التدليس والتضليل والخداع الاعلامي...
وسائل الافلاس الفكري والاخلاقي
الوفاق/ خاص
نسرين نجم
منذ ان بدأ رسول الرحمة محمد(ص) البعثة النبوية الشريفة تعرض لأبشع انواع التشويه الاعلامي، وتزييف الحقائق واللعب على المصطلحات التي من شأنها قلب الوقائع لصالح أعداء الانسانية، أعداء الله... فكتبت الاقلام المأجورة الكثير من التلفيقات والاكاذيب والاقاويل عن رسول الله(ص) والتي لم ينطق بها، وذلك لتبعد الناس عن الحق، فتارة والعياذ بالله يعتبرونه شاعرا مجنونا وتارة انه اتى ليسيطر على الحكم، وحتى يومنا هذا لا يزال يتعرض الرسول الاكرم(ص) لحملات اعلامية شعواء اما من خلال رسوم كاريكاتورية او عبر حرق القرآن الكريم...
وهذا لم ينته عند هذه المرحلة بل رافقت ائمة ال البيت(ع) حملات ضخمة استخدمت بها قوى الشر وسائل متنوعة من الخداع والنفاق والمراوغة، وذلك للحصول على حظوة عند السلطان فكانوا يكتبون ما يتناسب مع أميرهم الفاسد، وذلك لاثارة الشكوك بصدق الرسالة التي يحملها الائمة سلام الله عليهم، ولزرع اليأس والشعور بالضعف ليقودوا الناس ويوجهوهم كما يريدون، مع التشديد على استخدام مصطلحات فيها الكثير من التحريف والتعتيم والتشويه والتدليس، تماما كما حصل في واقعة كربلاء عندما صوروا ان الامام الحسين(ع) واصحابه هم من الخوارج ممن اعتدوا على الدين... فكانت كمية التضليل الأعلامي كبيرة جداً لدرجة انه عندما وصل السبايا الى قصر اللعين يزيد طلب احد الموجودين هناك ان يهب له اللعين فاطمة بنت الامام الحسين(ع) جارية له، وعندما عرفها من هي، قال هذا الشامي ليزيد: «لعنك الله يا يزيد، اتقتل عترة نبيك وتسبي ذريته؟ والله ما توهمت الا انهم سبايا الروم»، نتيجة التضليل الإعلامي الذي مارسته السلطة الاموية اعتقد هذا الرجل كما غيره انهم من سبايا الروم.
وهنا بالطبع لا يمكن ان نغفل عن الدور الكبير الذي لعبته الاعلامية الاولى السيدة زينب(ع) بفضح أكاذيبهم وتبيان الحقائق بالادلة، وبخطاب متين قوي هز له التاريخ، اعتمدت فيه السيدة زينب(ع) على متانة البلاغة وقوة التعبير، واختارت المصطلحات التي تترسخ في الاذهان والقلوب « كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا»...
حملات على كل من يحمل راية الحق
ولا تزال هذه الحملات تشن على كل من يحمل راية الحق ونصرة المستضعفين والمظلومين تماما كما حصل منذ انطلاق الثورة الإسلامية المباركة في الجمهورية الاسلامية الايرانية ونجاحها المنقطع النظير، وايضاً انتصار المقاومة في جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، وبطولة انصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق، فقد كان هناك حملات ضخمة صوبت على تشويه صورة القادة العظماء الذين مرغوا انوف العدو الصهيوني والأدارة الأميركية ومخلفاتهم من تنظيمات ارهابية بالارض، فعملوا على استخدام مصطلح «ارهاب» والصقوها بالجمهورية الاسلامية الايرانية لدعمها حركات التحرر معتبرين ان مثل هكذا حركات تطالب بالعيش بإستقلالية وعزة وكرامة وترفض الاحتلال هي ارهابية، وصورت ان كل من يدعم هذه الحركات على مستوى العالم هو «ارهابي»، وبنفس الوقت قامت بتجميل صور القتلة والمجرمين ممن ارتكبوا المجازر بحق الشعوب المستضعفة، مستخدمة منظمات وكوادر اعلامية وغيرها مدربة على مستوى عال، وصرفت لهم اموالا طائلة للتلاعب بأفكار المجتمع، ولخلط الاوراق لدرجة التشويش على الناس لكي لا تميز بين الصالح والطالح.
فقامت العديد من القنوات الاعلامية والتي للاسف عانت بلادها من الاحتلال او حتى تدعي انها الى جانب الشعب الفلسطيني بإستقبال صهاينة كضيوف في برامجها وتقدمهم على انهم الحمل الوديع الذي تعرض للغبن والظلم عبر التاريخ، والكل يعي ويعرف كيف نشأ هذا الكيان اللقيط، هذه الغدة السرطانية التي زرعت في منطقتنا، وحتى نجد ان العديد من الاعلاميين والمحللين يستخدمون بحواراتهم وكتاباتهم على سبيل المثال «الجيش الإسرائيلي» بدلا من «جيش العدو» او حتى «اسرائيل» بدلا من الكيان المحتل، وبالطبع من شأن هذه المصطلحات ان ترسخ في العقول ليتم تقبلها فيما بعد، وبالتالي يسهل ترويج انه لا داعي للحروب بل لنعيش بسلام
مع الشيطان الاكبر ..
مسلسلات تروج للتطبيع مع العدو الصهيوني
وبالحديث عن الاعلام وبما اننا على ابواب شهر رمضان المبارك وكما كل سنة تعمل قوى الأستكبار والأستعمار على استغلال هذه المناسبة، سيما ان اغلب المسلمين يتسمرون بعد الافطار على شاشات التلفزة، بعرض مسلسلات تدس السم في العسل، تروج للتطبيع مع العدو الصهيوني كما هو حال مسلسل «ام هارون» الذي عرض السنة الماضية الذي مجد الكيان واعتبره صديقا، وصور الشاب المقاوم الفلسطيني على انه عدو...
وها هي هذه السنة لم تكتف بالترويج للتطبيع بل لجأت هذه السنة وعبر مسلسل «معاوية» الذي كلف 100 مليون دولار للسعي لخلق الفتنة بين المسلمين والتحريض بينهم، وبالطبع هذا المسلسل كما العادة تقف خلفه الايادي الصهيونية والمطبعين الزاحفين خلف العدو، فقد تم اختيار هذه الشخصية القاتلة المجرمة الفاسدة التي ارتكبت اشنع الجرائم وقتلت سبط رسول الله محمد (ص) سيد شباب اهل الجنة الامام الحسن(ع)، في محاولة كما ذكرنا للفتنة ولغسل الدماغ تماما كما يعمل العدو في بعض دول الخليج الفارسي ومن خلال المناهج التربوية على تجميل صورة اعداء الله اي الصهاينة...
ولكننا كلنا ايمان وعلى يقين بأن مثل هكذا حملات ستصطدم بوعي وبحكمة وبإيمان الشعوب التي لقنتهم دروسا لا تنسى عبر التاريخ والحقت بهم خسائر فادحة، وسننتصر بمعركة الوعي هذه كما انتصرنا في غيرها من المعارك.