رئيس الجمهورية، معتبراً زيارته لكازاخستان وتركمانستان فرصة لتوسيع العلاقات:
علينا كدول إسلامية أن نعمّق علاقاتنا ونسعى للتفاعل البنّاء مع بعضنا
/ وصل رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، أمس الأربعاء، إلى عاصمة كازاخستان آستانا، في زيارة رسمية تستغرق يومين؛ يرافقه خلالها وفد رفيع المستوى يضم كلاً من وزراء الخارجية، والزراعة، والعدل، والثقافة، والطرق.
وقبيل توجّهه إلى آستانا، قال الدكتور بزشكيان، مُستعرضاً برامج وأهداف هذه الزيارة: سنزور خلال هذه الجولة كلاً من كازاخستان وتركمانستان. وأضاف: زيارة كازاخستان تتم بدعوة رسمية من فخامة الرئيس المحترم لهذا البلد، السيد توكاييف.
واعتبر الرئيس بزشكيان زيارة كازاخستان وتركمانستان فرصة لتوسيع العلاقات الاقتصادية والثقافية والسلام الإقليمي، وأضاف: قبل إجراء الزيارة، عقدت فرق الخبراء واللجان المعنية اجتماعات جيدة، وتم التوصل إلى اتفاقيات بشأن القضايا الاقتصادية والصناعية والسياحية والثقافية والتعدين والطرق والنقل والتجارة والمواصلات. وتابع قائلاً: من الطبيعي أننا كدول مسلمة بناءً على معتقداتنا وواجبنا وشعورنا بالجوار، يجب أن نعمّق علاقاتنا أكثر فأكثر ونجعلها أكثر دفئاً وصداقة، ونسعى للتفاعل البنّاء مع بعضنا في جميع المجالات وتبادل الخبرات، هذه الزيارة يمكن أن تكون أرضية ممتازة جداً لتعميق العلاقات التجارية والثقافية بيننا.
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن هذا التواصل يُعزّز التنسيق بين دولنا في توسيع العلاقات والتفاعلات المتبادلة، وقال: خلال زيارة تركمانستان التي تتم بدعوة من رئيس هذا البلد لحضور القمة العالمية للسلام والثّقة، سنشارك في هذا المؤتمر ونوضّح مواقف بلادنا، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع قادة الدول المشاركة في القمة. وأضاف: كما سنناقش في هذه القمّة وفي اللقاءات الجانبية قضايا إشعال الحروب من قبل المتشدّقين بالسلام والأمن والإنسانية، الذين على عكس ادعاءاتهم يدعمون في الواقع الإبادة الجماعية وقتل النساء والأطفال الأبرياء العزل بالقصف، وكذلك بتركهم يموتون عطشاً وجوعاً على يد كيان مجرم.
وأكد رئيس الجمهورية أنه سيبذل جهده خلال لقاءاته وخطابه في القمة العالمية للسلام والثقة، لتعزيز إرساء السلام والثقة في العالم، ولإجراء حوار وتفاعل صادق مع رؤساء الدول الأخرى الحاضرين.
وفي شرح لقاءاته وبرامجه في زيارة كازاخستان، قال الدكتور بزشكيان: يشارك أيضاً وفد من رجال الأعمال والنشطاء الاقتصاديين الإيرانيين في هذه الزيارة إلى كازاخستان، ونأمل أن نتمكن من رفع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين من مستواه الحالي البالغ حوالي 400 مليون دولار إلى مستويات أعلى. القدرة على توسيع التفاعلات متاحة في جميع المجالات، ويمكننا إلى جانب المجال الثنائي توسيع تعاوننا أيضاً في إطار المنظمات والاتحادات الإقليمية مثل شنغهاي، وبريكس، والاتحاد الأوراسي، ومنظمة التعاون الاقتصادي «إيكو».
