خلال الاجتماع الأول لمحافظي المحافظات الساحلية لدولها
عراقجي: جيراننا أولويتنا.. ومنطقة بحر قزوين لا تقل أهمية عن الخليج الفارسي
إنطلقت يوم أمس في مدينة رشت مرکز محافظة جیلان (شمال البلاد) فعاليات الاجتماع الأول لمحافظي المحافظات الساحلية للدول المطلة على بحر قزوين تحت شعار "بحر قزوين جسر الصداقة والتنمية الإقليمية" بحضور كبار المسؤولين المحليين والأجانب.
وجاء هذا الاجتماع الذي يستمر لمدّة يومين بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي، وزيادة التفاعلات الاقتصادية، والتنسيق في مجال التنمية المستدامة وحماية البيئة في بحر قزوين، ويستضيف وفوداً من تسع دول وخمس محافظات إيرانية مُطلّة على بحر قزوين.
وفي كلمته خلال الاجتماع، قال وزير الخارجية سيد عباس عراقجي: إن منطقة بحر قزوین تحظى بالأهمیة نفسها التي یتمتع بها الخليج الفارسي والمنطقة المحيطة به بالنسبة لنا، وأضاف: لدينا قضايا مهمة للغاية في هذه المنطقة، وإن الدول المطلة على بحر قزوين، التي تدرك أهمية هذه المنطقة والمصالح المشتركة والمخاوف المشتركة الموجودة، بدأت التعاون المشترك منذ سنوات عديدة.
وأردف عراقجي: إن جيراننا هم أولويتنا؛ مؤكّداً أنّ هذا هو المبدأ المركزي الأكثر أهمية في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتابع قائلاً: لدينا خطط وجهود لتوسيع علاقاتنا مع جيراننا، وتوظيف القدرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية الهائلة في هذا الصدد، وسياستنا الخارجية تتّجه نحو هذا الاتجاه.
إيران تتمتع بعلاقات ممتازة مع دول منطقة بحر قزوين
واستطرد عراقجي قائلاً: إن إيران جارة لخمس عشرة دولة برا وبحرا، ولدينا جيران طيبون جدا، لا سيما في منطقة الخليج الفارسي جنوب ایران وبحر قزوين شمال البلاد. وقال: لدينا قضايا مهمة للغاية في هذه المنطقة، وإن الدول المطلة على بحر قزوين، التي تدرك أهمية هذه المنطقة والمصالح المشتركة والمخاوف المشتركة الموجودة، بدأت التعاون المشترك منذ سنوات عديدة.
وذكر أن إيران تتمتع بعلاقات ممتازة مع جميع دول منطقة بحر قزوين، وقد أقمنا علاقات استراتيجية مع بعض هذه الدول. وأكّد أن علاقات الجمهورية الإسلامية الإیرانیة مع روسيا قائمة على شراكة استراتيجية. وفي العام الماضي، وقّع الرئيسان الإيراني والروسي اتفاقية تعاون طويلة الأمد لمدة عشرين عاما بين البلدین، بهدف بناء شراكة استراتيجية. وتتواصل التبادلات السياسية والاقتصادية والدولية الوثيقة بيننا وبين روسيا.
ولفت إلى أن الرئيس " بزشكيان" زار روسيا. وكما كانت له زيارة مهمة للغاية إلى جمهورية أذربيجان، وسيزور أيضا كازاخستان وتركمانستان خلال الشهر المقبل. وتتمتع العلاقات بين قادة ورؤساء الدول في هذه المنطقة بعلاقات وطيدة للغاية. وأضاف: إن منطقة بحر قزوين تعتبر منطقة مهمة من حيث الطاقة والممرات وطرق الترانزیت. وإن التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول هذه المنطقة باستخدام طرق بحر قزوين له أهمية قصوى بالنسبة لبلدان هذه المنطقة.
دبلوماسية المحافظات مع الدول الجارة
وقال وزير الخارجية: إن المحافظات الثلاث جيلان ومازندران وکلستان، إلى جانب المدن المقدسة في إيران، تعتبر أكبر الوجهات السياحية للإيرانيين، والتي نأمل أن تصبح أيضاً وجهة سياحية للدول المطلة على بحر قزوين، وآمل أن تُحدد وتستخدم مجالات التعاون المشتركة أكثر من ذي قبل في المناقشات التي ستُجرى في هذا الاجتماع.
