الجيش يعزز قدراته البحرية بضمّ قاعدة «كردستان» وإعادة تأهيل المدمّرة ”سهند”..
اللواء حاتمي: مستعدّون لردّ حاسم في أيّ نقطة تقتضيها المصالح الوطنية
بأمر من القائد العام للجيش، انضمت القاعدة العائمة «كردستان» إلى القوّة البحرية للجيش، كما جرى الكشف عن المدمرة "سهند" بعد إعادة تأهيلها.
وحضر المراسم كل من اللواء أمير حاتمي القائد العام للجيش، والأدميرال شهرام إيراني قائد القوة البحرية للجيش، ومساعد شؤون التنسيق في الجيش الأدميرال حبيب الله سياري.
وجرى خلال المراسم، إزاحة الستار عن المدمّرة «سهند» إلى جانب إزاحة الستار عن زوارق سريعة مزوّدة بالصواريخ، ووحدات طائرات مسيّرة متعددة المهام، ومركبات ذكية غير مأهولة تحت السطح، إضافة إلى أنظمة حرب إلكترونية وصاروخية واستخبارية برية وبحرية.
تعزيز القدرات القتالية البحرية
وتأتي هذه الخطوة بهدف تعزيز القدرات القتالية البحرية، وإبراز القدرات الفنية، وتطوير المشاريع التسليحية المتناسبة مع التهديدات، وتوسيع الابتكار في مجال التصميم، وزيادة العمق الاستراتيجي، وتوسيع نطاق الوصول إلى المياه الدولية، بما يسهم في رفع القدرة العملياتية وتعزيز حضور القوة البحرية للجيش في البحار البعيدة.
وبحسب تقرير القوّة البحرية للجيش، فإن المدمرة «سهند» وهي ثالث سفينة من فئة «موج» تعرضت في عام 2024 لحادث وغرقت بشكل غير متوقع في رصيف ميناء بندرعباس، إلا أنّ عناصر القوة البحرية تمكّنوا، خلال 14 يوماً من العمليات الفنية والإنقاذية المتواصلة، من إعادة هذه المدمرة مجدداً إلى سطح الماء.
كما تُعدّ القاعدة العائمة «كردستان» بمثابة مدينة-ميناء، قادرة على تنفيذ مهام مهمة في مجال دعم الوحدات القتالية البحرية وغيرها من الوحدات غير البحرية أثناء وجودها في البحر.
الاستراتيجية الدفاعية مبنيّة على مبدأ الدفاع النشط
في كلمة له خلال المراسم، أكّد القائد العام للجيش "اللواء أمير حاتمي" ان الاستراتيجية الدفاعية مبنيّة على مبدأ الدفاع النشط والردع الذكي، موضّحاً: هذا يعني أننا لن نكتفي بالانتظار حتى يشنّ العدو هجومه، بل نحن على أهبة الاستعداد لأيّ ردّ حاسم ومدمّر أينما تقتضيه مصالحنا الوطنية.
وأشاد اللواء حاتمي بدور سلاح البحرية، خصوصاً في عملية "مرواريد" خلال الحرب المفروضة، وشدّد على التطور الكبير في الصناعة البحرية الإيرانية بفضل الجهود المحلية والشركات المعرفية، مما مكّن إيران من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوطين التكنولوجيا الدفاعية.
ونوّه اللواء حاتمي الى أن "سلاح البحرية، باعتباره عنصرا رئيسيا في تحقيق العمق الاستراتيجي والدفاعي للبلاد، لن يدّخر جهدا جنبا الى جنب بقية أفرع الجيش والقوات المسلحة، وبإرادة صلبة في الدفاع عن الوطن وتأمين أمن الشعب الإيراني".
كما أكد على أن قوة إيران واقتدارها عامل أمن للمنطقة بأسرها، ولفت الى ان السياسات الصهيو-امريكية وتحركّاتها التصعيدية في المنطقة تهدف الى تهديد التقارب الإقليمي وإفشاله، خصوصا في الخليج الفارسي وبحر عُمان. ورأى أن القوة البحرية عنصر جوهري في القوة الوطنية، وأن موقع إيران الاستراتيجي يمنحها فرصا اقتصادية وأمنية يجب استثمارها.
وفي الختام، شدّد على أن تحويل التهديدات الى فرص هو نتيجة جهاد علمي واع، وليس مجرد شعار. مُعتبراً أنّ الإنجازات الدفاعية الإيرانية (الصواريخ، الطائرات المسيرة، والبحرية) تُعد انتصارا استراتيجيا على سياسة العقوبات التي ينتهجها العدو، مؤكدا العزم الراسخ على مواصلة مسار القوة والاعتماد على الذات تحت قيادة وتوجيهات قائد الثورة الاسلامية.
