|
شعر و أخبار قصیرة
لزیارة الإمام الحسین (ع) فی أربعینه
وَجَدْتُ بهذا الدّربِ لونی المفضَّلا
فدمعی رمادِیّاً علیهِ تحوَّلا
خُطایَ نجاةٌ والغُبارُ وقودُها
وروحی تحثُّ الآملینَ لترحلا
وأغفو على ترنیمةِ المشیِ آمِلاً
أقول: عسى أنْ أبلُغَ الحلمَ أوَّلَا
أنا المطرُ المخفیُّ فی قلبِ نخلةٍ
"فکیفَ تمَسُّ النّارُ جسماً مُبلَّلا"
"فمذ کنتُ طفلاً" کانَ مأوایَ موکبٌ
وکنتُ بمهدِ الدّربِ طفلاً مُدَلَّلا
وأیقنتُ أنَّ الشَّیبَ أقوى فکُلَّما
تقوّسَ ظهرٌ جاهدَ القلبُ وامتلا
فمَن سارَ والعبّاس کانَ ضمیرُهُ
سیدرکُ أنَّ الکونَ جزءٌ لکربلا
رسول باقر
احیاء ذکرى انتفاضة صفر وشهداء مسیرة الأربعین
اقامت قنصلیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی مدینة النجف الاشرف، ملتقى تحت عنوان "نهج انتفاضة صفر عام 1977 وشهداء مسیرة الأربعین الحسینی"، بحضور عدد من المسؤولین وعوائل الشهداء والحاضرین فی انتفاضة صفر والعلماء واصحاب المواکب وزعماء العشائر العراقیة. وفی مستهل هذا الملتقى الذی اقیم السبت الماضی، تحدث سفیر الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة لدى العراق محمد کاظم آل صادق عن أهمیة مسیرة الأربعین، وتطرق الى بعض جرائم نظام صدام المقبور.
واعرب السفیر الایرانی عن شکره لأصحاب المواکب والحکومة العراقیة على استقبالهم وکرم الضیافة، وقال: إن رسالة هذه المسیرة للأعداء أن الحق ینتصر على الباطل، وإن کان الباطل أکثر من حیث العدد والامکانیات. ثم تحدث حجة الإسلام السید محمد بحر العلوم، رئیس جامعة معهد العلمین، و حجة الإسلام الشیخ محمد حسون، الباحث الاسلامی وأحد المشارکین فی انتفاضة صفر، وتطرق الى ذکریاته فی هذه الانتفاضة، و آیة الله محمد حسن أختری، رئیس المجلس الأعلى للجمعیة العالمیة لأهل البیت (ع).
إقامة معرض للمخطوطات النفیسة عن الإمام الحسین (ع)
افتتحت دار المخطوطات العراقیة، یوم الثلاثاء 13 سبتمبر / أیلول 2022 م، معرض الإمام الحسین (ع) للمخطوطات النادرة، فی القاعة الآشوریة بالمتحف العراقی فی بغداد.
وقال مدیر دار المخطوطات العراقیة، الشاعر والإعلامی "أحمد العلیاوی" فی تصریح صحفی: إنّ المعرض یضم عدداً من المخطوطات التی توثِّق مسیرة الإمام الحسین (ع) فی التصدی للظلم من جهة مع استلهام ملحمة عاشوراء عبر المخطوط من جهة أخرى. وأضاف: تم عرض (70) مخطوطة ولوحة، منها مخطوطات تخصّ النسب الشریف والمولد المبارک وذکر آل البیت (علیهم السلام) فی القرآن الکریم، وذکر الإمام الحسین (ع) فی التراث العسکری فضلاً عن مقامه العلمی، وأثره فی الأدب العربی، والأدب الترکی، وکتب التاریخ وغیرها.
