الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • حوار
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وتسعمائة واثنان وخمسون - ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وتسعمائة واثنان وخمسون - ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥ - الصفحة ٤

تعزيز علاقات إيران مع العديد من دول الجوار

الرئيس بزشكيان: ممرات الربط أولويتنا وقد رصدنا الموارد اللازمة لمساري «شمال - جنوب» و«شرق – غرب»

في مساءٍ شتويٍّ بارد، إستقبل السيد رئيس الجمهورية الدكتور بزشكيان في مقر رئاسة الجمهورية موقع KHAMENEI. IR الإعلامي. وقد شكّلت برامج الحكومة لمعالجة الثغرات، وشرح الإجراءات المهمة والإستراتيجية التي إتخذتها الحكومة خلال العام الماضي، والثناءُ على الشعب وصبره ونُبله في ظل الضغوط الإقتصادية الأخيرة، والتأكيدُ على القدرات الوطنيّة وعزم الحكومة على معالجة مشكلات البلاد، وشرح تفاصيل لقاءات رئيس الجمهورية مع قائد الثورة الإسلامية ومتابعاته للقضايا المعيشية والاقتصادية، أهمَّ محاور اللقاء مع رئيس جمهورية إيران الإسلامية، الدكتور مسعود بزشكيان.

سعادة الدكتور بزشكيان، لقد أشاد قائد الثورة الإسلاميّة في أحد خطاباته الأخيرة على نحو خاص بخدمات الحكومة، وأكد بضرورة دعمها؛ وبعد ذلك صرح في خطاب آخر بأنّ البلاد في طور التقدّم رغم المشكلات والنواقص الموجودة.  بالنظر إلى هذين الخطابين وهاتين النقطتين اللتين أشار إليهما قائد الثورة الإسلاميّة، نرجو منكم تقديم تقرير موجز عن أهم الإجراءات التنفيذية للحكومة في العام المنصرم، وشرح مسار تقدم البلاد وتوضيحه؛ فأنتم بصفتكم رئيساً للجمهورية والمسؤول التنفيذي الأول في البلاد، مطلعون أكثر من الجميع على مسار هذا التقدم. 
بسم الله الرحمن الرحيم.  قبل كل شيء، يجب أن نثمن دور قائد الثورة الإسلامية الذي قدّم دعماً كاملاً للحكومة حتى الآن، سواء في الإجتماعات العلنية أو في اللقاءات الخاصة؛ ولولا دعمه وتوصياته، لواجهنا بالتأكيد كثيراً من المشكلات، ولذا إن هذا الأمر يستحق التقدير. 
إن ما نسعى إليه الآن ونعمل على إصلاحه هو موضوع الإختلالات.  إذا أردنا الحديث في هذا الشأن، فعلينا القول إن المسار القائم في البلاد يواجه اختلالات كبيرة في كثير من المجالات. قضية الطاقة - التي برزت منذ البداية - وقضية المياه، والقضايا المالية، والإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية، والثقافية؛ كلها قضايا نواجه فيها هذه المشكلة على نطاق واسع. 
عندما تسلمنا رئاسة الحكومة، كان لدينا عجز في الطاقة قدره 20  ألف ميغاواط؛ هذا العجز في الطاقة نشأ على مر السنين، وبطبيعة الحال، كان الإستهلاك يتزايد من جهة، ومن جهة أخرى لم تكن لدينا تنمية في مجال تقديم خدمات الطاقة، كما كان هذا العام عاماً شحيح الأمطار، إذ انخفض متوسط هطول الأمطار بنسبة تقارب 40%  مقارنة بالسنوات السابقة، ولم تكن هناك مياه خلف السدود، وكان لدينا ما يقرب من 14  ألف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، ولكن بسبب نقص المياه خلف السدود، لم نتمكن من الاستفادة منها بالكامل؛ أي إن عجز الطاقة لدينا وصل إلى حوالي 30  ألف ميغاواط. حسناً، بطبيعة الحال كانت هناك حربا، وكان لا بد من حل المشكلات في خضمّ الحرب. 
