عبداللهيان، في حوار له مع قناة «سي ان ان»:
نواب الشعب لا يثقون بالإتفاق مع أمريكا والترويكا الأوروبية
الوفاق – تحدّث وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، في حوار له مع قناة «سي ان ان» الأمريكية عن عدّة قضايا بشأن سياسة الغرب المواربة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيما في ملفات كالإتفاق النووي العالق على إثر التخاذل الأمريكي الأوروبي، علاوة على ملف التدخّل الغربي في الأحداث الأخيرة بايران ومحاولة شحن الأجواء ضد الحكومة. وفي مستهل الحوار صرّح امير عبداللهيان، عن امكانية الوصول الى حصيلة نهائية، واتفاق حول مفاوضات رفع الحظر بحل القضية او القضيتين العالقتين لغاية الآن، وقال: ان المسؤولين الأمريكيين وبسبب المشاكل والضغوط الداخلية مازالوا غير قادرين على اتخاذ قرار شجاع للعودة إلى الاتفاق النووي. وقال أمير عبداللهيان في مقابلة اجرتها معه قناة «سي ان ان»: فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة ، كانت جمهورية إيران الإسلامية ولا تزال الطرف الأكثر التزامًا بين الأطراف. الطرف الذي انسحب من الاتفاق هو ترامب وأميركا.
مواصلة المحادثات
واضاف: نحن في الحكومة الإيرانية الجديدة قررنا مواصلة المحادثات للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال: يتهم الأميركيون الإيرانيين بانه ليس لديهم الإرادة الكافية ويقولون إننا كنا في مرحلة الاتفاق إلاّ ان الإيرانيين طرحوا مطالب مبالغ بها، لكنني اقول بصراحة: لقد رأينا مرات عديدة في العام الماضي أن المسؤولين الأميركيين غير قادرين على الوصول الى حصيلة نهائية. بسبب الضغوط والمشاكل الداخلية، مازال المسؤولون الأميركيون غير قادرين على اتخاذ قرار شجاع للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
العلاقات مع الوكالة
واضاف: لقد أظهرنا مبادراتنا مرات عديدة. ما زلنا على طريق الحوار والاتفاق. طبعا البرلمان الإيراني مارس ضغوطا كبيرة على الحكومة في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد اعمال الشغب وتدخلات اميركا والدول الأوروبية الثلاث في المظاهرات السلمية في إيران. حضرت اجتماعا للبرلمان الأسبوع الماضي، وهم (النواب) يقولون لي مع من ستتفق؟ مع أميركا والدول أوروبية الثلاث؟ لقد حاولوا تغيير النظام في أعمال الشغب الخريفية. ما مدى مصداقيتهم وما مدى ثقتك بهم للقيام بذلك؟.
وقال: لقد تم رسم خارطة طريق بيننا وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تمت دعوة السيد غروسي الذي يزور طهران. إذن، علاقتنا مع الوكالة تسير في اتجاهها الطبيعي.
نافذة الاتفاق ما زالت مفتوحة
وأضاف رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني: «أبلغنا الجانب الأمريكي بوضوح عبر وسطاء أننا ما زلنا على طريق الاتفاق. لكن إذا أقر مجلس الشورى قانونًا جديدًا ، فلا بد لنا من دعم قانون البرلمان، لذلك فإن نافذة الاتفاق ما زالت مفتوحة، إلاّ ان هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد».
وقال أيضا: «الجانب الأمريكي بعث برسائل إيجابية عبر القنوات الدبلوماسية، لكنهم في مواقفهم الاعلامية يدلون بتصريحات مختلفة تماما».
نعارض الحرب في اوكرانيا
وعن الحرب في أوكرانيا قال امير عبداللهيان في الرد على مزاعم حول إرسال أسلحة إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في اوكرانيا: اننا لم نعط أسلحة لأي طرف في الحرب بين أوكرانيا وروسيا. نحن ضد الحرب في أوكرانيا ولم نرسل أسلحة إلى أي طرف. منذ بداية الحرب حاولنا وقف الحرب وان يركز الطرفان على الحوار والحل السياسي أي نفس السياسة التي انتهجناها في حالة اليمن وأفغانستان وازمات دول أخرى.
مراسلة CNN تتحدث نيابة عن المٌعادين
ولدى حواره مع مراسلة "سي ان ان" استعرت مشادة حادة بين وزير الخارجية ومذيعة القناة الأمريكية أثناء اللقاء، وذلك بسبب الأسلوب العدائي والهجومي الذي إنتهجته المذيعة في طريقة حوارها مع وزير الخارجية الذي أجاب على أسئلتها جميعها بشكل صارم، إلاّ أن إجابات السيد عبداللهيان التي فضحت إزدواجية معايير الغرب في التعامل مع ايران وقضايا أخرى أثارت حنق المذيعة الأمريكية، وهو ما أظهرها بمظهر الناطق باسم التيارات المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ففي المقابلة، تحدثت مراسلة CNN كريستيان أمانبور، مع حسين أمير عبد اللهيان حول الأحداث الأخيرة في ايران، وعن موضوع الحجاب في البلاد، قال خلالها رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني: أولًا، أود أن أقول إنه في إيران، لدينا أقوى ديمقراطية، خاصة بالمقارنة مع العديد من الدول الأخرى، هناك معايير وقواعد وأنظمة في كل بلد، والنساء لهن دور مهم في إيران، وقد اكتسبن هذا الدور بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران. واليوم، تقلب الشبكات الخارجية قضية الحجاب إلى أزمة سياسية. تتمتع النساء في إيران، في إطار القواعد والأنظمة، بحريات استثنائية.
مهسا أميني وقضية شيرين أبو عاقلة
وأتهم وزير الخارجية الإيراني الغرب بإنتهاج معايير مزدوجة بشأن قضية الحجاب في ايران مقارنة مع دول أخرى، وقال: لسوء الحظ، في مثل هذه القضايا، نهجهم هو أحد المعايير المزدوجة. وتساءل بالقول: لنر أين بدأ كل هذا. توفيت فتاة إيرانية تدعى مهسا أميني، وحولوها إلى رمز لتغيير النظام في إيران باسم الدفاع عن حرية المرأة. سؤالي هو: السيدة شيرين أبو عاقلة، وهي زميلة لك، صحفية، إنها سيدة وهي مسيحية، وقد تم اغتيالها في وضح النهار من قبل النظام الإسرائيلي. من دافع عنها؟ لماذا لم يسمحوا لطرح القضية في مجلس الأمن؟
وفي خضّم الحوار اتّهم وزير الخارجية مجرية المقابلة بالتحيّز واتباع أسلوب المواجهة في طريقة التحاور وقال: أطلب منك، انظري، من المفترض أن تجري مقابلة معي، لكنك في الواقع تتبعين أسلوب مواجهة.، وأكد وزير الخارجية بالقول: النساء في إيران يمتلكن جميع الحريات الضرورية والمطلوبة في إطار القانون.
وأضاف بشأن قضية الحجاب في ايران: القضية في إيران في الوقت الحالي ليست قضية الحجاب. ما علاقة الحجاب بإرهابيي منظمة مجاهدي خلق؟ اسأليهم ما هو هذا الحجاب الذي يرتدينه. إنهم موجودون في أوروبا وفي الولايات المتحدة، وهذه المرأة التي أرادت أن تأتي وتصبح رئيسة لإيران، فلماذا فرضت الحجاب في تنظيمها الإرهابي؟ إنهم أصدقاء للولايات المتحدة. إنهم أصدقاء للبيت الأبيض. لماذا يوجد معيار مزدوج؟