فيما أجرى رئيس الجمهورية جولة تفقّدية لمحافظة بوشهر..
الجولات الرئاسية للمحافظات.. ضرورة لمواجهة الضغوط القصوى
محمد أبو الجدايل
أجرى رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي زيارة الى محافظة بوشهر (جنوب البلاد) يمكن وصفها «بالهامة» على مستوى البلاد، خصوصاً أنها تأتي كمكمّلة لحلقة من الجولات السابقة الهدف منها الإطمئنان على أوضاع المواطنين وتحسينها من خلال التواجد المباشر على الأرض وبغية تفعيل المشاريع العالقة.
وفيما إلتقى كبار المسؤولين في المحافظة علاوة على لقاءاته مع الناشطين الإقتصاديين وبالإضافة الى لقائه المواطنين، رعى رئيس الجمهورية مراسم تدشين 15 مشروعا كبيرا لتحلية المياه وخطوط امداد المياه وملئ خزانات سدي اخند وباغان، ونقل الكهرباء في المحافظة المُطلّة على «الخليج الفارسي» والتي تتميّز بموقعها الإستراتيجي لا سيما من الناحية الإقتصادية.
جولات مكوكية
خيّمت على زيارة رئيس الجمهورية الى المحافظة التي تعدّ من أهم مراكز إقتصاد البلاد من حیث النفط الغاز والطاقة النووية والصید البحری وزراعة النخيل، إفتتاح المشاريع الخدمية التي ستعزّز اقتصادها بشكل أكبر، وإفتتح لدى وصوله ۱۵ مشروعا في هذه المحافظة التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة.
آية الله رئيسي الذي تميّزت فترة ولايته الرئاسية بـ «جولات مكوكية» الى محافظات البلاد جميعها والتي إستهلّها لدى تسلّمه منصب رئاسة الجهورية بمحافظة «خوزستان» التي يطغى على سكانّها العرب وكانت حينها بأمسّ الحاجة لمثل هذه الزيارة الرفيعة المستوى والإسعافية، حيث خصص حينها 34 ألف مليار تومان لصندوق ائتمان هذه المحافظة، أكد من محافظة بوشهر على أن منع التوترات المائية هو واحد من أهم أولويات حكومته.
وأشار الرئيس رئيسي في كلمته خلال افتتاحه وتدشين مشاريع الماء والكهرباء التي افتتحها الى انتهاء مسألة تقنين حصص المياه في هذه المحافظة، وذلك بإفتتاح مشروع تحلية المياه بطاقة 35 ألف متر مكعب .
الطاقات الشبابية
وأشاد رئيس السلطة التنفيذية بالطاقات الشبابية لدورها في تنفيذ هذا المشروع العملاق، مشددا على أن هؤلاء الشبان نفذوا المشروع الذي كان يستغرق عدة أعوام في غضون عدة أشهر. وأشار رئيس الجمهورية الى أن حل مشكلة المياه والكهرباء للمواطنين أحدى الواجبات المهمة للحكومة، ورأى أن حكومته استطاعت حل جزء كبير من مشكلة شحة المياه في محافظة بوشهر.
وتابع رئيس الجمهورية: ان تنفيذ مثل هذه المشاريع يعتبر أفضل دليل لصواب توجيهات قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي بأنه يمكن حل المشاكل مهما كانت كبيرة.
تشييد السدود
واستطرد قائلا: ان تنفيذ مشاريع انشاء السدود والمياه بلغت كلفته 15 مليار دولار، حيث ستقوم الحكومة بمواصلة عملها في إنشاء البنى التحتية في محافظة بوشهر.
وخلال المراسم التي رعاها رئيس الجمهورية جرى افتتاح محطة تحلية المياه في مدينة بوشهر بسعة 3500 متر مكعب ومحطتي تحلية المياه في وحدتية ودالكي التابعتين لمدينة دشتستان بطاقة 6500 متر مكعب، والمرحلة الأولى من مشروع إمداد المياه لمدينة جم بطول 42 كم.
مشروع تحلية مياه بوشهر بطاقة 3500 متر مكعب هو مشروع إيراني 100 بالمئة تم انجازه باستثمار وتصميم وتنفيذ شركة «مابنا» الصناعية القابضة.
مشاريع كبيرة
كما اكتملت المرحلة الأولى من مشروع إمدادات المياه لمدينة جم ودخلت حيز التشغيل بعد 15 عاما من التعليق. كما تم افتتاح مشروعين لسد خزان باغان بسعة 32 مليون متر مكعب ومشروع سد خزان أخند بسعة 2 مليون متر مكعب بأمر من رئيس الجمهورية.
كما جرى في هذا الحفل، افتتاح 10 مشاريع لنقل الكهرباء في مناطق مختلفة من محافظة بوشهر، بما في ذلك إنشاء محطة فرعية (شهيد ماهيني) 20.63 كيلوفولت في مدينة بوشهر، ودخلت حيز التنفيذ بحضور رئيس الجمهورية.
احتياطات العملة الصعبة
ووسط محاولات الأعداء من الخارج تكثيف الضغوط على البلاد في الجانب الإقتصادي لاسيما من ناحية إضطرابات سوق العملة، أكد رئيس الجمهورية ان مستوى احتياطات العملة الصعبة في البلاد لايبعث على القلق، وان العدو ومن خلال بث الشائعات يحاول قلب الحقائق بشأن هذا الموضوع.
وفي كلمة له أمام حشد من اهالي مدينة بوشهر جنوب البلاد أمس الأول، قال السيد رئيسي: ان الشعب الايراني سيحبط مخططات الاعداء في اضطرابات سوق العملة، مضيفا: إن العدو كان يريد ايقاف عجلة التقدم في البلاد وايقاف حركة الشعب الايراني من خلال الحظر الظالم والتهديدات المتعددة.
إفساح المجال لأنشطة القطاع الخاص
كما اكد رئيس الجمهورية لدى اجتماعه بالنشطاء الاقتصاديين في المحافظة، أمس الأول، أن واجب الحكومة في مجال الاقتصاد هو التوجيه والدعم والمراقبة، معتبرا أساس نهج الحكومة الشعبية هو إفساح المجال لانشطة القطاع الخاص بهدف تحقيق الازدهار الاقتصادي. وفي إشارة إلى أن الوزارات والاجهزة التنفيذية ملزمة بتعزيز الإنتاجية، قال: إن إعطاء مساحة للقطاع الخاص هو ضمان لرأس المال والربح للمستثمر.
وأضاف رئيس الجمهورية: إن طمأنة رواد الأعمال ستساعد في الازدهار وزيادة الجودة وجعل الإنتاج قائمًا على المعرفة.
ووصف الميدان الاقتصادي اليوم بأنه ساحة معركة مع أعداء التقدم ومن يخيب آمال المجتمع والنشطاء الاقتصاديين، وقال: إن هدف العدو في هذه الحرب هو إحداث اضطراب وبطء وتوقف في الاقتصاد والنظام النقدي والمالي الا ان البلاد وبتعاون وإرادة النشطاء الاقتصاديين كضباط هذه الحرب ستنتصر بالتأكيد على الأعداء.