نسيج الألوان.. معرض رقميّ عن فلسطين
يسافر المشاهد خلال أعمال الفنّان فؤاد إغباريّة إلى طفولة الفنّان منذ أن كان يراقب أجداده في حقول القمح ويراقب مواسم الحصاد بكلّ ما تعنيه المواسم من تصوير الحقول إلى مراقبة تجميع الغلّة وتصوير النساء الحاصدات، حياة فلّاحيّة تناولها بالتفصيل في مرحلة مبكّرة من حياته الفنّيّة، وهي المرحلة الّتي أُطْلِقَتْ عليها المرحلة الصفراء؛ إذ كان اللون الأصفر يضيء اللوحات مشوبًا بمسحات لونيّة سوداء، وقد اتّخذ الفنّان أسلوب الطابع التجريبيّ على مدار مشواره الفنّيّ، وانعكست تجاربه الحياتيّة في رسوماته كما سنرى، حتّى أنّنا في بعض الرسومات نخاله يحمل إبرة وخيط وينسج الألوان، وربّما هذا يعود إلى
طفولته.
إذ تأمّل الفنّان في طفولته بصانع المكانس من القشّ وهو يستعمل الإبرة والخيط في تصميم المكنسة، وصرّح الفنّان بأنّه كان ينتظر بشغف لـ "صانع مكانس القشّ الّذي كان يرتاد قريتنا بموسم الحصاد ليصنع المصالح بآلته العجيبة، كنت أترقّب بشغف تلك اللحظة لأجلس بجانبه وأراقب إبداعه
وخفّة يده".
وعند التدقيق في معظم اللوحات في هذا المعرض، نرى أسوب التفاف الخيط في الإبرة حاضرًا.
وفي هذا المعرض، نرى عدّة رسومات متمثّلة بالطبيعة، ورسومات السجّاد، والبورتريه الشخصيّ.
في هذا المعرض الّذي نحن بصدده، نرى الفنّان لا يبتعد عن الطبيعة ولكن بمواضيع متنوّعة، فإذا اعتبرنا الصبّار كنبتة من النباتات الّتي صبغت هويّة الفلسطينيّين وشعب هذه الأرض، فإنّ الفنان قد رسم الصبّار بأسلوب قريب من الواقعيّ؛ إذ نرى جداريّة صبّار خضراء تماثل الصبّار في الطبيعة، وقد وُضِعَتْ على خلفيّة
مظلمة.