|
باحثة اسلامیة واجتماعیة للوفاق:
الاسرة عطاء بلا حدود، والمرأة عمودها
تعدّ المشاکل العائلیة أحد أهم القضایا التی تواجه أی شریکین تربطهما العلاقة الزوجیة، وعن الأسباب المؤدیة الى حدوث المشاکل العائلیة والظروف التی تؤثر على أی من الزوجین والتی تُسبب بشکل مباشر أو غیر مباشر خلل فی هذه العلاقة، وفی هذا الصدد اجرت صحیفة الوفاق حوارا مع الباحثة الاسلامیة والاجتماعیة سناء الانصاری وفیما یلی نص الحوار:
ماهی اسباب الفتور فی العلاقه بین الازواج؟
قبل ان اجیب عن السؤال المطروح الذی هو الفتور فی العلاقة بین الازواج احب ان اتحدث عن اساس الزواج او العلاقة الزوجیة بشیء مختصر جداً من اجل ان ندخل الى اسباب هذا الفتور؛ اولا الزواج هو رباط انسانی مقدس وعلاقة انسانیة سامیة لانها الاساس فی تکوین الأسرة وهذه الأسرة هی الأساس فی تکوین المجتمع أی مجتمع من المجتمعات ثم أن عقد الزواج هو المیثاق الغلیظ وهو عهد فعلی للمسلم یجب ان یوفی کلٌ بعهده وهو عقد یجب على الاثنین الوفاء به الآیة التی تتحدث تبین لنا ان الزواج میثاق غلیظ یجب الوفاء به (وَکَیْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُکُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْکُمْ مِیثَاقًا غَلِیظًا) سورة النساء آیة 21، یعنی مسألة الحیاة الزوجیة سواء کان فی دیننا أو فی اعرافنا الأجتماعیة توصی بالمواثیق الزوجیة کثیراً حتى نرى ان القرآن الکریم یوصی دائماً الرجال، بالعِشرة بالمعروف وخاطب الرجال عدة مرات، حوالی 10 مرات ان یعاشر الرجال النساء بالمعروف "وعاشروهن بالمعروف" یعنی المقصود النساء، هناک حرص شدید على الحفاظ على هذه الرابطة وعلى هذه العلاقة، ان تدهور العلاقة الزوجیة فی الوقت الحالی جاء نتیجة للتطورات الحاصلة ونتیجة لوجود مواقع الانترنت "مواقع التواصل الاجتماعی" العالم اصبح قریة واحدة نتیجة للعولمة اکید سوف تنتج من هذه الوسائل لیست هی کلها سلیمة مائة بالمائة ولیس هی بنفع الانسان وانما فیها اضرار کثیرة ومن اضراراها نرى ازدیاد نسبة الطلاق فی اغلب المجتمعات وکان الطلاق فی الشرق الاوسط لم یکن بهذه السهولة وبهذا الاطلاق ولکن الان بسبب امور کثیرة وعلى رأسها هی قضیة هذه التطورات الجدیدة الحاصلة فی العلاقة.
الزواج لکی یکون ناجحاً یجب ان یستند الى رکائز واذا فقدت هذه الرکائز سوف یکون العکس سوف یکون الزواج فاشل اول مسألة ان یکون الأحترام متبادل بین الزوجین ویجب ان یبقى على طول الخط ولا نصل الى مرحلة فقدانه هذا انذار وحالة خطرة جدا عندما یفقد الأحترام بین الطرفین، النقطة الثانیة انه الصبر والتحمل من الطرفین یجب ان یکون هناک نوع من التحمل واحدهم یحمل الآخر لا سرعة الانفعال، کلمة خرجت من طرف او تصرف لم یعجبه یجب فی هذه الحالة ان نتحلى بالصبر وعدم الانجرار للعصبیة، النقطة الاخرى الاستعداد للعطاء، سابقا کانت الأسرة عطاءها بلا حدود ولکن الان تقلص هذا العطاء، حتى المرأة ما عادت تعطی لأسرتها العطاء الذی یجب ان یکون، وبما ان المرأة هی الأم وهی الأساس وکأنهما عمود الخیمة فالمرأة هی عمود الأسرة هذا العمود هو الذی یجب ان یکون محکماً صبوراً مستعد للعطاء یتحلى بکل الصفاة الجیدة حتى تبقى هذه الأسرة وهذه العلاقة مستمرة لکن اذا کانت المرأة هی الرکن الضعیف ممکن ان ینهار هذا الکیان بسرعة او الرکن الذی لا یمکن الأعتماد علیه اکید سوف تتدهور العلاقة واکید سوف تکون النتیجة التخریب لهذه العلاقة أو هذا الکیان
المقدس.
