المقاومة فكانت المقابلة مع الجريح اللبناني مصطفى قانصوه، وزوجة الجريح الشهيد  الفلسطيني فادي الجزار، وكان الحوار التالي:
الجريح  اللبناني مصطفى قانصوه:  من الرعيل الأول في سوح الجهاد في المقاومة
يبدأ الجريح حديثه بتعريفنا عن  بداية نشاطاته الجهادية ضد العدو، فقد سار في خط المقاومة منذ صباه، فقال:" شاركت منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في مواجهة هذا العدو، ففي العام 1982 كان لنا دور مع الشيخ راغب حرب حيث قمنا ببعض الأنشطة الموجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي تتناسب مع أعمارنا الصغيرة مثل إشعال الدواليب وغيرها.....".
ويضيف:" تفرغت بشكلٍ تام في العام 1986 لمقاومة المحتل، شاركت في العديد من العمليات ومن أبرزها عملية سجد النوعية، تعرضت للإصابة لأكثر من سبعة عشر مرة، هذه الإصابات اعتبرها ١٧ وساماً على صدري، كنا في خط الدفاع الأول دفاعاً عن الأمة جميعها. لقد تعلمنا من الإمام الخميني(قدس) فهو كان على الخط الجبهوي الأول في جهاد التبيين ونقل إيران والثورة من ضفةٍ لضفة، فهو من أفهم الناس ووعاهم، وهو من أعطى الدولة الإسلامية في إيران بقيادته، روحية الثورة".
الجريح ووالد الشهيد... والمسيرة مستمرة
أمّا فيما يتعلق بدوافعه للمشاركة في الحرب ضد التكفيريين فيوضح الجريح:" الحافز هم أهل البيت (ع) وهم الذين يعطون الدافع والمعنويات ونحن نتعلم منهم دائماً ومن أحاديثهم، وهم لم يتركوا الناس وتوعيتها حتى وهم يقبعون في سجون الظالمين، فيكفينا شرفاً انتماءنا لهذه العائلة عائلة أصحاب الكساء (ع). ويردف:" أنا أصبت دفاعاً عن السيدة زينب (ع) من أجل أن لا تُسبى مرتين ومن أجل أن لا تُسبى نساءنا وأن لا يقتل أولادنا، لقد قدمت إبني شهيداً في هذا الخط وأفخر بذلك، أمّا بالنسبة لإصابتي الأخيرة ففرحت بها كثيراً، واعتقدت بأنني سوف استشهد ولكن أراد الله (عزوجل) أن أكمل المسيرة بإصابتي التي
 أقعدتني".  ويشير إلى:" أنا لا أعتبر نفسي أدافع عن السيدة زينب (ع) لأننا جميعاً في حمايتها، وهي كانت الغطاء الذي كان يضللنا ويحمينا، كنا نلوذ بها وهي التي أعطتنا
 القوة".
 أمّا عن مساندة عائلته له فقال:" عائلتي طبعاً عائلة مجاهدة منذ أكثر من ٣٥ سنة، ومع الإصابات العديدة التي تعرضت لها وعلى مدى سنوات عمري كانت عائلتي دائماً إلى جانبي، بطبيعة الحال كانت عائلتي مهيأة مسبقاً لإمكانية تعرضي للإصابة في أي وقت وحتى استشهادي".
اللقاء مع القائد الخامنئي (دام ظله الشريف)
يحدثنا الجريح بكل فخرٍ واعتزاز عن زيارته للسيد القائد الخامنئي (دام ظله الشريف):" زيارتنا للسيد القائد كانت مميزة، كان لنا الشرف أن نكون في ضيافته، ذلك القائد الذي هو مرجعنا وهو الولي الفقيه، ونعتبره نحن حُسين زماننا ونطيعه إطاعةً مطلقة لأننا نعلم موقعه ومكانته، ثم يضيف شارحاً مشاعره عند رؤيته بالقول:" أول ما رأيته لا أعلم كيف صدر مني هذا الكلام، ولكن لساني نطق بالقول :" سيدي أتيناك من لبنان نحمل معنا عشق سماحة السيد حسن نصر الله وعشق آباء للشهداء وإن شاء الله يقبلني الله واحداً منهم، وعشق الجرحى لنقول لك نحن تحت عباءة ولايتك، وأضفت: سيدي لو نقتل ثم نقطع ثم نُذر في الهواء، ولو فُعلَ ذلك بنا ألف مرة، ما تركناك سيدي".