أرض الطف میعاد البشریة
اربعینیة الامام الحسین(ع).. العالم فی ضیافة کربلاء المقدسة
الوفاق/ الامام الحسین (ع) شمس ساطعة، فی کل یوم له شروق جدید ، الجمیع یحصل على بغیته منه، لما حوته افکاره وثورته، فالباحث عن الحریة یجده رایة ضد الإستعباد والدیکتاتوریة، وبالباحث عن الکرامة، یجده عوناً ضد الظلم والطغیان، والباحث عن الحق والحقیقة یجده نوراً ومناراً للخلاص من أمواج التضلیل والانحراف. هکذا عرّف المفکرون والعلماء النهضة الحسینیة، مؤکدین أن دونها الزمان والمکان. بمعنى أن المعادلة الصحیحة؛ العلاقة بین الارض والسماء... بین التربة الخصبة القابلة للنمو والتطور، وبین العوامل المساعدة القادمة من الاعلى؛ الشمس، الماء، الهواء. فمع وجود هذه المعادلة المنطقیة والعقلیة، هل بامکان شخص ما، قلب هذه المعادلة، او ان یکون هو الاعلى وهو المؤثر ولیس المتأثر...؟! لقد استشهد الامام الحسین (ع) ولکن صوته لم ولن یموت.. لقد قطع رأسه لکن هذا الرأس المقطوع روّى شریعة الإسلام التی ستبقى مشعة ومضیئة بتضحیاته ودمه.. لقد سُلب ثوبه وردائه لکنه کسا الدنیا ثوب الحریة والکرامة.. لقد داست على صدره حوافر الخیول لکنه زرع فی الصدور معنى الإباء ورفض الظلم والتجبّر والاستبداد. الامام الحسین (ع) هو سفینة النجاة بتأکید الاحادیث الشریفة الواردة عن المعصومین، علیهم السلام، یستوعب، لیس فقط شیعته وموالیه، وعموم المسلمین، بل وجمیع سکان العالم، لأن القضیة التی ضحى من اجلها تمثل امتداد لمنهج الأنبیاء والمرسلین الذین بلغوا وضحوا من اجل صیاغة شخصیة سویة للانسان بعیداً عن الظلم والطغیان والانحراف بکل اشکاله، ومنذ قرون و الجمیع من کبار وصغار، فقراء وأغنیاء، یسیرون فی درب الحسین (ع).
وزیارة سیّد الشّهداء أبی عبدالله الحسین (ع) فی عشرین صفر من کلّ عام، معروفة بزیارة الأربعین، حیث یتوافد الجمیع نحو کربلاء المقدسة سیراً على الأقدام لکی یضمّون مرقد سبط النبی (ص) فی أربعینه.
لا یخفى أن زیارة الأربعین تکتنز قیماً ومبادئ اجتماعیة ودینیة وثقافیة وسیاسیة متعددة، ولکن یجب التأکید هنا على أن الحشود الملیونیة التی تتدفق بشکل تلقائی نحو کربلاء المقدسة وفیهم الطفل والمرأة والشیخ والمعاق لإحیاء هذه الزیارة متجشمین عناء الطریق ومخاطره بعفویة العواطف والحماس المنقطع النظیر.
بصمات جلیة
لقد ترکت زیارة الاربعین بصمات جلیة فی تاریخ الاسلام، لأنها لم تکن هامشیة أو طارئة، تظهر حیناً وتختفی حیناً آخر، فهی حدث خالد بخلود واقعة کربلاء، واحادیث استحباب تلک الزیارة مازالت تحفر فی ذاکرة الزمن خلودها الابدی، وقد أولى الائمة المعصومون علیهم السلام زیارة مرقد الإمام الحسین (ع) عنایة فائقة واهتمام خاص وحثوا اصحابهم علیها وأکدوا علیها فی کثیر من الموارد، وقد وردت فی ذلک الکثیر من الاحادیث والروایات عنهم فی فضل زیارة الحسین (ع) والثواب الجزیل الذی یصیبه الزائر بزیارته.
تعد الزیارة الأربعینیة من أهم الشعائر الحسینیة المقدسة من حیث آثارها وحجمها وتفاصیلها ومصادر زوارها ،
فهی مناسبة إنسانیة یشترک فیها الناس باختلاف دیاناتهم وطوائفهم متخذین من الحسین علیه السلام رمزا ثوریا ونبراساً للتحرر من الطغیان، ولهذه الزیارة بعداً فلسفیاً عمیقاً فهی تمثل الیوم صورة حیة لتوق الإنسانیة إلى الحریة ورفض الظلم، فضلاً عما تحمله الجموع الملیونیة من حب منقطع النظیر لإبن الرسول الاعظم سلام الله علیه.
سبب التسمیة
سمیت هذه الزیارة بالأربعین لأنها تمثل مرور أربعین یوما من أستشهاد الإمام الحسین (ع) فی العاشر من المحرم سنة 61 للهجرة.
کما إن هذه الزیارة توافق فی یوم العشرین من صفر الخیر وهو الیوم الذی ورد فیه الصحابی جابر بن عبد الله الأنصاری إلى المدینة إلى کربلاء لزیارة مرقد الحسین (ع) فکان أول من زاره من الناس.
وفی هذا الیوم أیضاً وافق رجوع عیال الإمام الحسین (ع) من الشام إلى کربلاء المقدسة مرة أخرى بقیادة الإمام زین العابدین (ع) فالتقى بجابر الأنصاری.