اما الأمور الاخرى التی من الممکن ان یکون لها التأثیر الواضح فی هذا الفتور مجتمعاتنا، بسبب هذا الأنفتاح اصبح عدم العفة وعدم مراعاة الحجاب من الامور الشائعة بینما هی مهمة جداً خصوصا للمرأة او لسلامة المجتمع.
کیف تُحل الاختلافات الزوجیة وهل للمرأة دور فی الحل؟
الاختلافات الزوجیة تشبّه بنکهة توابل الحیاة بمعنى ان هذه المشاکل هی التی تعطی نکهة للحیاة، الطعام بدون توابل لا یساوی شیء کذلک الحیاة یعنی المشاکل هو أمر مقترن بهذه الحیاة ما ممکن ان الأنسان یعیش على هذه الحیاة بدون اختلاف مهما یکون هناک انسجام ولا نتصور ان الأختلاف هو شیء غریب وانما لا یمکن ان تسیر الحیاة بدون مشکلة او اختلاف، فان الحیاة لا تسیر على وتیرة واحدة،کذلک الأنسان مقابل المشاکل والعراقیل ممکن انه یمشی یسیر ویحل هذه المشاکل، طریق الحیاة مملوء بهذه العراقیل مثل ما یوصف احد الشعراء : (طبعت على کدر وانت تریدها صفواً من الاقدار والأکدار) فالحیاة هی على کدر لکن المسألة لیست فی الأختلاف، فان الاختلاف سنة طبیعیة والجمیع یختلف حتى الاخ والأخوات ممکن ان یختلفون فیما بینهم فی أمر معین یعنی الأختلاف بین الزوجین حالة جداً طبیعیة لکن این تظهر المشکلة نحن لا نملک فن ادارة الأختلاف أو کیف نتعامل مع هذا الاختلاف حتى نحله ونضع الحیاة تسیر وفق روالها الطبیعی ولا تتغیر الناس مقابل الصعوبات، المشاکل التی تلاقیها على نوعین، نوع یشبهونه مثل النعامة فان لهذا الطائر حجم کبیر ولکن رأسه صغیر جداً وعندما ترى صیاد یرید ان یصطادها تضع رأسها فی الرمال وبهذه الحالة تتصور انها فرت من الصیاد ولکن هذا خلاف هذا الشیء فبعض الناس هکذا لا یعرف کیف یواجه المشکلة فیهرب من هذه المشاکل، اما النوع الثانی الذی هو الافضل یواجه المشکلة لکن هذه المواجهة اذا لم تکن مقترنة بالتعقل والحکمة تکون وباءاً وبلاءاً ، یجب على الأنسان ان لا یقترن على هذه المواجهة بالمشکلة علیه ان یقترن بالتعقل والحکمة واذا الأنسان رأى نفسه لا یستطیع ان یحلها فیجب ان یستعین بشخص اکثر خبرة منه وحتى ان القرآن الکریم یرشدنا الى هذا الشیء فاذا کان نیته للاصلاح یجب ان یستعین بشخص بان یحاول ان یحل المشکلة بینهم، وفی اکثر الاوقات یحتاج الانسان ان یبادر بالتنازل عن بعض المسائل یمکن ان یکون صعب علیه بالتنازل فلا یعتذر ولکن هذه من امور الحیاة، والحیاة تتطلب هذه الأمور ویجب ان یتجاوز بعض الأمور من اجل ان تستمر هذه الحیاة.
