مؤكداً على أهمية المنظور العلمي والخبرات في تنمية البلاد
رئيس الجمهورية يوعز بافتتاح مشروع نقل مياه البحر إلى وسط إيران
أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدكتور مسعود بزشكيان، إن مشروع نقل المياه من البحر يمكن أن يلعب دوراً هاماً في توفير الموارد المائية للصناعات وزيادة القدرة على التنمية الصناعية في محافظة أصفهان (وسط إيران).
وخلال مراسم افتتاح مشروع نقل مياه البحر إلى صناعات أصفهان، صباح السبت، أكد رئيس الجمهورية على أهمية المنظور العلمي والخبرات في تنمية البلاد، وقال: يتخذ الأكاديميون وأساتذة الجامعات الإجراءات اللازمة، وسنمضي قدمًا بنفس الأساس والمسار العلمي. وأضاف: آمل أنه بالاعتماد على المنطق العلمي والنظرة الواقعية للتنمية، سنتمكن من حل المشكلات القائمة بشكل مناسب وبإطار استشرافي. وتابع: هناك مخاوف بين مختلف المحافظات من أنه من خلال التعاون والمشاركة والتفكير المتبادل، سنتمكن من مواجهة هذه التحديات.
واستطرد الرئيس بزشكيان قائلاً: يُعدّ هذا المشروع خطوة مهمة على طريق التنمية المستدامة وتلبية الاحتياجات الصناعية والمائية للمحافظة. يتطلب حل المشكلات القادمة دعمًا وتشاورًا وقبولًا لآراء الخبراء من الأكاديميين والمتخصصين، وأشكرهم جميعًا من أعماق قلبي.
خطوة فعالة في توفير المياه المستدامة
من جانبه، قال وزير الصناعة والمناجم والتجارة: يُعدّ هذا المشروع خطوة فعالة في توفير المياه المستدامة للهضبة الوسطى والصناعات الحيوية في المنطقة.
وأشار محمد أتابك إلى أهمية مشروع إمدادات المياه المستدامة، وأضاف: سيلبي هذا المشروع جزءًا مهمًا من احتياجات الصناعات بشكل كبير، ويعوض نقص المياه السطحية والجوفية الذي قد يؤثر سلبًا على إنتاج البلاد في المستقبل.
وأكد أتابك على دور هذا المشروع في حماية النظام البيئي وثقافة الأرض، وقال: يُعدّ أحد المشاريع المهمة في البلاد، وهو خطوة كبيرة نحو حماية هويتنا البيولوجية والثقافية، كما أنه إجراء أساسي لخفض سحب مياه مجمع مباركة للصلب ستيل من نهر "زاينده رود" إلى الصفر. كما أكد على ضرورة التنمية الصناعية بناء على وثائق المنبع، وأضاف: يجب أن يتم التطوير بناء على وثيقة التقدم التي وافقت عليها الحكومة ووفقًا للخطة السابعة، وقد قامت وزارة الصناعة والحكومة بمراجعة الخطة الصناعية مع التركيز على البحر والاستفادة من قدراته.
وأشار أتابك إلى ضرورة نقل الصناعات إلى السواحل وفقًا للاستراتيجية الحكومية المعتمدة، وقال: نأمل أن نتمكن من تشغيل خطوط النقل اللازمة للصناعات؛ وفي الوقت نفسه، سيتم تطبيق مبدأ إنشاء صناعات تعتمد على القدرات البحرية وفقًا لاستراتيجية الحكومة.
رمزٌ للتقدم التقني
بدوره، أعرب محافظ أصفهان عن امتنانه لرئيس الجمهورية والوزراء المعنيين، واعتبر هذا المشروع رمزًا للتقدم التقني والالتزام الاقتصادي للحكومة.
وأكد مهدي جمالي نجاد أن هذا المشروع ليس إنجازًا تقنيًا فحسب، بل هو أيضًا خطوة مهمة في تخفيف الضغط على نهر "زاينده رود" وموارد المياه الجوفية، وقال: مع تنفيذ هذا المشروع، ستستخدم الصناعات الرئيسية في المحافظة، بما في ذلك صهر الحديد، ومباركة للصلب، ومصافي التكرير من مياه البحر. ووفقًا للقانون، نسعى لضمان استفادة المدن الصناعية الأخرى ومحطات الطاقة من هذا المورد. وأضاف: يمهد مشروع نقل مياه البحر إلى الصناعات الطريق لتخصيص المزيد من المياه للنظام البيئي للنهر والحفاظ على حقوق المياه في الأراضي الرطبة الواقعة أسفل النهر، ومن خلال توفير مياه مستدامة للصناعات، سيتم تقليل عمليات السحب غير المصرح بها والضغط على موارد المياه الجوفية.
وفي إشارة إلى التقنيات المستخدمة في هذا المشروع، قال جمالي نجاد: لقد استخدمت أحدث تقنيات تحلية المياه واستعادة الطاقة، ونُفّذت إدارة النفايات وفقًا للمعايير الدولية لتحقيق أدنى مستوى من البصمة الكربونية والتلوث.
وأشاد بهذا المشروع باعتباره مثالًا على التعاون الوطني والإجماع الوطني، مؤكدًا: بفضل المعرفة والعزيمة الإيرانية، تمكنا من تجاوز مسافة طويلة وفارق كبير في الارتفاع، وهذا الإنجاز نموذج يُحتذى به في مناطق أخرى من البلاد.
وأشار محافظ أصفهان إلى مشروع نقل المياه للصناعات بأنه بداية الطريق لإحياء نهر "زاينده رود" وتقليل المخاطر المستقبلية، وقال: تموت الأنهار عندما تُنسى، ولا يمكن نسيان نهر "زاينده رود". يرمز هذا المشروع إلى الانتقال من التحدي إلى الفرصة، ومن القلق إلى الأمل.
«من ملوحة البحر إلى عذوبة الإنتاج»
بدوره، قال المدير التنفيذي لمجمع مباركة للصلب: أطلق هذا المشروع تحت شعار "من ملوحة البحر إلى عذوبة الإنتاج"، ويهدف إلى تقليل اعتماد صناعات المحافظة على مياه نهر "زاينده رود" ودعم التنمية المستدامة.
وفي إشارة إلى مشاركة شركة مباركة للصلب في هذا المشروع الضخم الذي تبلغ تكلفته 35 تريليون تومان، قال سعيد زرندي: تم مد أكثر من 800 كيلومتر من الأنابيب لتنفيذ هذا المشروع، واستُخدم 610 آلاف طن من فولاذ API 65 على طول المسار، وسيتم تنفيذ 530 كيلومترًا من مسار نقل المياه بالجاذبية لتقليل استهلاك الكهرباء.
وأوضح: أن تنفيذ هذا المشروع اكتمل في عامين، معتبرًا ذلك رقمًا قياسيًا وطنيًا، مذكرًا بأن "بداية دراسات هذا المشروع تعود إلى عامي 2020 و2021، وبجهود جميع المديرين والجهات المعنية، اكتمل تنفيذه عام 2023".
وأكد زرندي "لا تدعي شركة مباركة للصلب أن مشاكل نهر "زاينده رود" قد حُلّت تمامًا بهذا المشروع. لقد سعينا جاهدين لتخفيف عبء الصناعة على النهر وتشجيع الصناعات الأخرى في المحافظة على تقليل استهلاكها للمياه. وأضاف: منذ عام 1992، كان هذا المجمع يستهلك 16 مترًا مكعبًا من المياه لكل طن من إنتاج الصلب؛ وقد انخفض هذا الرقم إلى 5/2 متر مكعب في السنوات الأخيرة.
