إزاحة الستار عن الطابع التذكاري بمناسبة الذكرى الـ 1500 لميلاد النبي(ص)
عارف: المكتبة الوطنية جسر لتعزيز الدبلوماسية الثقافية ومواجهة الإيرانوفوبيا
/ تُعد المكتبة الوطنية ومركز الوثائق في إيران مؤسسة ثقافية–علمية ذات أهمية استراتيجية، إذ تجمع بين حفظ التراث المكتوب وتوظيفه في خدمة الدبلوماسية الثقافية والعلمية. وفي الآونة الأخيرة، برزت تصريحات نائب رئیس الجمهوریة الأول الدكتور محمدرضا عارف لتؤكد أن هذه المؤسسة يمكن أن تلعب دوراً محورياً في مواجهة حملات التخويف من إيران، عبر إبراز الوجه الحضاري والفني للبلاد، وتعزيز التعاون الدولي. كما شهدت المكتبة الوطنية حدثاً ثقافياً بارزاً تمثل في إزاحة الستار عن الطابع التذكاري بمناسبة مرور 1500 عام على ميلاد النبي محمد(ص)، في خطوة تعكس التقاء التراث الفني بالدبلوماسية الثقافية.
المكتبة الوطنية كرافعة علمية
خلال اجتماع مجلس أمناء منظمة الوثائق والمكتبة الوطنية في يوم السبت 20 ديسمبر، قدّم عارف تعازيه في وفاة السيدة أشرف بروجردي، مشيداً بدورها كأول امرأة تولت منصب معاون اجتماعي لوزير الداخلية، ثم رئاسة المكتبة الوطنية. وأكد أن هذه المؤسسة ليست مجرد مكان لحفظ الكتب، بل يجب النظر إليها كمنصة استراتيجية لتطوير العلم والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن استراتيجية البلاد، وفقاً للوثائق العليا مثل وثيقة الرؤية العشرينية وبيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، تقوم على التقدم في مجال العلم والتكنولوجيا، خاصة في التقنيات الناشئة. وأضاف: إن المكتبة الوطنية يجب أن تحدد دورها في هذا المسار، مشدداً على أن الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا يمنح إيران اليد العليا في مواجهة التحديات.
الدبلوماسية الثقافية والعلمية
كما أكد عارف على أن الحكومة تتبنى استراتيجية التوجه نحو الجامعات من الجيل الثالث والرابع، وأن الوصول إلى المرجعية العلمية العالمية هو من مهام المؤسسات العلمية والجامعية. كما شدد على ضرورة جعل اللغة الفارسية لغة علمية دولية، بحيث يصبح تعلمها ضرورة لأي باحث في المستقبل.
وأشار إلى أن المكتبة الوطنية مؤسسة عريقة، ويجب أن تستثمر هذا الرصيد بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات العلمية لتؤدي دوراً في تطوير العلم والتكنولوجيا. كما أوضح أن الدبلوماسية الثقافية تلعب دوراً مؤثراً في العلاقات الدولية، بل ويمكنها أن تدفع حتى القضايا السياسية إلى الأمام. وأكد أن إيران تشترك مع دول آسيا الوسطى في فضاء حضاري واحد، مما يتيح فرصاً كبيرة للتعاون العلمي والثقافي.
مواجهة التخويف من إيران
وأوضح عارف أن مشروع التخويف من إيران قد انكشف، لكن لا يزال بعض العلماء يترددون في زيارة البلاد بسبب هذه الصورة السلبية. وأكد أن المكتبة الوطنية تستطيع أن تلعب دوراً في مواجهة هذه المؤامرة عبر دعوة العلماء الأجانب وزيارتهم للمكتبة الوطنية، مما سيُغير نظرتهم تجاه إيران. كما شدد على أهمية رقمنة المخطوطات والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع ضرورة الاهتمام بأمن البيانات وحمايتها.
إزاحة الستار عن طابع تذكاري
من جهة أخرى، شارك عارف في جلسة اللجنة العليا لإحياء الذكرى الـ1500 لميلاد النبي محمد (ص)، ومراسم إزاحة الستار عن الطابع التذكاري لهذه المناسبة التاريخية. حضر المراسم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، سيد عباس صالحي، وعدد من المسؤولين والعلماء.
وبعد إزاحة الستار عن الطابع، قام الدكتور عارف بختم أول نسخة، فيما شارك الحاضرون بالتوقيع على لوحة تذكارية لتخليد هذا الحدث الثقافي. الطابع مستوحى من منمنمة «المعراج» للفنان الراحل الكبير الأستاذ محمود فرشجیان، وصُمم وفق معايير الطوابع العالمية، متضمناً بـطاقة يوم الإصدار، ظرف يوم الإصدار، إطار ورقة كاملة للطوابع، إطار كتلة رباعية، وإطار طابع منفرد يحمل شهادة بريدية دولية.
وقد أُعدّت المجموعة كحزمة نفيسة تصلح لتقديمها في المحافل الثقافية والفعاليات الدولية كهديّة معنوية وفنية قيّمة.
ويُعدّ هذا الطابع التذكاري جهداً في سبيل تكريم التراث الروحي للإسلام، وإبراز جماليات الفن الإسلامي–الإيراني، واستثمار الطاقات الثقافية في الحوار الدولي، وتعريف العالم برسالة الرحمة التي حملها النبي محمد(ص).
