قائد القوّة البرية لحرس الثورة، مُتفقّداً الوحدات المشاركة في مناورات «سهند 2025»:
إيران مستعدّة للتصدّي لكل أنواع التهديدات
تتواصل أعمال مناورات "سهند 2025" المشتركة لمكافحة الإرهاب، التي تستضيفها القوات البرية للحرس الثوري الإسلامي في محافظة آذربايجان الشرقية، والتي تُبرز مركزية إيران في تحالف شرقي قويّ، وتؤكّد استعدادها لضمان الأمن الإقليمي.
وفي اليوم الثاني من عملياتها الرئيسية، أجرى قائد القوة البرية في الحرس الثوري، العميد محمد كرمي، زيارة ميدانية إلى الوحدات المشاركة في مناورات «سهند 2025»، واطّلع خلال جولته على أداء القوات العاملة في الميدان، وقيّم جهوزيتها ومستوى معنوياتها، مُؤكّداً ضرورة الحفاظ الدائم على أعلى درجات الاستعداد، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت على الدوام أحد أبرز ضحايا الإرهاب، ولديها أكثر من 17 ألف شهيد نتيجة العمليات الإرهابية، مشيراً إلى أن الهدف من تصميم وتنفيذ هذه المناورة هو تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
وأوضح العميد كرمي أن مناورة «سهند 2025» تُنفَّذ وفق خطة مسبقة وبمشاركة الدول العشر الأعضاء في منظمة شنغهاي، في حين تشارك أربع دول هي السعودية وعُمان والعراق وجمهورية أذربيجان بصفة ضيوف ومراقبين.
وأشار قائد القوة البرية إلى أنه تفقد اليوم جاهزية الوحدات المشاركة في المناورة، لافتاً إلى أن التخطيط الجيد وإعداد سيناريوهات متعدّدة مكّنا من تحقيق جاهزية عالية لتنفيذ العملية بالمستوى المطلوب.
بدء تنفيذ مرحلة العمليات التكتيكية في التمرينات
في السياق، صرّح قائد مناورات "سهند 2025" التكتيكية المشتركة بأن الفرق العملياتية لإيران وبيلاروسيا وأوزبكستان بدأت تنفيذ عمليات تكتيكية لمكافحة الإرهاب بالتعاون فيما بينها في هذه المناورات. وقال العميد في حرس الثورة الاسلامية نوشاد آبداري، في تصريح له الاربعاء على هامش انطلاق هذه المناورات التكتيكية: جرت عمليات تكتيكية يوم الاربعاء، والخميس سيتم تنفيذ التمرين الرئيسي بصورة واقعية وبالذخيرة الحية.
وفي إشارة إلى سيناريو وطريقة تنفيذ العمليات التكتيكية لهذه المناورة، تابع العميد ثان آبداري: في الخطوة الأولى من هذه المناورة، تقوم فرق الحرس الثوري بمراقبة العدو وتحديد هويته ورصده وإجراء عمليات بطائرات بدون طيار.
وذكّر: بعد ذلك، يتابع فريق الاحتياط العدو ويطارده ويؤسس أمنا حدوديا، ثم تُنفذ فرق المروحيات المراقبة الجوية والقضاء على العدو.
وقال: في الخطوة الثانية، يعمل الفريق الإيراني مع الفريق البيلاروسي لتحرير الرهائن من العدو واعتقال عناصر العدو أو القضاء عليهم. وتابع العميد ثان آبداري: في الخطوة الثالثة، يعمل الحرس الثوري مع الفريق الأوزبكي لتطهير المنطقة وإرساء الأمن المستدام.
مناورات في ممرات استراتيجية
بالتزامن مع هذه المناورات، أعلنت القوة البحرية للحرس الثوري عن إقامة مناورات للقوّة تحت اسم الشهيد محمد ناظري في مياه الخليج الفارسي، وستُجرى هذه المناورات اعتباراً من اليوم ولمدّة يومين، وتشمل مناطق الخليج الفارسي وجزر نازعات ومضيق هرمز وبحر عمان.
وتأتي مناورات "سهند 2025" المشتركة لمكافحة الإرهاب، بعد فترة وجيزة من الدفاع البطولي للشعب الايراني والقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية في الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوما أمام العدو الصهيوني وأمريكا، وتحمل رسالة استراتيجية متعددة الأبعاد في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية للمنطقة والعالم.
ومن اللافت للنظر أن المرحلة الرئيسية من العملية تستمر ثلاثة أيام، وتُستخدم فيها ذخيرة حقيقية في جميع المراحل.
يشار الى أن اختيار محافظة أذربيجان الشرقية ذات الموقع الاستراتيجي لإقامة المناورة مصادفةً. حيث تقع هذه المنطقة عند تقاطع ثلاثة ممرات حيوية، وهي "الممرّ الدولي الشمالي الجنوبي"ـ، وطرق نقل الطاقة من حوض بحر قزوين إلى الخليج الفارسي، علاوة على أنها نقطة اتصال بالقوقاز وآسيا الوسطى.
بإجراء هذه المناورات في هذه المرحلة الحساسة، تُرسل إيران رسالةً واضحةً إلى شركائها والجهات الفاعلة الدولية: إن إيران قادرةٌ ومستعدةٌ لضمان أمن هذه الطرق الاقتصادية والحضارية الحيوية ضد أي تهديد إرهابي.
