شيراز تحتضن مهرجان فجر السينمائي الدولي.. ملحمة الفن والحوار الثقافي وشهادة إنسانية
/ شهدت مدينة شيراز، مهد الشعر والفن، إنطلاق الدورة الثالثة والأربعين من مهرجان فجر السينمائي الدولي يوم الأربعاء 26 نوفمبر، لتتحول إلى عاصمة للسينما الإيرانية إلى جانب مكانتها الأدبية. الافتتاحية جاءت بعرض النسخة المرممة من فيلم «تحت أشجار الزيتون» للمخرج الراحل عباس كيارستمي، في رسالة رمزية تجمع بين تكريم الماضي المجيد وبث الأمل في مستقبل مشرق للسينما الإيرانية. أجواء الافتتاح اتسمت بالحضور الواسع للفنانين المحليين والدوليين، لتؤكد أن السينما الإيرانية، مثل شجرة السرو الشيرازية الباسقة، تقف شامخة على الساحة الدولية.
عارف: مهرجان فجر فرصة للحوار بين الثقافات
أكد النائب الأول لرئيس الجمهوریة «محمد رضا عارف» في الرسالة التي بعث بها إلى حفل افتتاح مهرجان فجر الدولي للسينما بمدينة شيراز: إن مهرجان فجر الدولي للسينما يشكل فرصة لتعزيز الحوار بين الثقافات، الحوار الذي تتيحه السينما باعتبارها لغة مشتركة وضرورة إنسانية.
ولفت نائب رئيس الجمهورية، إلى أن مدينة شيراز بصفتها ركيزة أساسية في الثقافة والفن الإيرانيين، تستضيف اليوم فنانين وصناع أفلام حملوا روايات الحقيقة والجمال من مختلف أنحاء العالم إلى هذه المدينة.
وتابع: في عالم يمتلئ بأصوات التفرقة وحروب مدمرة، يمكن للفن أن يكون جسرا للتفاهم والتعاطف بين الشعوب؛ منوّهاً بالخلفية الحضارية العريقة التي تتمتع بها إيران وتراثها العريق وقدراتها المعاصرة، مما يتيح لها القيام بدور مؤثر في تعزيز الحوار بين الثقافات.
وختم «عارف» رسالته بالإعراب عن شكره- باسم الحكومة - لجميع الفنانين الإيرانيين والدوليين الذين أضفوا على هذا الحدث قيمة وحضوراً؛ متمنيا أن تكون ثمرة هذه الأيام مزيدا من تقارب القلوب وازدهار الأفكار المبدعة التي يحتاج إليها العالم اليوم بشدة.
«التصوير الفوتوغرافي للحرب من منظوره الخاص»
في اليوم الثاني، استضافت قاعة حافظ ورشة عمل للمصور العالمي آلفرد يعقوبزاده بعنوان «التصوير الفوتوغرافي للحرب من منظوره الخاص». الورشة، التي لاقت إقبالاً كبيراً من الطلاب والمصورين، بدأت بعرض مسيرته الممتدة لأكثر من 45 عاماً بين ساحات الحرب والبحث عن الحقيقة. يعقوبزاده تحدث بصراحة عن صعوبة الموازنة بين العمل والعائلة، مؤكداً أنه اختار أن يكون «عين الناس» مهما كان الثمن، وأن مهمته نقل الواقع لا الحكم عليه. أوضح أن التصوير الحربي لا يقتصر على الجبهات، بل يمتد إلى حياة اللاجئين والأسرى وعائلات الشهداء، حيث تصبح الإنسانية فوق كل اعتبار. كما أشار إلى أن التكنولوجيا غيّرت طبيعة المهنة، وأن الحروب الحديثة باتت أكثر قسوة، فيما تراجع احترام العمل الاحترافي مع انتشار الهواتف الذكية. الحدث في شيراز جمع بين ملحمة سينمائية وشهادة إنسانية.
