الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة واثنان وسبعون - ١٤ مارس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة واثنان وسبعون - ١٤ مارس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

واقتران ربيع الطبيعة الـ(نوروز) مع الشهر الفضيل

رمضان في إيران.. تقاليد وطقوس تختلف من محافظة إلى أخرى

الوفاق/ وكالات - ها نحن دخلنا شهراً مباركاً وموسماً عظيماً ألا وهو شهر رمضان الكريم بما يحمله من خيرات عظيمة وبركات عميمة، وبما فيه من غفران للذنوب وتكفير للسيئات وعتق من النار، وأجمل ما حدث هذا العام، عندما تزامن ربيع الطبيعة وهو النوروز مع ربيع القرآن وهو شهر رمضان الكريم واللذين أصبحا هذا العام متوازيين.  شهر رمضان المبارك هو شهر مقدس، متجذر في الثقافة والإيمان والتاريخ. يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بقدوم هذا الشهر الفضيل؛ الاحتفالات في كل منطقة لها ظروفها وعاداتها الخاصة التي تنتقل من جيل إلى جيل، وعيد النوروز ليس احتفالاً وطنياً فقط بل احتفالاً دينياً أيضاً ويعتبر ثقافة إيرانية قديمة. إيران دولة كبيرة ويحتفل سكان مدنها بشهر رمضان المبارك باحتفالات مختلفة. هناك عادات وتقاليد خاصة تختلف بين محافظة واخرى وفيما يلي شرح لهذه العادات والتقاليد لبعض المحافظات الايرانية في شهر رمضان المبارك:
ليالي رمضان في طهران
تحتضن العاصمة طهران خليطاً من الثقافات والعادات، باعتبارها الوجهة الأولى للسكان، فان ليالي شهر رمضان المبارك فيها تختلف عن سائر أيام السنة حيث تكتظ المساجد في المناطق الشعبية بروادها وقت الإفطار، لاسيما الطبقة البسيطة من العمال الذين يستمر عملهم ساعات متأخرة من الليل، ويفضلون الإفطار في الجوامع بسبب الازدحام المروري الذي يحول دون وصولهم إلى منازلهم في الوقت المحدد، فتعمد الأسر الإيرانية إلى تناول الوجبة الرئيسية من الإفطار بعد ساعة من آذان المغرب ولا تخلو المائدة الرمضانية الرئيسية هنا من (الآش رشتة) وهو عبارة عن حساء دسم مليء بأنواع البقوليات والمعكرونة والخضراوات.
ومن العادات التاريخية التي انتقلت من طهران إلى باقي مناطق البلاد، نذر غسل الأواني والصحون خلال رمضان، حيث يتطوع الصائم أخلاقياً ودينياً لغسل الصحون خلال الإفطارات الجماعية في المراكز الدينية، اعتقاداً منه بأن هذا العمل سيخفف الألم والمعاناة في الحياة، ويمحو الذنوب.
احتفالات القرقيعان في خوزستان
تتمتع محافظة خوزستان (جنوب غربي إيران) بالعديد من العادات والتقاليد التي تقام في أشهر مختلفة من العام بسبب التنوع العرقي. قد لا تجد فرقا كبيرا في التقاليد الرمضانية مع دول المنطقة، وتنوع هذه الطقوس يكون أكثر وضوحا خلال شهر رمضان المبارك. يقوم أهالي محافظة خوزستان بتنظيف البيوت والمساجد في النصف الآخر من شهر شعبان، اعتقاداً منهم بأنها الخطوة الأولى لإزالة آثار الذنوب عن قلوبهم وتطهيرها لاستقبال الشهر الفضيل، فضلا عن إعداد وتحضير ما يحتاجون إليه طوال الشهر من المواد الغذائية. ومن هذه العادات المشتركة استعمال كلمة (رمضان كريم) التي أصبحت عادة في الأدب الشعبي، وهي عادة أن الناس في بداية الشهر الكريم، يهنئون بعضهم البعض بقدوم هذا الشهر بكلمة (رمضان كريم).
ينتظر سكان اهواز شهر رمضان المبارك بكل شغف؛ لما يضيفه من طقوس جديدة على نمط حياتهم اليومية، خاصة عند مائدة الإفطار التي يجتمع عليها جميع أبناء العائلة، لذا تتسابق العائلات الاهوازیة على إعداد الأكلات التراثية الشعبية وتقديمها.
احتفالات قرقيعان: ومن أهم التقاليد الرمضانية في المناطق العربية في إيران الاحتفال بمنتصف الشهر المبارك، إذ يتجمع الأطفال عقب تناول الإفطار ويقومون بجولة على بيوت الأزقة القريبة من منازلهم، ويصطحبون معهم أكياسا لجمع الهدايا والحلويات من المنازل، مرددين أناشيد شعبية مثل «قرقيعان وقرقيعان الله يعطيكم رضعان» و«يا أهل السطوح تعطونا لو نروح». وقامت منظمة التراث الثقافي والسياحة الإيرانية عام 2017 بتصنيف تقاليد قرقيعان ضمن قائمة التراث المعنوي للعرب.
آخر جمعة شهر شعبان في شيراز
