فی الأربعین الحسینی
الحشد الفنی یخلق تضامناً بین مسلمی العالم
موناسادات خواسته
التحشید الفنی فی سیاق حرکة الأربعین الضخمة کان أکثر حماسة من العام السابق بمشارکة فنانین من مختلف التخصصات، مما جعل العالم الإسلامی یتضامن من أجل أهدافه المشترکة.
کان أربعین العام الحالی، مثل السنوات السابقة، کبیر وواسع وواجه اقبالاً کبیراً بوجود زوّار حریصین على زیارة أبی عبد الله الحسین (ع) من مختلف البلدان بما فی ذلک إیران وأفغانستان وباکستان وترکیا ولبنان وسوریا والعدید من الدول الإسلامیة، وکذلک من قارة افریقیا وأوروبا وغیره، حیث رأینا العالم کان فی ضیافة کربلاء المقدسة.
بغض النظر عن ترحیب العراقیین للزوّار وکرم ضیافتهم على حب الحسین (ع)، والذی تمّ على أفضل وجه من قبل شعب مضیاف فی هذا البلد الشقیق، کذلک وجود المواکب المختلفة من مختلف البلدان ترحب بالزوّار وتقدم لهم مختلف الخدمات .
المواکب الثقافیة هی إحدى المبادرات التی تم تشکیلها بعد سنوات عدیدة من قبل أشخاص مختلفین لخلق منصات ثقافیة ومزید من الحوار بین المسلمین والتبادل الثقافی فی هذه المنصة العالمیة الهامة والفریدة من نوعها، ویجب اعتبار إنشاء مجموعات عمل ولجان ثقافیة فی مقر الأربعین إجراءً هاماً لهذا الحدث العالمی الهام.
ومن بین النشاطات الثقافیة التی أقیمت فی المواکب الإیرانیة وعلى طریق النجف الأشرف الى کربلاء المقدسة، کان عرض مسرحیات دینیة فی إطار مؤتمر المسرح الشعبی لمسیرة الأربعین الدولی السادس، تحت عنوان: "روایة المشاة"، والذی أقیم على مدى السنوات الخمس الماضیة، تزامناً مع أیام العزاء الحسینی، بأداء أنواع مختلفة من العروض على طریق المشی إلى کربلاء المقدسة فی إیران والعراق، وکان ذلک من قبل فنانین نشطین فی مجال العروض الدینیة والتقلیدیة.
أداء عروض الدمى المتحرکة للأطفال بثلاث لغات
"کوروش زارعی" مدیر مرکز الفنون المسرحیة وممثل دور "لاوی" فی مسلسل "النبی یوسف (ع)، والمخرج المسرحی، الذی هو المسؤول عن تنظیم هذا الحدث الفنی الدینی ونشرنا سابقاً عدة حوارات "الوفاق" معه، یقول عن هذا الحدث: نظراً إلى أنه لم یکن هناک نشاط ثقافی لزوّار الأربعین، فقد اغتنمنا الفرصة لنشر وتقدیم المسرح الدینی والتقلیدی الإیرانی بموضوع عاشوراء وکربلاء المقدسة للناس فی جمیع أنحاء العالم وکان ذلک من خلال التخطیط لمشروع "روایة الرواة" منذ خمس سنوات بدأنا نشاطنا على طریق مشاة أربعینیة الإمام الحسین (ع).
کل جهودنا هی لجعل حدث فنی یحدث فی هذا الاتجاه. لا یتلقى أی فنان راتباً أو مالاً فی هذه العروض وحضر الفنانون فی هذا المؤتمر المسرحی فقط بسبب حب الإمام الحسین (ع) ویعتبرونه نذراً ثقافیاً.
نذرنا هو أیضاً تعهد ثقافی، من خلال تقدیم مسرحیاتنا وأعمالنا الفنیة والمشارکة فی هذا الحدث العالمی العظیم.
وقال فی شرحه لبرامج هذه القافلة الفنیة: أقمنا أنواع المسرحیات الدینیة والتقلیدیة الإیرانیة کما ذکرت لکم فی حوارنا السابق، منها التعزیة بثلاث لغات الفارسیة والعربیة والترکیة، مسرح الشارع، قراءة المقتل، وغیرها، إضافة الى أن فی هذا العام ولأول مرّة، قدمنا مسرح الدمى للأطفال والناشئین عروضاً للدمى خلال 15 إلى 20 دقیقة للأطفال على شکل عربات کرنفال وعربات على مسار المشی باللغات الفارسیة والعربیة والإنجلیزیة.
تجدر الإشارة الى أنه من خلال مقاطع الفیدیو التی تم ارسالها لـ "الوفاق"، رأینا مشاهد من الأداء الجید للمسرحیات الدینیة التی واجهت إقبالاً کبیراً من قبل الزوّار وأثّرت علیهم کثیراً حیث کانوا یبکون مع مشاهد من المسرحیة، کأنّهم حاضرون فی تلک الفترة الزمنیة فی نفس المشهد!
مواکب خاصة للأطفال بنشاطات ثقافیة
کما أنه رأینا فی هذا العام إقامة عروض ونشاطات ثقافیة خاصة للأطفال على طریق النجف الأشرف الى کربلاء المقدسة منها موکب "شباب الحسن" خاص للأطفال فی مسجد السهلة والذی قام بعرض نشاطات ثقافیة ومسرحیة مختلفة للأطفال، حیث واجه اقبالاً کبیراً من قبل الأطفال وعوائلهم لکی تبقى خالدة فی أذهانهم.
