إزالتها قد تستغرق سنوات طويلة
قطاع غزة غارق تحت 68 مليون طن من الأنقاض
في اليوم الـ60 من بدء وقف إطلاق النار في غزة، شن جيش الاحتلال الصهيوني غارات جديدة على مواقع خارج نطاق انتشاره في القطاع، كما صعّد اقتحاماته في الضفة الغربية المحتلة. وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب 738 خرقا خلال 60 يوما من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن مستوى الالتزام الإنساني بالاتفاق لا يتجاوز 38%.
في الأثناء، نقلت صحيفة أمريكية، في تقرير، أنّ الحرب في غزة حوّلت جزءًاً كبيراً من القطاع إلى أنقاض، حيث دُمرت معظم مبانيه أو تضررت. وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال جامعة بيرزيت شمال رام الله، واحتجزت بعض حراسها. كما اقتحمت جامعة القدس في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، ونفذت عمليات تفتيش داخل الحرم الجامعي.
دمار هائل في القطاع
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير، أن الحرب في غزة حوّلت جزءًاً كبيراً من القطاع إلى أنقاض، حيث دُمرت معظم مبانيه أو تضررت.
وأشارت الصحيفة إلى أن "عملية تطهير قطاع غزة لتمهيد الطريق لإعادة الإعمار ستكون مهمةً جسيمةً يُتوقع أن تستغرق سنواتٍ، وتكلف أكثر من مليار دولار". فقد دمرت آلاف الغارات الجوية الصهيونية، إلى جانب القتال على الأرض وعمليات الهدم المُتحكّم فيها، أكثر من 123,000 مبنى في قطاع غزة، وخلفت 75,000 مبنى إضافياً متضرراً بدرجات مُتفاوتة، وهو ما يُمثل 81% من جميع المباني في القطاع، وفقاً لأحدث مراجعة لصور الأقمار الصناعية التي أجرتها الأمم المتحدة.
ووُلد من ذلك نحو 68 مليون طن من الأنقاض، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يُشرف على إزالة الأنقاض في غزة، وهو ما يُعادل وزن نحو 186 مبنى "إمباير ستيت". وأضافت الصحيفة أنّ "توزيع هذه الكمية من الأنقاض بالتساوي على مانهاتن سيترك نحو 215 رطلاً من الأنقاض لكل قدم مربع".
وتختلط الأنقاض بذخائر غير منفجرة - قنابل وصواريخ وقذائف مدفعية لم تنفجر، فيما توجد بقايا بشرية - جثث نحو 10,000 شخص لا تزال عالقة تحت الأنقاض، وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية.
ظروف معيشية مزرية في غزة
لكن لن تبدأ أعمال إزالة الأنقاض بجدية إلاّ إذا سمحت سلطات الاحتلال الصهيوني بدخول الآلات والمعدات الثقيلة اللازمة لنقل الأنقاض وتدمير الذخائر غير المنفجرة إلى غزة.
ومن غير المرجح أن يحدث ذلك حتى تتوصل حماس وحكومة الاحتلال إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من خطة السلام التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب الصحيفة.
في هذه الأثناء، لا تزال الظروف المعيشية لأكثر من مليوني نسمة في غزة مزرية، بحيث يقيم معظم الفلسطينيين في خيام نُصبت في مخيمات مكتظة للنازحين وشوارع مليئة بالأنقاض، فيما أدى حلول فصل الشتاء إلى تفاقم الأوضاع، حيث غمرت الأمطار الغزيرة المخيمات. وبمجرد أن تبدأ عملية إزالة الأنقاض، ستستغرق وقتاً طويلاً.
في هذا السياق، صرح جاكو سيليرز، رئيس عمليات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأراضي الفلسطينية، قائلاً: "نأمل أن تتم في أسرع وقت ممكن، لكنها ستستغرق سنوات.. في أفضل الأحوال، سيستغرق الأمر 5 سنوات على الأقل، وربما 7 سنوات".
738 خرقاً صهيونياً لاتفاق وقف إطلاق النار
من جهة أخرى، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، أنّ الاحتلال الصهيوني ارتكب "خروقات جسيمة ومنهجية لـاتفاق وقف إطلاق النار، بما يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً متعمداً لجوهر وقف إطلاق النار، ولبنود البروتوكول الإنساني الملحق به".
وأوضح المكتب أن الفرق الحكومية المختصة رصدت 738 خرقاً للاتفاق، خلال الفترة الممتدة بين 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومساء الاثنين في 8 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
وفي التفاصيل؛ أطلقت قوات الاحتلال النار مباشرة على المدنيين 205 مرات، فيما توغلت الآليات العسكرية 37 مرة داخل الأحياء السكنية، كما ارتكب "جيش" الاحتلال 358 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عُزّل ومنازلهم، و138 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي.
وأسفرت هذه الخروقات والاعتداءات عن استشهاد 386 مواطناً، وإصابة 980 آخرين، إلى جانب 43 حالة اعتقال غير قانوني نفّذتها قوات الاحتلال، بحسب المكتب.
اقتحامات واسعة في الضفة والقدس المحتلتين
في غضون ذلك، شنت قوات الاحتلال الصهيوني، ليلة الإثنين وفجر الثلاثاء، حملة اقتحامات واسعة في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، تخللها اعتقالات ومداهمات مكثّفة لمنازل المواطنين، بالإضافة إلى نشر تعزيزات عسكرية في عدة مناطق.
ففي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر الثلاثاء حرم جامعة بيرزيت، من ثلاثة مداخل، واحتجزت عدداً من حرّاسها.
وأفادت مصادر محلية بأنّ قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الجامعة عند الرابعة فجراً، واحتجزت خمسة من أفراد أمن الجامعة، وصادرت هواتفهم المحمولة، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
وأعلنت الجامعة تأجيل الدوام الأكاديمي والإداري حتى الساعة التاسعةِ صباحاً، حرصاً على سلامة الطلبة والعاملين.
وبعد ساعات من اقتحام جامعة بيرزيت، اقتحم جيش الاحتلال جامعة القدس في بلدة أبو ديس شرقيّ القدس المحتلة.
وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان خلال اقتحامها بلدة بيرزيت شماليّ رام الله.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية عين يبرود شمال شرق رام الله، فيما استهدفت مجموعة من الشبان مركبات المستوطنين بالزجاجات الحارقة قرب مستوطنة عوفرا المقامة على أراضي الفلسطينيين شرقيّ المدينة، كما سجّل اقتحام إضافيّ لبلدة بيرزيت شماليّ المحافظة.
وفي الخليل، جنوب غرب الضفة الغربية، هاجم مستوطنون منازل المواطنين في مسافر يطا جنوب المدينة، وأشعلوا النار بمركبة وجرار زراعي في تجمع وادي الرخيم غرب مستعمرة سوسيا، وخطّوا شعارات عنصرية على جدران عدد من المنازل.
كما هاجم مستوطن مسلح المزارعين في منطقة حوارة بمسافر يطا، محاولا الاعتداء عليهم وطردهم من أراضيهم ومنعهم من حراثتها وفلاحتها.
