المنارة الطوبية.. من أبرز الآثار التاريخية في خرم آباد

/ خرم آباد، مركز محافظة لرستان، مدينة عريقة ذات تاريخ يمتد لآلاف السنين ومليئة بالمعالم التي يتمنى كل سائح زيارتها. هذه المدينة، التي تُعد من الوجهات السياحية الرئيسية في غرب إيران، مدينة تناسب مختلف الأذواق. هنا تتكاتف المعالم الطبيعية والتاريخية معاً لتشكل وجهة مثالية للسياح.
صحيح أن الجبال والشلالات والسهول قد أوجدت طبيعة ساحرة، لكن المعالم التاريخية لهذه المدينة لا تقل عن طبيعتها جمالاً. من أهم المعالم التاريخية في هذه المدينة منارة خرم آباد الطوبية.
المنارة الطوبية في خرم آباد هي معلم تاريخي يقع في جنوب المدينة، في حديقة شقائق بحي قاضي آباد. تعود هذه المنارة إلى القرن الرابع الهجري، ويبلغ ارتفاعها 30 متراً، وتُعد من أبرز الآثار التاريخية في خرم آباد. هي بناء أسطواني الشكل يقع على حجر مكعب، وتعرف باسم المنارة الطوبية. في الماضي، كانت هذه المنارة تُستخدم كعلامة إرشادية ونقطة مراقبة، وكانت تُستخدم لحراسة المدينة وإرشاد القوافل المارة. ويعتقد بعض الباحثين أن هذه المنارة تعود إلى عهد الديلميين.
منظر جذاب يطل على المناطق المحيطة
يقع مدخل المبنى في الجهة الغربية، ويمكن بعد اجتياز ٩٩ درجة الوصول إلى سطح المنارة. إذا صعدنا درجات هذه المنارة، سنجد في الأعلى منظراً جذاباً يطل على المناطق المحيطة. إن الموقع الجيد لهذا المبنى وسهولة الوصول إليه جعلا الكثير من السياح يزورونه سنوياً. وتوجد حول المنارة جدران تشير إلى أنه كانت هناك مبانٍ مثل المسجد والخان بجوارها.
المنارة تعني مكان النور، وفي الاصطلاح هي مبنى مرتفع وطويل يُبنى عادة بجوار المباني الدينية مثل المساجد. في العصر الإسلامي أصبح بناء المنارات أكثر شيوعاً، حيث كانت تبنى في السنوات الأولى للإسلام بشكل منفرد بجوار المساجد، لكن منذ حوالي القرن الخامس الهجري تغير أسلوب البناء وأصبحت تبنى بشكل مزدوج عند مدخل المسجد.
أسلوب بناء المنارات واستخدامها يختلف، حيث تُبنى بشكل أسطواني، متعدد الأضلاع أو مخروطي. قبل الإسلام، كانت هذه المنارات تُستخدم، بالإضافة إلى وظيفتها الدينية، لإرشاد القوافل والمسافرين أيضاً. لهذا الغرض، كانوا يُشعلون النار فوق المنارات أثناء الليل حتى تتمكن القوافل من إيجاد طريقهم بسهولة بفضل ذلك النور.
الموقع الحقيقي لهذه المنارة في مدينة شابور، وبالنظر إلى الأنقاض المحيطة به، يبدو أن هذه المنارة كانت في ذلك الوقت تقع في وسط المدينة وكانت مشرفة على المنازل والمسارات المحيطة، تم تسجيل المنارة عام 1997م في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية.
البحث
الأرشيف التاريخي