من هنا بدأت زیارة الأربعین الإمام الحسین (ع) کما أنه الیوم الذی رجعت فیه رؤوس أهل البیت علیهم السلام إلى أبدانهم فی کربلاء المقدسة.
وتروی بعض کتب التاریخ أن أول زائر لقبر الحسین (ع) هو عبد الله بن الحر الجعفی لقرب موضعه منه، قصد الطف ووقف على الأجداث ونظر إلى مصارع القوم فاستعبر باکیاً، ورثى الحسین (ع) بقصیدة معروفة،
یقول:
أمیر غادر وابن غادر
ألا کنت قاتلت الشهید ابن فاطمة
فیاندمی ألا أکون نصرته
ألا کل نفس لا تسدد نادمه
أهم مراراً أن أسیر بجحفل
إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه
مسیرة الأربعین الملیونیة
مِنَ المظاهر العظیمة التی یعیشها المرء ویلمسها ویراها فی مسیرة الاربعین الملیونیة هو التکافل الملفت للنظر فی جموع الملایین، والذی یتجلّى فی التعاون والتکامل والانسجام والتعایش والتضامن والعلاقة الوطیدة والذوبان فی بوتقة الهدف.
انّه احد اعظم دروس عاشوراء التی سطّرها سید الشهداء الامام الحسین السبط علیه السلام وأهل بیته واصحابه المیامین، فَرَدَمَ به التمییز والطبقیة وقضى على العلوّ والاستکبار الذی تُنتِجه العنصریة والطائفیة والعصبیّة
العراقیون شعب مضیاف
بنور کربلاء المقدسة یستضیء الکون بأکمله، وتستقبل هذه البقعة المبارکة فی 10 أیام اکثر من 20 ملیون شخص هم زوار الاربعینیة، وبهذه الاستضافة یستمر العراقیون خلال أیام الزیارة الأربعینیة بتقدیم جمیع الخدمات لزوار الأربعینیة الذین یمضون سیراً على الأقدام نحو کربلاء المقدسة من کل حدب وصوب ولا یوجد أی نقص فی المواد الغذائیة والمیاه ومکان الإستراحة والمبیت، ولا یوجد أی قلق بشأن المواد الغذائیة والمیاه والإمکانیات الأخرى مثل الاسکان والایواء لان کرم ضیافة العراقیین هو اکبر من هذا کله وهم یقومون بخدمة واستضافة الزوار کما یجب وبکامل طاقاتهم، وهناک مواکب کثیرة على طول طریق الزوار من النجف الأشرف حتى کربلاء المقدسة الذی یبلغ حوالی 80 کیلومتراً، وترى
إن الله سبحانه وتعالى اختار هذا المکان لیکون رمزاً شاخصاً یؤمّه الملایین من البشر على مختلف دیاناتهم ومن شتى بقاع الأرض، ونشاهد خلال مسیرتنا أن الناس یقدمون الضیافة إلى الزائرین کل بحسب إمکانیته المادیة فهذا یقدم الماء وذاک یقدم العصیر وذاک یقدم الحلویات وذاک یقدم مختلف صنوف الطعام المقدمة فی أرقى المطاعم، فضلاً عن أماکن إیواء الزائرین التی توفر مختلف وسائل الراحة، وذروة الکرم والاستضافة هی فی کربلاء المقدسة حیث یجتمع کل الزوار هناک فی یوم الاربعین وهناک انتشار واسع للمواکب والخیم لتقدیم الخدمات للزوار واستضافتهم وإیوائهم.
ان کربلاء المقدسة هی البقعة المبارکة التی یحیی ذکر سید الشهداء الامام الحسین (ع) فیها، أرواح ونفوس وقلوب البشر، ولن یمضی زمن طویل حتى تصبح کربلاء المقدسة أرض میعاد البشریة برمتها، حیث یکون العراق أکبر وأفضل مستقبل للضیوف فی العالم.
المعنى الــذی لا صــوت لــه (2-2)
فی 27 من شهر آذار (مارس) الماضی، وصل شخصان إلى "شارع هربرت صموئیل"، فی مدینة الخضیرة الواقعة شمال تل أبیب، وشرعا فی إطلاق النار على قوّة من الشرطة؛ ممّا أسفر عن مقتل اثنین من عناصر الشرطة الصهیونیة الموجودین فی المکان، واستشهاد منفّذَی العملیّة - أیمن إغباریة وإبراهیم إغباریة - واتّضح فی ما بعد أنّهما من مدینة أمّ الفحم فی الداخل المحتلّ.