إبرام العديد من الاتفاقيات بهدف توسيع التعاون التجاري
وفي سياق متصل، كشف رئيس مكتب رئيس الجمهورية، محسن حاجي ميرزائي، عن تفاصيل الزيارة، وذلك على هامش اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد صباح أمس، وقال: رئیس الجمهوریة یزور كازاخستان وتركمانستان. وأضاف: إن زيارة الرئيس بزشكيان إلى كازاخستان ثنائية الجانب وسيتم خلالها إبرام العديد من الاتفاقيات بهدف توسيع التعاون التجاري بين البلدين، والوزراء المرافقون سيجرون مباحثات حول قضايا مختلفة بما في ذلك النقل والتجارة ومتابعة الاتفاقيات الثنائية. وأشار حاجي ميرزائي إلى قمّة ستعقد في عشق آباد بمشاركة عدد من قادة الدول، حيث سيلقي الرئيس بزشكيان كلمة رسمية، كما سيلتقي بعض القادة ورؤساء الوزراء الحاضرين في القمّة.
الوحدة والتفاعل مع الجيران والاعتماد على الشعب
من جهة أخرى، وفي كلمة له خلال «ملتقى أئمة الجمعة»، صرح الرئيس بزشكيان: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف في وجه خمس استراتيجيات رئيسية صمَّمتها أمريكا والكيان الصهيوني وبعض القوى الغربية، ومواجهة هذه المخططات تتطلّب الوحدة الوطنية، والتفاعل مع الدول الجارة، والاعتماد على الشديد على الطاقات الشعبية.
وشدَّد الدكتور بزشكيان على ضرورة تعزيز التضامن الوطني، وأكد أن الأعداء حدَّدوا هذه الاستراتيجيات الخمس لإخضاع الجمهورية الإسلامية، وقال: الاستراتيجية الأولى هي فرض ضغوط واسعة النطاق لمنع إيران من الوصول إلى مواردها المالية ولتعطيل مبادلاتها الاقتصادية. وأشار الدكتور بزشكيان إلى أن إضعاف اقتصاد البلاد وخلق السخط الاجتماعي هما المحوران الثاني والثالث في برنامج الأعداء، وأضاف: هدفهم هو أن تتفاقم المشكلات حتى ينزل الناس إلى الشوارع وتتهيأ أرضية عدم الاستقرار. وتابع: ان اغتيال قادة النظام هو المحور الرابع في مخطّط الأعداء، وقال: يظنُّون أن الجمهورية الإسلامية تعتمد على أشخاص بعينهم، وإذا أصيب المسؤولون فإن البلاد ستغرق في الفوضى.
كما عدَّد بزشكيان «نشر الإيرانوفوبيا» و«تحشيد الدول الجارة ضد إيران» كالجزء الخامس من هذه المخطّطات، وأكد: إن سياسة الجمهورية الإسلامية الحتمية هي توسيع العلاقات الودية مع جميع الدول الجارة. وانتقد الرئيس بعض الحملات الإعلامية التي تُسيء إلى الدول العربية، وقال: تخريب صورة دول المنطقة حتى لو كانت هناك انتقادات مشروعة هو صبُّ الماء في طاحونة العدو؛ فهم يريدون خلق شرخ بيننا وبين الدول الإسلامية في المنطقة.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أحداث «حرب الـ12 يوماً المفروضة» الأخيرة والتهديدات الأمنية التي طُرحت آنذاك، وقال: في تلك الظروف كان العدو يعتقد أنه إذا تعرض قادة البلاد للخطر فإن الجمهورية الإسلامية ستنهار، لكن بعناية الله تجاوزنا تلك المرحلة. وأضاف إن همه في تلك الأيام لم يكن الشهادة الشخصية بل مصير البلاد، وتابع: فور عودتي من جلسة مجلس الأمن الوطني التي استُهدفت، عقدتُ جلسة للحكومة وفوَّضتُ صلاحياتي مباشرة إلى المحافظين حتى تستمر إدارة البلاد دون أي اضطراب مهما حدث.
النساء صانعات مستقبل البلاد
من ناحية أخرى، قال الرئيس بزشكيان، يوم أمس الأربعاء، خلال مراسم تكريم «يوم المرأة ومكانة الأم» الذي أُقيم تحت عنوان «نور المحبة»: إن مكانة النساء والأمهات أعلى من كل شيء. أنا سعيد من قلبي اليوم بوجودي بينكنّ أيتها السيدات، لأن الدور والمكانة التي تؤدينها في المجتمع تفوق كل شيء.