إنّ الجهد الذي بُذل فيما يخص هذه الإختلالات تمثل في البدء بتقليل التكاليف والإستهلاك أو التحكم فيها من جهة، ومن جهة أخرى كان أسرع طريق يمكننا الوصول إليه لتوفير الطاقة اللازمة هو الاعتماد على الألواح الشمسية، التي تُعد وسيلة قيمة جداً من الناحية البيئية؛ إذ تمنع إنبعاث ما يقرب من مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي مقابل كل ألف ميغاواط. لقد إستطعنا حتى هذا العام إدخال أكثر من ثلاثة آلاف ميغاواط من الألواح في دورة إنتاج الطاقة، في حين لم يكن هناك سوى ألف ميغاواط فقط قيد التشغيل طوال السنوات الماضية. هذا المسار مستمر، وغداً أيضاً سيُدخل ما يقرب من ثمانمائة ميغاواط من الألواح الشمسية في الدورة، والأمر يتقدم بسرعة، إذ يُشغّل حوالي ثلاثمئة ميغاواط من الألواح الشمسية كل أسبوع، كما إن العقود المبرمة تصل إلى ما يقرب من ثمانين ألف ميغاواط؛ أي إذا تمكنا من المضي قدماً في مثل هذا المسار، فسنقلل من استخدام الوقود الأحفوري على نحو كبير. من ناحية أخرى، كنا قد أنشأنا محطات تعمل بنظام الدورة المركبة لكنها كانت تستخدم الغاز فقط؛ كما لدينا ما يقرب من سبعة آلاف ميغاواط من طاقة الدورة المركبة، واستطعنا إدخال ثلاثة آلاف ميغاواط منها إلى الشبكة، وأيضا لا يزال هناك أربعة آلاف ميغاواط يُعمل عليها. 
كان مسار إستهلاك الكهرباء يزداد على نحو خمسة إلى ستة بالمئة كل عام، ونسبة خمسة إلى ستة بالمئة تعني احتياجاً إضافياً يبلغ ثلاثة إلى أربعة آلاف ميغاواط. وبفضل التوصيات التي قُدمت والبرامج التي نُفذت، حققنا تراجعاً في النمو بنسبة خمسة بالمئة؛ فلم يقتصر الأمر على تفادي الزيادة بنسبة خمسة بالمئة، بل إستطعنا تحقيق خفض بنسبة خمسة بالمئة أيضاً؛ أي إننا تمكنا من السيطرة على ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة آلاف ميغاواط في هذا الجانب أيضاً. من جهة أخرى، استطعنا خفض الاستهلاك على نحو ألفي ميغاواط عبر الرقابة على أجهزة التعدين الموجودة وجمعها. بناءً على ذلك، أدت هذه الإجراءات إلى حل مشكلات الطاقة إلى حد ما. بالطبع، إن هذه الأعمال مستمرة الآن أيضاً، وسنحاول إن شاء الله ألا نواجه في الصيف المقبل انقطاعاً للكهرباء على النحو الذي كان قائماً، إلا إذا حدث حادث ما لا قدر الله، أو تعطل أحد الخطوط، أو توقف مصنع عن العمل؛ ولكن إنشاء الألواح الشمسية يتقدم بسرعة تجعلنا نأمل، ألا تنشأ مشكلة في تعويض الطاقة، إن شاء الله. 
موضوعنا التالي كان يتعلق بالسيطرة على تلك الغازات التي كانت تُحرق. إن العائد الناتج من السيطرة على هذه الغازات التي تُحرق يبلغ نحو خمسة إلى ستة مليارات دولار، وإذا تمكنا من السيطرة عليها، فسيتحقق توفيرٌ كبير. لقد استطعنا حتى الآن السيطرة على ما يقرب من 15 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، في حين أنه في المدد الماضية كلّها، لم يُتمكن من إدارة سوى 9  ملايين متر مكعب إجمالاً. حالياً، أُبرمت عقود مع مقاولين مختلفين بهذا الخصوص في بقية الحقول التي يُحرق فيها الغاز، ويُعمل على المتابعة لإبرام عقود مع الحقول التي لم يجرِ إبرامُ العقود فيها بعد؛ لقد عقدنا اجتماعات ونتابع هذه القضايا لنتمكن من إنجاز مهماتنا. 