هل الانفصال یعتبر حلاً للمشاکل؟
المرأة هی عنصر فعّال وأساسی فی التوصل الى حل الخلافات والمشاکل او تشدید المشکلة أو تعقیدها أو ایصالها الى الطرق المسدودة، فالمرأة لها دور رئیسی وأساسی لکن هذا لا ینفی دور الرجل، بان الرجل لیس له أهمیة، فان الطرفین لهم أهمیة فی المسألة لکن المرأة دورها أکبر، اولاً لانها تعتبر المرکز العاطفی للأطفال وللزوج ولها قدرات وقابلیات اعطاها رب العالمین لم یمتلکها الرجل، فیجب على المرأة الصبر على المشاکل قال عز وجل "ان مع العسر یسرا" یعنی ان کل مشکلة لها حل ویجب ان یجعل له باب مخرج من هذه المشاکل التی تواجههم فی الحیاة.
فان الانفصال لیس حلا للمشاکل لانه یخلق الف مشکلة وخاصة ان کان عندهم اطفال لأن الاطفال هنا یکونون هم أول من یتعرض للمشاکل الاجتماعیة قد یواجه الأطفال صعوبةً فی السیطرة على مشاعرهم وتقبّل قرار الانفصال، فیتأثرون به نفسیّاً وعاطفیّاً، ویظهر ضعف الاتصال لدى الطفل من خلال عجزه عن التفاعل مع والدیه، ومع الأفراد الآخرین المُحیطین به بسبب المشاعر السلبیّة التی تظل عالقةً به، والتی یکتسب بعضها من النزاعات والبیئة غیر الصحیّة التی کان یعیش بها سابقاً، أو الناجمة عن تغّیرات ما بعد الطلاق؛ کارتباطه وتفاعله مع أحد والدیه فقط وهو الحاضن له، وابتعاده عن الآخر، وعدم الالتقاء به أو محادثته فتراتٍ طویلة مما یجعله یشعر بالاستیاء والکره والغضب منه، وبالمقابل یتعلق بالحاضن، ویخشى فقدانه وخسارته أو هجره له لاحقاً.
کلمتک الأخیرة
نتمنى انشاءالله لجمیع اسرنا ان تعیش فی حالة سکینة ومحبة لان اصل الزواج تکوین الاسرة مترابطة، قال رب العالمین "جعل بینکم مودة ورحمة"، "خلق لکم من انفسکم ازواجا لتسکنوا الیها" فهذا السکن والمودة والرحمة هی کلها من عند الله جعلها فی الحیاة او بین الزوجین، السکینة هی الاطمئنان والهدوء النفسی طبعا هذا السکن والاطمئنان یحصل من الجنسین لیس للرجل او للمرأة فقط وانما للطرفین فاذا فکرنا دائما نضع هذه بین اعیینا، المودة والرحمة انشاءالله سوف تکون اسرنا حتى لو لاقت صعوبات مشاکل الحیاة وابتلاءات الحیاة کثیرة ممکن ان نتجاوزها بالتعقل والحکمة ونتمنى التوفیق للجمیع.
لترمیم ما ینقصهُ من فقدان
توجیهات تربویة لمعاملة الطفل الیتیم
ان الطفل الیتیم الفاقد لاحد ابویه او کلاهما مثل ای طفل اخر یحتاج فی المرحلة الاولى من طفولتهِ الى المحبة والامان والاعتزاز لتنمیة قدراتهِ النفسیة، کما وان المصدر الاساس فی توفیرها عند الطفل فی هذه المرحلة هما الوالدان، والیتیم یتعرض للحرمان بفقدان احد ابویه، ولأجل بناء شخصیتهُ بشکل جید فیجب اتباع الضوابط التالیة: عدم اغراق الطفل بمزید من المحبة والاهتمام فی محاولة لترمیم ما ینقصهُ من فقدان، ان هذه المشاعر المفرطة تزید فی شعور الیتیم بالفقدان اکثر.
ان الطفل یجب محاسبتهُ على اخطائهُ کما یُحاسب الاطفال الاخرین من دون تمییز، محاسبة الیتیم کالآخرین من الاولاد تساعده کثیراً على التکیف مع الاطفال المحیطین، جاء فی الوصایا التربویة عن المعصومین علیهم السلام: ادب الیتیم بما تؤدب منه ولدک.