وأضاف: أنتنّ في موقع الأم والزوجة تؤثرن بجدية على عقلية أبنائكنّ وأزواجكنّ وتربيتهن ومشاعرهن. لا يمكن أبداً إنكار مكانة المرأة. أنا أؤمن أن النساء هنّ من يصنعن الرجال، وأنتنّ قادرات بأسلوب إدارتكنّ وتربيتكنّ داخل الأسرة والمجتمع على بناء المستقبل وتمكينه. كل أم وزوجة لها دور مؤثر جداً في المجتمع».
وتابع الدكتور بزشكيان: فيكنّ صفات النمو والازدهار والتقدم، مما يمكّنكنّ من احتلال مكانة عالية في المجتمع. لا يجوز بأي حال من الأحوال التقليل من دور المرأة؛ فمن يفكر بهذه الطريقة أعمى ولا يستطيع أن يدرك أي دور مهم ومؤثر تلعبه المرأة في المجتمع.
استمرار الاتحاد الاستراتيجي بين طهران وكاراكاس
على صعيد آخر، أكّد الرئيس بزشكيان ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، في اتصال هاتفي مساء الثلاثاء، على استمرار الاتحاد الاستراتيجي والصداقة الدائمة بين البلدين، ووصفا التحركات الأمريكية في منطقة الكاريبي بأنها غير قانونية.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس بزشكيان على مبدأ الاتحاد الاستراتيجي والصداقة المستدامة بين إيران وفنزويلا، مشيراً إلى الروابط العميقة بين البلدين والشعبين، وقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر فنزويلا صديقا وحليفا حقيقيًا لها، وستواصل دعم هذا البلد في جميع الظروف، وخاصة في هذه الفترة الحساسة. وأردف الرئيس بزشكيان: إيران تدعم استقلال وأمن واستقرار فنزويلا، ونحن نتابع تطورات منطقة الكاريبي والتحركات الأمريكية عن كثب، ونعلن تضامننا الكامل مع حكومة وشعب فنزويلا.
وتابع مُنتقداً الأعمال الأمريكية في المنطقة، قائلاً: إرسال الحكومة الأمريكية للأسطول الحربي إلى منطقة الكاريبي والسواحل الفنزويلية تحت ذرائع واهية هو عمل غير قانوني تماما، ينتهك القواعد الدولية، ويشكل سابقة خطيرة تهدد السلام والأمن العالميين. نحن في إيران الإسلامية نندّد بهذا التحرّك بقوة. وأضاف: إيران مستعدة لتوسيع التعاون الشامل مع فنزويلا في جميع المجالات. ونحن نقدر دعم فنزويلا في الساحات الدولية ونعبر عن التزامنا بدعم هذا البلد الصديق والشقيق.
وفيما يتعلق بوحدة الشعب الفنزويلي في مواجهة التحديات، أكد الرئيس بزشكيان قائلاً: نعتقد أنه من خلال الاتحاد والتضامن، ستتمكن فنزويلا من تخطّي هذه الصعوبات، وكلّما زادت وحدة الشعب الفنزويلي، سيشعر أعداؤهم باليأس أكثر. كما تمنى رئيس الجمهورية للشعب والحكومة الفنزويلية في العام الميلادي الجديد مزيدا من النمو والتقدم والسلام والأمن.
من جانبه، أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في هذا الاتصال الهاتفي عن شكره وامتنانه لدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية المستمر لحكومة وشعب فنزويلا، وقال: شعبا بلدينا كانا دائما متحدين، ومن خلال إقامة علاقات قوية، تمكنا من تقديم نموذج للعلاقات الصديقة من أجل السلام والتعاون والتنمية. ونقل مادورو تحياته الحارة إلى قائد الثورة الإسلامية والشعب الإيراني، وأكد على استمرار تعزيز التعاون الاستراتيجي بين طهران وكاراكاس.