أخلاقنا الإسلامية في السلم والحرب
يضيف شارحاً:" في حربنا مع التكفيريين كنا نتعامل بأخلاقنا مع أعداءنا فعند أسرنا لأي منهم، لم نكن نعامله معاملة سيئة بل وفقاً لما يشير علينا الدين الإسلامي، هكذا نحن وهكذا هذه شخصيتنا، ثابتة في كل الظروف ولا تتبدل أبداً". ويتحدث عن علاقته بالسيد حسن نصرالله(حفظه الله):" يملك السيد حسن إخلاص تام، ففي كل لقاءاتنا معه كانت توجيهاته لنا تصب بالحفاظ على أخلاقنا الإسلامية في حربنا فكان يقول سماحته:" دعوا أخلاقكم هي التي تحضر قبل رصاصاتكم، تحضر الأخلاق قبل الطلقات". ويختم الجريح بالقول:" الحمد لله رب العالمين أننا عشنا في زمن الإمام الخميني(قدس) وفي زمن السيد القائد الخامنئي(دام ظله الشريف) وفي زمن سماحة السيد حسن نصر الله، هذا شرفٌ عظيم لنا، لذلك إن شاء الله قد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات والآن إسرائيل هي التي في مأزق  وليس  نحن.. أشكركم كثيراً وأوجه تحية لكل الشرفاء على طول كل الجبهات في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، نحن حاضرون في كل ساح وندافع عن المظلومين أينما وجدوا".
أمّا الجريح والأسير والشهيد الفلسطيني فادي الجزار فتروي لنا زوجته تاريخه الجهادي وإصابته وتأثيرها عليه وعلى عائلته، فقالت:
فادي الجزار ... طائر من فلسطين
أُصيب الجريح فادي الجزار بجراح وفقاً لما روته لنا زوجته عند أسره من قبل العدو الإسرائيلي:" بتاريخ السابع والعشرين من تشرين الأول للعام 1991، وفي بلدة عيتا الشعب الجنوبية، كان فادي مع إثنين من المجاهدين الفلسطينيين في طريقهم إلى الأرض المحتلة لتنفيذ عمليات استشهادية، وعلى إثر انفجار لغم تحت قدم أحد رفيقيه والذي أدى إلى استشهاده وإصابته، واستمرت الاشتباكات وأسفرت عن استشهاد المجاهد الفلسطيني الآخر، وإصابة فادي إصابات بالغة، في أنحاء جسده وفي وجهه وعينه غيّبته عن الوعي لعدة مرات، وقد حاول عند وصول جنود العدو إلى قربه مواجهتهم بما في يديه من سلاح ولكنه لم يقوَ على ذلك، وجردوه من سلاحه واعتقلوه"، وتضيف زوجته:" الجراح طالت معظم أنحاء جسده وبقي منها أثر حتى استشهاده مثل الشظية التي أصابت عينه وبقيت فيها من تاريخ الإصابة من عام 1991م إلى يوم إستشهاده في عام 2013. بقيت هذه الشظية 13 سنة في عينه حتى استشهاده، ولم يخرجها الأطباء بعد تحريره من المعتقل كونها قد تخاوت مع العين وإخراجها كان يشكل خطراً على عينه".. وتلفت زوجة الشهيد إلى مشاركات سابقة للشهيد في العديد من العمليات الجهادية ضد العدو الإسرائيلي إلاّ أن:" العملية الأخيرة التي جرح بها وأُسر في نهايتها شكلت أولى عملياته الجهادية من حيث الأهمية".