يمارس أهالي شيراز في آخر جمعة من شهر شعبان مراسم تسّمى «رمي الكتل الترابية» (الغرين). ففي هذا اليوم وحسب تقاليدهم القديمة، يذهب أهالي شيراز الى متنزّهات خارج المدينة على شكل مجموعات، ويقضون هذا اليوم حتى الليل في جملة من النشاطات التي تعود عليهم بالحيوية والبهجة، ذلك لأنّهم إيماناً منهم بأنّ شهر رمضان الكريم هو شهر العبادة والاستغفار والرحمة. وفيما يخصّ مدلولات مراسم رمي الغرين (الكتل الترابية) يقول كبار السّن والشيوخ في محافظة فارس: في مثل هذا اليوم من كل عام، ومنذ قديم الزمن، يقف الناس، كبيرهم وصغيرهم، عند غروب الشمس باتجاه القبلة وهم يحملون بأيديهم كتلة ترابية، مردّدين هذه العبارات: ربّنا تركنا ذنوبنا ومعاصينا الماضية وحطمنا أغلالها وها نحن على استعداد تامّ للعبادة وصيام شهر رمضان؛ ومن ثمّ يرمون الكتل الترابية بقوّة الى الأرض لتتكسّر، ايماناً منهم بأنه مع تكسّر هذه الكتل الترابية، تُغفر لهم سيئاتهم ومعاصيهم قاطبة وتمحى، وقبل أيام من الشهر الفضيل، تنوي بعض العوائل النذور وتبسط موائد الافطار، كما تقام غالبية مجالس الضيافة على شكل مأدبة الإفطار. أما العوائل التي دخلت بناتها القفص الذهبي، فتقوم في مطلع شهر رمضان بعد الزواج بإعداد مائدة إفطار متكاملة تدعى «والون»، ومن ثم إرسالها الى منزل العروس مصحوبة بباقة ورد.
أكياس البركة في محافظة همدان  
التقاليد والعادات الايرانية الخاصة بشهر رمضان الكريم في همدان يعود تاريخها الى ظهور الاسلام في ايران، وعلى الرغم من تعاقب العصور وتوالي السنين الاّ أنّ قسماً كبيراً من هذه العادات والتقاليد مازال قائماً الى وقتنا الحاضر. واحد تلك التقاليد الخاصة بشهر الصيام في همدان، نذكر على سبيل المثال خياطة أكياس البركة في اليوم الـ 27 من شهر رمضان الكريم. في هذا اليوم تحديداً، وعندما تتوجّه النساء الصائمات الى المسجد لأداء صلاتي الظهر والعصر، يحملن معهنّ قطعة من القماش والخيط والابرة؛ حيث يبدأن بخياطة كيس او أكياس ما بين الصلاتين. يعتقد أهالي همدان بأنّ كل من يدخل مبلغاً من المال في هذه الأكياس، يضاعف الله سبحانه وتعالى من ماله ويكثر من رزقه. الى ذلك، يوزع الصائمون عند أذان المغرب وموعد الإفطار، مكّسرات أملاً في حل المشاكل واستجابة للحاجات وقضائها.
حفل ختم القرآن الكريم في مدينة خاش
لشهر رمضان الكريم مكانة وأهمية خاصة عند أهالي مدينة خاش في محافظة سيستان وبلوتشستان، حيث يكرمون هذا الشهر أيّما تكريم ويعدّونه شهر الصداقة والمحبّة ووحدة الصف واحترام الى الكبار. الإخوة من أهل السنّة في هذه المدينة لهم حضور واسع وحيوي في المساجد طوال شهر ضيافة الله الكريم، حيث يؤدّون عشرين ركعة تمثل صلاة التراويح طيلة هذا الشهر ناهيك عن أنهم يقيمون حفلاً قرآنياً بمناسبة ختم المصحف الشريف. يودّي الصائمون بعد الافطار هذه المراسم طوال الشهر الفضيل في 500 مسجد في خاش.  
كما تقام مجالس تفسير الذكر الحكيم في مساجد مدينة خاش وحوزاتها العلمية خلال شهري شعبان ورمضان المباركين.
الله رمضوني في كرمان
محافظة كرمان تمتاز بعاداتها وتقاليدها الخاصة بها وبالأخص في شهر رمضان المبارك، من أهم العادات الرمضانية في مدينة
كرمان هي:
الله رمضوني: يجتمع الفتيان بمجموعات تتراوح بين الخمسة والعشرة في ليالي شهر رمضان بعد الإفطار، بحيث يكون أحدهم دليلا أو قائد المجموعة والآخر مسؤول ما تجمعه المجموعة، تذهب هذه المجموعات وتطرق باب البيوت وتنشد أشعاراً خاصة بهذه المناسبة وتطلب هدية شهر رمضان، ومن ثم تعطى هذه الهدايا وما حصلته هذه المجموعة إلى العوائل والأفراد المحتاجين والمستضعفين في هذه المحلّة. يبدأ الفتيان بهذا العمل من الليلة الثالثة لشهر رمضان المبارك وحتى نهايته.
كليد زن: هو من عادات وتقاليد اهل كرمان في شهر رمضان، وهي أن يحمل شخص، صينية فيها مرآة وكتاب الله المجيد ومكحلة وبعض من سكر النبات، قد يكون الشخص رجلاً او إمرة، ويجب أن يكون مغطى الوجه وعادة ما يغطونه بالشادور (قطعة قماش كبيرة)، ويذهب هذا الشخص بعد الإفطار والصلاة إلى بيوت الناس ويدق الباب بنية طلب المساعدة، عندما يفتح صاحب البيت الباب ويرى (كليد زن) فإن قال: (نجلب مصباحاً أو قال نجلب الحلوى)، يكون ذلك بمعنى قبوله المساعدة ويضع مساعدته على الصينية، وهذه الأموال التي تجمع توزع على المحتاجين.

 

البحث
الأرشيف التاريخي