في ما يتعلق بالممرات التي هي ذات أهمية بالغة، نتابع أعمال ممر آستارا - رشت، زاهدان - تشابهار، والشلامجة - البصرة وعلى الأرجح سننهي هذا العام ممر زاهدان - تشابهار. لقد خُصص حتى الآن ما يزيد ربما على عشرة إلى اثني عشر ألف مليار تومان لهذا الأمر، ومن المحتمل أن علينا دفع مبلغ مماثل أيضاً. اليوم أيضاً عقدنا اجتماعاً مع الحكومة عن هذا الموضوع ذاته، وإذا لم تطرأ أي مشكلة، فسننهي العمل المتعلق بهذه الممرات هذا العام بحول الله وقوته. بخصوص ممر الشلامجة - البصرة، فقد أُنجزت الأعمال الرئيسية وارتفعت أعمدته. كان أصعب جزء في هذا الممر هو المكان الذي يجب أن يعبر فيه المسار من ذلك النهر الواقع بيننا وبين البصرة؛ وبالنسبة إلى الأعمدة التي ثُبتت هناك تحت الماء، فقد أُنفِق ما يقرب من ستين مليون دولار، بالإضافة إلى عمليات تطهير الألغام التي كان ينبغي إنجازها وقد أنجزناها. بالطبع، على الجانب العراقي أيضاً إنجاز بعض الأعمال وهم يتابعونها كذلك. ممر آستارا - رشت كان أيضاً مشروعاً متوقفاً ونحن بصدد المضي به قدماً. عندما تسلمنا المسؤولية، كانوا قد تمكنوا من استملاك حوالي 30   كيلومتراً فقط من أصل 160 كيلومتراً من المسار. أما الآن، فقد استملكوا ما يقرب من 115 كيلومتراً؛ أي إن عدد الأراضي التي تُستملك يزداد كل أسبوع، وقد وعدوا بإتمام هذا المشروع بحلول نهاية هذا العام إن شاء الله. نحن نتابع أسبوعياً لنتمكن من استملاك المسار بالكامل، وهناك قرض متاح وسيبدأ هذا المشروع بموجب القرض، وحاليا قد حضر خبراء وهم يباشرون هذا العمل. 
تحسّنت علاقاتنا بالجيران كثيراً. لقد تقدّمت علاقاتنا مع دول الجوار في كثير من المجالات، سواء الثقافية أو العلمية أو الاقتصادية. تحسّن مسار العلاقات كثيراً مع أذربيجان وأوزبكستان وتركمانستان وأفغانستان وباكستان والعراق وتركيا، وكذلك في الخليج الفارسي مع عُمان والإمارات وقطر وما شابه ذلك. رغم هذه المشكلات الموجودة كلها، فإن مسار اتصالاتنا الدولية آخذ في التعزّز، وقد أُقيمت اتصالات جيدة جداً مع الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان. نحن الآن بصدد إصلاح المسارات، فالممرات هي أولوية الحكومة حالياً. لقد رصدنا الموارد اللازمة لمسار الشمال - الجنوب والشرق - الغرب، وسنتحرك في العام المقبل بسرعة أكبر بكثير؛ سواء من حيث إنشاء الطرق والقطارات والسكك الحديدية، أو من حيث العربات والمحركات والمعدات التي يجب أن تتوافر. نحن نتابع هذه الأعمال كلها لنحل المشكلات.  في مجال القضايا الاجتماعية، أُنجزت أعمال كبيرة فيما يتعلق بمحوريّة المساجد، ومحوريّة الأحياء، ومشاركة الناس. بطبيعة الحال، وبما أنها قضايا اجتماعية، ربما لا يمكن التعبير عنها بلغة الأرقام؛ كما إن هذه القضايا تستغرق وقتاً، وتغيير السلوك ليس بالأمر الهين بالتأكيد. في هذا الصدد، وجّه قائد الثورة الإسلاميّة أخانا العزيز الحاج الشيخ علي أكبري بالتنسيق، وقد أدخلوا نحو عشرة آلاف مسجد في صلب العمل.