مجموعات فنیة عراقیة فی القسم الدولی لمؤتمر "حداد جرح عتیق"
ومن الفعالیات الهامة الأخرى التی نظمتها جمعیة مسرح الثورة الإسلامیة والدفاع المقدس "حداد جرح عتیق" ، وهو أحد الفروع لمهرجان مسرح المقاومة الثامن عشر تحت إشراف سید وحید فخرموسوی.
کما قال الأمین العام لهذا الحدث عن نشاط أمانتها: بعد نشر الدعوة قدمت مجموعات عدیدة أعمالها للمشارکة فی الأربعین، وأخیراً وصلنا إلى 13 مجموعة تم إرسالها إلى العراق لأداء العمل.
وکان أداء هذه الفرق 18 عرضا. بحیث أن بعض المجموعات لدیها 2 أو 3 أعمال وأن مجموعتین دولیتین مرتبطتین بالعراق.
وأشار الأمین العام لمهرجان مسرح المقاومة الدولی الثامن عشر إلى الاستقبال والتأثیر الجید لهذه العروض على طریق المشایة، وتابع: ومن سمات هذه العروض کان حضور قسم الأطفال والیافعین والذی لاقى ترحیباً جیداً، وفی هذا الصدد تمت ترجمة أعمال الدمى للأطفال والناشئین، بلغات مختلفة - معظمها العربیة - وفهم الأطفال مضمونها، والذی واجه إقبالاً کبیراً منهم.
على أی حال، فإن إنشاء حرکة فنیة فی سیاق حرکة الأربعین العظیمة کل عام، أکثر من أی وقت مضى، واجه حضور فنانین من مختلف التخصصات، مما أدّى الى جلب تضامن مسلمی العالم من أجل مثلهم المشترکة التی ینبغی إثراؤها بإضافة أقسام فنیة مختلفة.
أداء منشدی الموسیقى التقلیدیة والأمسیة الشعریة
من جهة أخرى حضر وزیر الثقافة والإرشاد الإسلامی "محمدمهدی اسماعیلی" یوم الجمعة الماضی فی مسیرة الزیارة الأربعینیة، وبعد زیارة ضریح الإمام علی (ع)، حضر المسیرة من النجف إلى کربلاء وحضر هذا التجمع الجماهیری، وفی إشارة إلى فعالیات مقر الأربعین لهذه الوزارة، قال: لقد حاولنا هذا العام استخدام قدرات الإدارات المختلفة بالوزارة لتقدیم خدمات ثقافیة وفنیة فی الزیارة الأربعینیة، وکان ذلک من خلال تنظیم أکثر من 450 موکباً. فی مختلف الأنحاء من إیران والعراق، وهذه الخدمات الثقافیة تم تقدیمها لزوّار الأربعین.
وأشار "اسماعیلی" إلى أنه قبل أشهر قلیلة تم إنشاء المقر الثقافی للأربعین بالوزارة، وقد تم إنشاء هذا المقر ومواکب اخرى من حدود میرجاوه إلى الحدود الغربیة، وأکثر من 250 موکبا ثقافیا قدموا خدماتهم الثقافیة فی مراقد أحفاد الأئمة، وعلى طریق زوار الأربعین الحسینی، کما أنه أقیمت سینما متنقلة بحضور فنانین.
ومن البرامج الثقافیة الأخرى التی أقیمت بحضور وزیر الثقافة والإرشاد الإسلامی محمد مهدی إسماعیلی، ولفیف من الشعراء والفنانین، کانت أمسیة الأربعین الشعریة التی نظمتها اللجنة الثقافیة بمقر الأربعین فی کربلاء المقدسة.
وبهذه المناسبة ولأول مرة قدّم "مصطفى راغب" أحد منشدی ایران مقطوعات فی عزاء سید الشهداء (ع)، وشعراء مثل "جواد زمانی"، "أحمد جواد نوآبادی"، "حسین شمسایی"، "سید حسین متولیان"، "مجید تال"، "عارفة دهقانی"، و "لیلى فخیمی" قاموا بقراءة قصائدهم، حیث کرّمهم وزیر الثقافة والارشاد الاسلامی.
الزیارة الأربعینیة فی طهران لمن لم یلتحق بالرکب
ومن جهة أخرى ولمن فاته الالتحاق برکب الزیارة الاربعینیة، اقیمت فی طهران مواکب عزاء ومسیرة راجلة من ساحة "الإمام الحسین (ع)" حتى مرقد السید الکریم عبدالعظیم الحسنی الذی بزیارته یرتجى ثواب زیارة سیدالشهداء (ع) وهو من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (ع)، وأقیمت أیضاً مواکب فی هذا الطریق، وقامت بعض الفرق المسرحیة بعرض مسرحیات فی هذا الطریق، منها قافلة "حاملو مرآة الشمس" للفنون المسرحیة والتی قامت بعرض المسرحیة بمشارکة الإدارة العامة للفنون المسرحیة ومقر الأربعین التابع لمنظمة بلدیة طهران الثقافیة والفنیة، فی صباح یوم السبت ، من خلال أداء عروض دینیة، وکانت رائدة فی طریق المشی للمتخلفین من الزیارة الأربعینیة.
قدمت 12 فرقة درامیة فی أقسام مختلفة منها التعزیة وعروض الشوارع وطقوس عاشوراء من مناطق مختلفة من البلاد فی هذه المسیرة.