الأجانب يجب أن يغادروا المنطقة
كما أكد قائد الجيش، في كلمة له أمام الصحفيين على هامش المراسم، أن الأجانب يجب أن يغادروا المنطقة، وقال: إن السلام والاستقرار والأمن في منطقة مضيق هرمز الاستراتيجية والهامة يهمّ جميع دول المنطقة بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن حراس هذا السلام والأمن وضامنوه.
وفي إشارة منه إلى بطولات القوة البحرية خلال حرب الدفاع المقدس، قال: لعبت القوة البحرية للجيش دوراً حاسماً في الدفاع المقدس. هذه القوة تمكنت خلال السبعين يوماً الأولى من الحرب من ضرب القوة البحرية للعدو وفرض السيادة البحرية. وبعد انتهاء حرب الثماني سنوات، سارعت القوة البحرية نحو تجهيز نفسها بكل ما تحتاجه من سفن سطحية وزوارق غواصة وأسلحة ومعدات حرب إلكترونية وألغام وطوربيدات ومختلف أنواع الصواريخ. وأضاف: هذا المسار سيستمر في المستقبل بقوة أكبر، وبدعم حاسم من وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة والشركات القائمة على المعرفة والجامعات ومختلف قطاعات البلاد.
وأشار في معرض حديثه إلى التصريحات الخاوية للأعداء، مُؤكّداً: عمل العدو هو العداء، ولذلك فإن تصريحاته وادعاءاته لا قيمة لها. الأمر المهمّ هو وجود السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
وقال اللواء حاتمي: على جميع دول المنطقة أن تستفيد معاً، وفي ظروف عادلة، من خيرات البحر فيها، مضيفاً: كل من يريد أن يُهدد هذا الأمن فسيُحدث بالتأكيد خللاً سيترتّب عليه تداعيات وخيمة.
خصائص المدمّرة «سهند»
من جانبه، أوضح قائد القوة البحرية للجيش، في كلمة له خلال المراسم، أن الخبرات المكتسبة في مجموعة السفن 86 استُخدمت في بناء وتجهيز القاعدة العائمة «كردستان».
وأوضح الأدميرال إيراني: إن المدمّرة المُعاد تجهيزها «سهند» تتميّز بأنها سفينة قتالية مُتعدّدة المهام، مزوّدة بأحدث التجهيزات في مختلف المجالات، وجاهزة للوجود في المياه البعيدة وعمق المحيطات. وأضاف: إن أولوية مهام هذه المدمرة تشمل عمليات مرافقة السفن والمشاركة في مناورات مشتركة ومتعددة الأطراف ضمن إطار الدبلوماسية الدفاعية والبحرية.
وأشار الأدميرال إيراني إلى خصائص القاعدة العائمة «كردستان» باعتبارها عنصراً أساسياً لـ«الدعم القتالي الواسع»، موضحاً أن القاعدة قادرة على تلبية مختلف الاحتياجات العملياتية في مجالات الدعم الطبي، والاتصالات، والطيران، والعمليات تحت الماء، والغوص، والإسعاف السريع، وتوفير الإمدادات الغذائية، والوقود، والأدوية.
وأكد أن الخبرات المكتسبة من مجموعة السفن 86 قد تم تعزيزها في تصميم وتجهيز القاعدة العائمة «كردستان»، وأن هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ السياسات العامة للتنمية البحرية. وأضاف أن القاعدة «كردستان» ستكون قاعدة عائمة استراتيجية بالكامل، ذات قدرة عالية في عمق المحيطات، وتتمثل مهمتها الأساسية في دعم الوحدات القتالية ومهام المرافقة، كما يمكنها تقديم الخدمات أيضاً للأساطيل التجارية وسفن الصيد.
كما شدد قائد القوة البحرية على سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية القائمة على السلام والصداقة، مُؤكّداً أن القوّة البحرية للجيش مستعدّة لتقديم الخدمات للسفن التابعة للدول الصديقة والجوار ضمن هذا الإطار.
وأعلن الأدميرال إيراني عن تسمية ثاني قاعدة عائمة للجمهورية الإسلامية باسم «خوزستان»، موضحاً سبب اختيار أسماء المحافظات الإيرانية للقاعدة العائمة، قائلاً: «نظراً للأبعاد والقدرات الكبيرة لهذه القواعد العائمة، وللدور الذي تلعبه في النشاطات الثقافية، فقد تقرر تسمية القواعد بأسماء محافظات بلادنا العزيزة لتعزيز إظهار الوحدة الوطنية».