لقد أشركنا مراكزنا الصحية في هذا الإطار، وأشركنا المدارس، كما أُنجز عمل كبير فيما يخص التربية والتعليم؛ إذ شاركنا الشعب بإزالة المدارس المتنقلة جميعها، وإزالة المدارس الحجرية، وبُنيت مدارس في الأماكن التي كانت تفتقر إليها. ذلك كله أُنجز بفضل مساعدة النّاس والعلاقات بين القطاعات والمتبرعين الذين كانوا موجودين. لقد بُني أكثر من عشرة ملايين متر مربع من الأراضي، والبناء مستمر حالياً بسرعة. إضافة إلى بناء المدارس، كان هناك موضوع التجهيزات داخل المدارس وما يحتاجه أبناؤنا ليتلقوا تعليماً كافياً في تلك البيئة. الأهم من ذلك هو أسلوب التعليم وطريقة التدريس في صفوفنا. لقد تغير الآن ترتيب الصّفوف الدراسية، وتغيّرت كيفيّة التدريس، وسيُصلح أسلوب أنواع التعليم هذه يوماً بعد يوم، وهو في طور الإصلاح فعلياً. بالطبع، ينصبُّ جل تركيزنا على المدارس الحكومية ومدارس المناطق المحرومة، ونحن نتابع تحقيق العدالة التعليمية التي نتحدث عنها.  إحدى القضايا المهمة أيضا، هي مسألة الإدارة وتفويض الصلاحيات. في الاجتماع الذي عقده قائد الثورة الإسلاميّة مع المحافظين، كانت توصيته هي أن يتمتع المدراء بالصلاحيات، وهذه هي رؤية قائد الثورة الإسلاميّة منذ زمن بعيد. لقد تجلت هذه الصلاحيات بوضوح خاصة في حرب الاثني عشر يوماً، إذ كانت المحافظات تؤدي مهماتها دون أن نواجه أي مشكلة؛ وكان ذلك بفضل الصلاحيات التي فُوّضت. بالطبع، سجل مجلس الشورى الإسلامي الموقّر بعض الإشكالات القانونية التي نحن بصدد حلها أيضاً. إن إيماننا وقناعتنا يكمنان في ضرورة تفويض الصلاحيات للمحافظات لتمكينها من إنجاز أعمالها، إذ لا يحتاج المحافظ أو القائم مقام أو رئيس الجامعة أو المدير العام للمجيء إلى طهران لطلب الإذن عند كل إجراء. في هذا الصدد أيضاً، اتُخذت إجراءات مفيدة جداً وحققنا نتائج طيبة جداً، وهي مفصلة بالطبع، ولو أردت عرضها عليكم لاقتصر حديثي على هذا المسار الذي يتبلور الآن. 
فيما يخص الصحة والعلاج، بدأنا مشروع «طبيب الأسرة»، ونحن حالياً بصدد الوصول إلى لغة ورؤية مشتركة؛ ذلك أن ما يجب فعله واضح نظرياً، ولكنه في كثير من الأحيان لا يُطبق عملياً كما يُقال. في الاجتماعات التي عقدناها، اختير ما يقرب من 63  مدينة ومنطقة لإنجاز هذا العمل، وفي خمس من هذه المدن، اختيرت المقاطعة بالكامل. على أي حال، إن أسلوب العمل واضح؛ وما عليهم سوى أن يتعلموا كيف يؤدون المهمة. المسألة واضحة جداً؛ فخطة طبيب الأسرة تحدد من المسؤول عن أي مجموعة، وما هي الخدمات التي يجب تقديمها لتلك المجموعة، وفي النهاية كيف تُدفع المستحقات لمقدم الخدمة هذا. إذا أنجزنا هذا العمل، فهذا يعني أنه لن يبقى إنسان في كامل البلاد غائباً عن أعين نظام الحكم؛ لأن الموجودين كلهم - سواء أكانوا فقراء أو أغنياء، في مناطق نائية أم قريبة - سيتضح من يجب أن يقدم لهم أي خدمة وبأي جودة، دون وجود علاقة مالية مباشرة. إذا استطعنا إنجاز ذلك، فسنطبق العدالة بمعناها الحقيقي في نظام الصحة والعلاج. بالطبع، إن هذا التغيير في السلوك ليس بالأمر الهين، وهذه المسائل بحد ذاتها محل نقاش.  أما ما يتعلق في القضایا المالية والنقدية أيضاً، فقد أنشأنا منظمة تحسين وإدارة استهلاك البنزين والمازوت، ولديهم الآن برامجهم الخاصة. في الواقع، لقد كسرنا ذلك الـ «تابو» المتمثل في محظورية المساس بسعر البنزين. بدأنا بأنفسنا؛ أي إن السيارات الحكومية الآن لم تعد تمتلك بطاقات وقود، وعليها أن تتزود به بالسعر الحر؛ وكذلك في المناطق الحرة، وللمركبات الجديدة. لم نتدخل حالياً في بقية الأمور، ولكننا نسعى إلى إصلاح قضایا قطارات ضواحي المُدن، وتحسين النقل العام، لكي نتمكن لاحقاً من التدخل أيضاً في أسعار النقل بين المدن. إن أهم قضية نتابعها هنا هي معيشة الناس؛ فهذا هو الهاجس الذي ربما نناقشه كل أسبوع مع الحكومة ومع هؤلاء الأعزاء. يجب أن نأخذ الموارد في الحسبان لكي تتوافر المصادر اللازمة، وبناءً على هذه الموارد نتمكن من تحسين معيشة الناس. 
سيادة الدكتور، أنتم تستيقظون عند الساعة السادسة والنصف صباحاً وتكونون على رأس عملكم عند الساعة السابعة؛ في أيّ ساعة تنامون ليلاً؟
يختلف الأمر؛ فنحن في كثير من الأحيان نستيقظ مثلاً في الساعة الخامسة صباحاً ونعود في الساعة الثانية عشرة ليلاً. 