حفظ مکانة الفقید (الام او الاب) من خلال المدیح وتجنب الذم، فالأم التی فقدت زوجها بالموت او الطلاق یجب علیها عدم الاشارة مطلقاً الى ان زوجها هو السبب فی المتاعب والمصائب التی تمر بها او انه ذو اخلاق سیئة او غیر ذلک، فأن مثل هذه الکلمات لها تأثیر سلبی على نفسیة الطفل الذی لا یتم استقراره العاطفی وتوازنه النفسی الا من خلال الترابط المتین بین والدیه اولاً ولها تأثیر على علاقة الطفل مع شریک المستقبل ثانیاً . ینبغی للام ان تشجع طفلها ان کان صبیاً على مرافقة الذکور والتعامل معهم کل یوم ومنذ ان یبلغ السنتین حتى یتعلم المیول الخاصة بالذکور کما وان ترک الصبی الفاقد لأبیة مع النساء سوف تًطبع میولهِ بمیول انثویة غریبة علیه مما یزید فی عدم تکیفهِ واستقرارهِ النفسی.
اخبار قصیرة
اقامة ورشة «خوزستان عاصمة المواکب»
الوفاق/ أقیمت ورشة لإنتاج أعمال الخط والطباعة تحت عنوان «خوزستان عاصمة المواکب» من قبل منظمة خوزستان للدعایة الإسلامیة والعاملین فی مجال الفن.
وفی اشارة الى عقد ورشة انتاج اعمال الخط والطباعة فی خوزستان قال إسماعیل قائدی، مدیر وحدة الفنون الشعبیة فی المحافظة: «خوزستان عاصمة المواکب» أقیم فی أهواز بجهود مجال الفن ومنظمة الدعایة الإسلامیة للمحافظة.
وأشار إلى حضور أکثر من 20 فناناً للخط فی هذا الحدث، وأضاف: کان للفنانین فی هذه الورشة حریة اختیار الخط وشهدنا إنشاء أعمال فی النستعلیق، والنستعلیق المکسور، والثلث، والدیوانی، إلخ. وذکر قائدی أن الأستاذ رضا زدوار والعدید من أعضاء جمعیة الخطاطین رافقونا فی ورشة العمل هذه وفی إنشاء أعمالنا، مضیفاً: کان هناک أیضاً فنانون غرافیکیون من جمعیة مصممی Khaknegar Khuzestan وکان من المتوقع أیضاً أن ینتجوا أعمالاً ورسوما حول موضوع الاربعین.
وأشار مدیر وحدة الفنون الشعبیة بمنطقة خوزستان الفنیة، إلى أنه فی ورشة الخط «خوزستان عاصمة المواکب»، تم ابتکار الأعمال بطریقتین تقلیدیة وحدیثة، وقال: إن هذه الورشة أقیمت بمناسبة الأربعین الحسینی، ومن المفترض أن یتم اختیار الأعمال المختارة بعد التحکیم، وبالتنسیق مع منظمة الدعایة الإسلامیة والحداد "عاصمة المواکب" ، سیتم عرضها فی معرض بعد الأربعین.
للباحثة الخوزستانیة مرضیة محمد زاده
کتاب «سیدة الشمس» یصدر بثلاث لغات
الوفاق/ نُشر ملخص کتاب عن حیاة السیدة زینب(س) «بانوی آفتاب» «سیدة الشمس» لمرضیة محمد زاده باللغات الفارسیة والعربیة والإنجلیزیة عشیة الأربعین الحسینی.
هذا الملخص یلقی نظرة سریعة على حیاة السیدة زینب(ع)، باللغة العربیة بعنوان «زینب الکبرى فی نظرة» وباللغة الإنجلیزیة باسم «Life of Hz. Zaynab at a Galance» و«سیدة الشمس» (بحث فی زمن وحیاة السیدة زینب (علیها السلام))" على فصلین.
یتضمن الفصل الأول الأحداث منذ ولادة السیدة زینب(ع) حتى استشهاد الإمام الحسین(ع) والفصل الثانی مخصص لأحداث فترة السبی حتى وفاتها علیها السلام.
تجدر الإشارة إلى أن من بین أعمال الباحثة من خوزستان مرضیة محمد زاده هی: «أم سلمى ودورها فی تاریخ الإسلام» و«موسوعة شعر عاشوراء لثورة الحسین(ع) فی شعر الشعراء العرب والأجانب».
|
|
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
تعليقات القراء:
|