تناقلت وسائل الأخبار آنذاک صوراً ومقاطع فیدیو لمکان العملیّة، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعیّ صور یتّضح فیها حجم الهلع والتوتّر والضیاع الّذی عاشته شرطة الاحتلال وسکّان تلک المنطقة.
فی علم ’السیمیائیّة‘ تکون العلامة فی سیمیاء الصورة ثنائیّة المبنى؛ فالدال یمکن أن یکون مادّیّاً محسوساً، أو صورة متخیّلة فی الذهن تستدعی إلى ذهن الناظر مفهوماً ما أو دلالة ما متعارفاً علیها، ومعلومة لدیه هی المدلول، فلا دلالة فعلیّاً دون إحالة إلى شیء خارج العلامة نفسها.
فی الصورة السابقة، نلاحظ کیف یمکن الصورة أن تتحوّل إلى نصوص قابلة للفهم، وأنساق دلالیّة قابلة للتفسیر. والوحدة سیمیائیّة تقوم على تسلسل الدوال، ووحداتها الّتی تتتابع وتتقاطع لتنتج المعنى؛ إذ نشاهد مجموعة من رجال الشرطة والناس یلتفّون حول مکان الحدث، وتبدو حالات الصدمة على وجوه الجمیع ونظراتهم المختلفة، حیث تتّجه إحداها إلى خارج إطار الصورة، وکأنّها تبحث فی العدم، وإحداها تبحلق فی الأرض، وأخرى تخاطب بعضها وکأنّها تبحث عن إجابة: "هل حدث هذا بالفعل؟ هل هذا کابوس؟"، نحن نجمع وحدات الصورة لنخرج بالمعنى.
فی النصّ المرئیّ
یمکن القول إنّ المقاربة السیمیائیّة هی المعالجة الأکثر عمقاً لتحلیل الأنظمة اللونیّة؛ إذ تعتمد على استجلاء الوظیفة السیمیائیّة للألوان الّتی تتمیّز بتشاکلها أو تباینها، وفق مدلولاتها المتضمّنة فیها؛ فهی علامات قادرة على التعبیر أوّلاً؛ لأنّها مقترنة – فی الأصل – بفکر المجتمع، ثمّ الإبلاغ ثانیاً، وثقافته.
المتمعّن بالصور یلاحظ حالة الاضطراب وسیطرة اللون الأحمر على بعض الصور؛ فقد صنع هذا اللون الصورة وشکّل إطارها. قیمة الألوان تتجسّد فی مدى اندراجها فی المنظومة والذاکرة، الّتی تنبثق منها وتنتمی إلیها، إضافة إلى قدرتها على التمثیل الأیدیولوجیّ والتوظیف الرمزیّ؛ فاللون الأحمر یعکس لون الدماء، وحجم الخوف والذعر الّذی استطعنا استنتاجه بناء على العلامات المنبثقة من المنظومة المجتمعیّة والثقافیّة، مثل الماهیّة اللونیّة، بحیث یرتبط جزء من الرسالة الأیقونیّة بصلة بنیویّة أو علاقة تبادلیّة من النظام اللغویّ.
هی العیون
تُعَدّ إیماءات العین من الإیماءات الّتی یعتمد علیها الإنسان فی تواصله مع الآخر، بل قد تکشف العین ما لا یکشفه أیّ عضو آخر من أعضاء الجسد، وما لا یستطیع المرء إخفاءه من أحاسیس ومشاعر إیجابیّة کانت أو سلبیّة؛ فالعین تنتج الإیماءات المختلفة والمتنوّعة؛ إذ تمنح الرضا أو السخط؛ الحبّ أو الکره، وهی حاضرة فی کلّ مواقف العاطفة، والعین حاضرة فی کلّ مواقف الغضب، هی حاضرة عند الفرح، وحاضرة عند الحزن.
هی العیون حین تنطق حزناً ووجعاً وعتاباً وقهراً نقف هنا نحدّق بهذه الصور، واتّجاه النظرة حین تنظر تارة إلى الخارج، وتارة إلى الداخل، وکأنّها تحدّق بقلب ابنها الشهید أو خطیبها الشهید الّذی رحل مسرعاً، وربّما فقید القریة الّذی بکته جمیع النساء، أو ربّما نظرة العجز رغم القوّة.
تخاطب الصورة الکینونة والمخزون الثقافیّ والذاکرة الفردیّة والجمعیّة؛ لتخرج لنا بدلالة ذات معنى، نستطیع تکوینها بناء على تجمیع وحدات الصورة، وحینذاک یستطیع المتلقّی أن یجلب المعنى من ما لا صوت له، وهو الصورة.
|
|
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
|