تطوير اقتصاد يعتمد على البحر
من جهته، قال مساعد شؤون التنسيق في الجيش الأدميرال "حبيب الله سياري" في كلمة له خلال المراسم: علينا تعزيز اقتدارنا البحري لتطوير اقتصاد يعتمد على البحر، واليوم فإن خطوط الشحن وناقلاتنا في خليج عدن والمناطق التي يتواجد فيها القراصنة تتمتّع بحماية جیّدة، وهذا دليل على وجود قوة بحرية قوية ومتينة في إيران الإسلامية.
وأشار الأدميرال سياري إلى أهمية البحر في القوة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتع بإمكانية الاتصال بالمياه المفتوحة عبر الخليج الفارسي، ويعلم الجميع أن البحر مصدر ثروة وقوة.
وتابع مؤكّداً على أهمية تطویر اقتصاد يعتمد على البحر، وقال: علينا تعزيز اقتدارنا البحري لتطوير اقتصاد يعتمد على البحر وإن الاقتدار البحري سیؤدي إلى بناء الاقتصاد الموجه نحو البحر وتنمية مستدامة. ولتحقيق ذلك، لا بد من اتباع السياسات التي أعلنها قائد الثورة الإسلامیة.
وأكد أن الاقتدار البحري یتحقّق بوجود بحرية قوية في جميع المجالات، قائلا: إن البحرية القويّة بجميع أبعادها هي البحرية التي تمتلك قوى بشرية مجهزة تجهيزًا كاملًا تتمتّع بالمعرفة والمهارات، وتمتلك هذه البحریة، معدّات كافية ومناسبة للتواجد في المحيطات.
وأكد الأدميرال سياري أهمية امتلاك السفن والمدمّرات أحدث المعدات والتقنيات، وقال: إن أي سفينة ترغب في العمل في البحر يجب أن تمتلك أولاً القدرة على الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية والسطحية وتحت السطحية، لذا فإن امتلاك المعرفة الحديثة والتقنيات الحديثة أمرٌ ضروري، وكل سفينة من سفننا التي تنضم إلى أسطول البحرية اليوم أفضل وأكثر تجهيزاً من سابقتها، بفضل تدابیر القادة، وتأكيدات قائد الثورة الإسلامیة.
وقال: يجب أن نمتلك أحدث التقنيات في سلاحنا البحري. واليوم، لدينا القدرة على التواجد في البحر وخلق الاقتدار.
وواصل الأدميرال سياري حدیثه حول سبب تسمية القاعدة العائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية باسم "كردستان" وأشار قائلاً: إيران الإسلامية هي حديقة زهور للمجموعات العرقية، وقد عاشت وتعيش مجموعات عرقية مختلفة في ايران منذ زمن طويل، ونحن نحاول تسليط الضوء على أهمية هذه القضية أكثر من أي وقت مضى.
وتابع بالقول: سيتم تسمية القواعد العائمة التي انضمت مؤخرا إلى الأسطول البحري بأسماء المحافظات الإيرانية، وتم تسمية أول قاعدة عائمة في إيران باسم "كردستان" لتسليط الضوء بشكل أكبر على التنوع العرقي في إيران والتضامن الموجود في هذه الأرض.
تجهيز القاعدة "كردستان" بصواريخ الإطلاق العمودي "نوّاب"
في السياق، تم تجهيز القاعدة البحرية الجديدة "كردستان" بصواريخ الدفاع الجوي ذات الإطلاق العمودي من طراز "نوّاب". الصور المنشورة لهذه القاعدة البحرية تُظهر أن السفينة مجهزة في الجزء الأمامي من سطحها بأنواع مختلفة من الأسلحة الهجومية والدفاعية.
في الجزء الأمامي من سطح هذه القاعدة، تم تركيب 8 صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "قادر" و"قدير" بمدى 200 و300 كيلومتر.
بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز هذه القاعدة العائمة أيضاً بصواريخ الدفاع الجوي ذات الإطلاق العمودي "نوّاب".
نظام الدفاع الجوي "نوّاب" من صناعة خبراء وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة، وقد تم تركيبه لأول مرة على زوارق الدورية القتالية من فئة الشهيد سليماني التابعة للقوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية.
صاروخ الدفاع الجوي "نوّاب" بمدى 25 كيلومتراً قادراً على الاشتباك مع الأهداف على ارتفاعات منخفضة. هذا النظام صُمم خصيصاً لمواجهة الأهداف المنخفضة الارتفاع مثل الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وتجهز صواريخه برؤوس حربية تعمل بالانفجار القريب (التقاربي).