سألتُ عن هذا الأمر لأن بعض وسائل الإعلام الغربية، وعبر تحريف بعض مواقفكم وتصريحاتكم، تروج لمسار دعائي مفاده أن مؤسسة الحُكم في الجمهورية الإسلامية ورئيس الجمهورية عاجزان عن المحاربة وحل المشكلات. فما هو رد الدكتور مسعود بزشكيان على هذه الادعاءات المغرضة والمعادية؟
بناءً على التحليلات كافة التي كانت لديهم، كانت قناعتهم أن النظام سينهار إذا هاجم الكيان الصهيوني إيران. لماذا لم ينهار؟ لقد كانت حساباتهم كلها قائمة على أنه إذا شنّ هؤلاء هجومهم، فسينزل الناس إلى الشوارع، وستظهر الأزمات، وتتأزم معيشة الناس، وتتعطل مختلف القضايا الخدمية. 
وبالطبع، في أيام الحرب، كانت الخدمات الحكومية مستمرة على نحو منتظم. 
كانت أفضل من الماضي، لأن الصلاحيات كانت بيد المحافظين؛ فعلى سبيل المثال، استطاعوا في تلك الأيام الاثني عشر نقل أكثر من عشرة ملايين طن من البضائع في جماركنا. أولئك السائقون أنفسهم الذين كانوا معترضين، نزلوا إلى الميدان بشهامة ورجولة؛ والشعب الذي كان معترضاً، دافع ببسالة عن النظام وعن وحدة أراضي البلاد؛ أي إنهم في الحقيقة عبّروا عن التناغم الداخلي في مواجهتهم، كما أثبتوا حضورهم ومواكبتهم. هذه قيمة عالية جداً تظهر أن على الحكوميين والسياسيين أن يؤمنوا بهذا الشعب وأن يكونوا رحماء به. مسعانا كله هو أن نخدم هذا الشعب بكل ما أوتينا من قوة، بصدق ودون أي مَنٍّ، وأستطيع القول إننا لا نسعى إلى شيء آخر سوى خدمة هذا الشعب. الشعب بدوره، رغم هذه الضغوط الموجودة كلها، كان داعماً لنا جداً. كانت حسابات هؤلاء كلها أن البلاد ستنجر إلى الفوضى إذا شنّوا هجومهم؛ لكن الناس دافعوا عن عزيزتهم إيران، وعن بلدهم، وعن دينهم، وعن ثقافتهم، وعن القيادة. في عام 2022  حدث حدثٌ ما. أما في عام 2025، فقد نزل الجميع إلى الشوارع وقالوا أرواحنا فداء للقائد. ماذا حدث؟ إن هذه الرؤية لدى الشعب وعودة ذلك الرأسمال الاجتماعي كانتا تبعثان على الأمل الكبير، ومهما قدمنا من خدمة لهذا الشعب فسنبقى مقصرين؛ لذا آمل ألا نكون في موضع خجل أمام شعبنا العزيز. 
ما هو ردكم على هذه الادعاءات المغرضة التي ذكرتُها؟ فعلى سبيل المثال، تنشر وسائل الإعلام الغربية أخيراً تحليلات عن شخصكم تزعم أن السيد بزشكيان يقول «أنا لا أستطيع! «؛ في حين أن هذا يتناقض تماماً مع ما تؤدونه من أعمال. 
بالطبع، لقد قلتُ مراراً «أنا لا أستطيع»، بل «نحن نستطيع». مشكلات البلاد ليست من النوع الذي أستطيع حلها بمفردي - وقد قلت هذا مراراً - ولكننا سنتخطّى بكلّ قوّة هذه المشكلات، والحظر، والضغوط التي يمارسونها. من المستحيل أن نكون معاً ويتمكنوا من الإيقاع بنا. حين أقول بضرورة الوحدة والوفاق، فذلك لأنني أؤمن بهذا وأعتقد به. إذا اتحدنا، سواء داخل البلاد أو مع جيراننا، فلن تتمكن أمريكا من استغلال دول المنطقة على هذا النحو. نحن من نملك القدرة على حل المشكلات. بالطبع، إن المشكلات القائمة لا يمكن حلها بهذه السهولة. لقد أجروا حساباتهم؛ فليس الحال أنّهم أتوا دون أن يُجروا حسابات؛ هم يعملون في الجوانب كافة: اقتصادياً وعسكرياً وسياسيا

التتمة في الصفحة 5

البحث
الأرشيف التاريخي