التعذيب أثناء التحقيق وبعده
أمّا عن معاملة الإسرائيليين لزوجها فتوضح:" لقد تعامل الجنود الإسرائيليون معه بقسوةٍ  شديدة إذ تم سحله على الأرض فتعرض جسده لضربات الصخور الموجودة في  المنطقة حتى إيصاله للالية التي سينقلوه فيها إلى داخل معتقلات فلسطين المحتلة وكان من شدة ألمه يفقد الوعي كثيراً. ولقد أخبرني أنه فقد الوعي لعدة مرات ومن ثم ساقوه إلى التحقيق وهو في وضعه ومع جراحه المفتوحة ودون إسعافه حتى ينتزعوا منه المعلومات حول العملية التي شارك به، ولكن لصعوبة جراحه ظل فاقداً وعيه، مع بالغ الجرح الذي أصابه، مكث فادي الجزار في مستشفى في مدينة حيفا المحتلة مدة شهر تلقى خلالها نذراً بسيطاً من العلاج، وهم اضطروا لمعالجته بغرض استكمال التحقيق في المستشفى وبشكلٍ بدائي لا يخلو من الألم، طريقة معالجته هذه تركت أثاراً وندوباً على بدنه لم يمحها عامل الزمن أبداً" .
فيّما يتعلق بتأثير إصابته على عائلته فتوضح زوجته:" لم أكن متزوجة منه فلقد تزوجنا بعد التحرير بعد أربعة عشر سنة من اعتقاله، اعتقد أهله باستشهاده لأن الإسرائيليون أخفوا المعلومات عن العملية والمشاركين فيها، مَن استشهد منهم ومن جرح وأسر، وبعد ثلاث أشهر أعلنت إحدى القنوات اللبنانية عن وجود شاب فلسطيني نفذ عملية مع المقاومة الإسلامية قد تم اعتقاله في السجون الإسرائيلية ولكنهم ذكروا إسمه بشكل ٍ خاطىء، ولكن تعرفت عليه عائلته من صورته التي تم نشرها وهي الصورة المتداولة له التي عليها كتابة باللغة العبرية".
أمّا عن حالته المعنوية فتخبرنا زوجته قائلة:" أخبرنا الإخوة المعتقلين معه أنه كان كبقية الأسرى ذو معنويات مرتفعة، في غرف التحقيق، وبالرغم من التعذيب الشديد والقاسي وغير الإنساني الذي تعرض له، فقد عذب الشهيد بالضغط على إصابته، وعدم إطعامه بالرغم من الدم الغزير الذي فقده، وعندما كان يتعب بشكلٍ كبير ينقل إلى المستشفى فيتابعون التحقيق معه هناك، إلاّ أنه صبر على تعذيبهم وعلى مساومة المحققون له على بتر قدمه المصابة، فكان جوابه الدائم بأنه جاء للشهادة ولا يكترث لمثل هذا الأمر. وبعد انتهاء التحقيق معه أرسل إلى المعتقل فالتقى هناك ببقية الإخوة المجاهدين الذين اهتموا به كثيراً بسبب الألم الذي سببه عدم الإهتمام بجراحه، إلى حد  تعفن جرح قدمه ولكنه صبر على معاناته وآلامه".
جريح ...أسير ... شهيد
تتابع حديثها:"أمّا عن تبعات وتداعيات هذا التعذيب وأسره فاستمرت بعد التحرير، فالشهيد كان يستيقظ في الليل منزعجاً من الكوابيس التي يرى فيها الإسرائيلي يهاجم زوجته وابنتيه زينب وفاطمة، فيستيقظ وهو في وضعية التأهب والاستعداد العسكري  لرد هذا الهجوم الإسرائيلي على أعزائه. هذه الحالة لازمته في المرحلة الأولى من تحريره ". وتختتم زوجته: "بعد التحرير تعرفت عليه وتزوجنا وبقينا لمدة ثماني سنوات وعندما فتحت جبهة سوريا شارك فيها واستشهد في مدينة القصير  في 2017".

 

البحث
الأرشيف التاريخي