بقائي، مُشيراً إلى أننا نشهد إجراءات لها تقوم على التهديد والقوّة المطلقة:

أمريكا أصبحت أكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين

أوضح المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، ان المحادثات الإيرانية-السعودية الأخيرة ناقشت القضايا الإقليمية التي تشكل هاجساً مشتركاً بين البلدين وسائر دول المنطقة، من بينها فلسطين لبنان وسورية.
وأشار بقائي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي يوم أمس، إلى أن المنطقة والعالم يشهدان حالياً تحولات سريعة جداً، موضّحاً أن "أهم قضية في المنطقة تبقى التهديد الناتج عن الممارسات الصهيونية واستمرار الجرائم المرتكبة في فلسطين، الى جانب التدمير والتحريض على الحروب ومحاولة إضعاف لبنان وسورية وسائر دول الجوار".
وأكمل بقائي: رغم الإعلان عن وقف لإطلاق النار في لبنان، فإن حالات انتهاكه تتزايد بشكل حاد؛ حيث سُجل انتهاك للهدنة مئات المرات، وتم اغتيال عدد كبير من المواطنين اللبنانيين خلال الهجمات الصهيونية. وفي غزة، بلغت حالات الخرق نحو 600 انتهاك، وكل حالة منها اقترنت بجرائم وإزهاق لأرواح الأبرياء. وتابع: هذا الوضع يُعدّ عاراً على المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء، التي لم تتمكّن وللأسف من اتخاذ أي إجراء فعال لمواجهة استمرار المجازر وجرائم الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة.
ورداً على سؤال حول الهدف من زيارة وكيل وزير الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية إلى إيران، أوضح بقائي: أن هذه الزيارة تأتي في إطار مسار بدأ قبل عامين، حيث شهدت العلاقات الإيرانية–السعودية خلال هذه الفترة استمرارية، واستمرت الاتصالات لتهيئة الأرضية للتعاون على مختلف المستويات. 
التطورات السورية محور المحادثات الإيرانية-السعودية
وأوضح بقائي: كل القضايا الإقليمية مهمة بالنسبة لنا ومرتبطة ببعضها البعض، خصوصاً الأزمات التي نشهدها حالياً في غزة ولبنان وسورية والمنطقة بأسرها؛ لكن هذه الزيارة ركّزت بشكل خاص على موضوع سورية، واللقاءات التي أجراها مساعد وزير الخارجية السعودي كانت تحديداً مع نظيره الإيراني، أي الممثل الخاص لشؤون سورية.
وأوضح أن مثل هذه المشاورات كانت قائمة سابقا، ونحن لا نقتصر على السعودية فحسب، بل نجري حوارا مستمرا مع دول المنطقة كافة حول الملف السوري. فالأمن في سورية يهمّ المنطقة كلها. وأشار الى أن من بين أبرز مخاوف دول المنطقة استمرار الاعتداءات الصهيونية على سورية وكذلك استمرار احتلال أجزاء من الأراضي السورية، وهو ما شهدناه مؤخرا يتخذ أبعادا أوسع، مع زيارة مسؤولين صهاينة لتلك المناطق المحتلة. وأكد أن هذا الموضوع يحتل مكانة ثابتة في جدول أعمال الدبلوماسية الإيرانية مع دول المنطقة، ومن بينها السعودية. كما نفى بقائي أن تكون السعودية "وسيطا بين إيران والسلطة السورية الجديدة".
 أمريكا أصبحت أكبر تهديد للسلم والأمن 
وبشأن الممارسات العدائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي ضد دول مثل فنزويلا، واستمرار دعم بلاده للإبادة الجماعية في غزة، أوضح بقائي: الواقع أن امریکا من خلال سلوكها خلال الفترة الماضية أصبحت تُمثل التهديد الأكبر للسلم والأمن الدوليين، ففي أقصى بقاع الأرض، نشهد إجراءات أمريكية تقوم على التهديد والقوّة المطلقة.
وأردف بقائي: في ظل الظروف الطبيعية، كان يجب على مجلس الأمن أن ينظر الى الإجراءات الأمريكية باعتبارها انتهاكا صارخا للسلم والأمن الدوليين. فكل واحدة من هذه الممارسات تتعارض صراحة مع أبرز مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، خصوصا المبدأ المتعلق بحظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها.
البحث
الأرشيف التاريخي