وقال: خلال الأشهر القليلة الماضية، بدأنا عملیة دبلوماسية المحافظات داخل البلاد. وستُصبح محافظاتنا أكثر نشاطا تدريجيا في علاقاتها الدولية، ويُعد هذا المؤتمر أول اجتماع نعقد فيه دبلوماسية المحافظات بصورة مشتركة مع محافظات الدول المجاورة. وأعتقد أنها ستكون تجربة جيدة سنتابعها في المناطق الأخرى المجاورة لإيران.
علاقات إيران مع جيرانها ماضیة في مسار النمو
وفي المؤتمر الصحفي للاجتماع، قال وزير الخارجية: إن علاقات إيران مع جيرانها تسير على طريق التقدم، مُؤکّداً أن تطوير العلاقات مع دول منطقة بحر قزوين له أهمية خاصة بالنسبة لطهران. وأكد بالقول: يُعقد هذا الاجتماع في إطار توسيع سياسة حسن الجوار الإيرانية مع جيرانها في منطقة بحر قزوين.
وأضاف: عقدنا مؤخّراً قمة لرؤساء وقادة دول بحر قزوين، وسيعقد قریباً اجتماع لوزراء خارجية هذه الدول، كما أن اجتماع محافظي المحافظات الساحلية للدول المطلة على بحر قزوين مبادرة جديدة أيضا.
وأشار إلی حضور المحافظين لمحافظتي مازندران وکلستان وعدد من محافظي بعض محافظات جمهورية أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وروسيا، وقال: "الهدف هو أن تتعرف المحافظات المطلة على بحر قزوين على قدرات بعضها البعض وعلى المشاكل القائمة، وأن تتبادل الآراء لحل المشاكل". وقال: من ناحية أخرى، هناك قدرات جيدة مثل طرق الترانزيت والتعاون في مجالات الطاقة والسياحة والتجارة.
التعاون بين المحافظات الساحلية لدول بحر قزوين
كما قال عراقجي لدى وصوله الى مدينة رشت لحضور الاجتماع: التعاون بين محافظي المحافظات الساحلية للدول المطلة على بحر قزوين يمكن أن يكون فعّالاً في حلّ المشاکل. وأوضح: يُسعدني أن مدينة رشت تستضيف هذا الحدث الإقليمي وتماشيا مع سياسات الجوار التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية، والتي تعتبر جيرانها من الأولويات، نظّمنا هذا الاجتماع للدول المطلة على بحر قزوين.
وأضاف وزير خارجية: إن الاجتماع الأول لمحافظي المحافظات الساحلية للدول المطلة على بحر قزوين یهدف إلى تعزيز التعاون بين هذه المحافظات في مختلف المجالات.
كما استقبل وزير الخارجية سفراء ورؤساء بعثات الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى روسيا وجمهورية أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان على هامش الاجتماع، ويلتقي كذلك كبار المسؤولين الأجانب المشاركين في الاجتماع. لبحث تطوير وتعزيز العلاقات بين ايران والدول المطلة على بحر قزوين.
منطقة بحر قزوين أحد أهم محاور الطاقة في المنطقة
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، في كلمة له خلال الاجتماع، أن مستقبل بحر قزوين يجب أن يقوم على السلام والتعاون والازدهار والشراكة المربحة للجميع، قائلاً: إن بحر قزوين منطقة حضارية واقتصادية وبيئية وأمنية واحدة، تربط مصير دول حوض بحر قزوين. وأردف غريب آبادي: يسعدني أن أكون حاضرا اليوم بين المسؤولين الذين يلعب كل منهم دورا هاما في إدارة وتنمية وبناء مستقبل شواطئ وشعوب بحر قزوين، والذين يمكن لقدراتهم وإرادتهم المشتركة أن تُحدث تحوّلاً في مستقبل بحر قزوين.
وأضاف أن بحر قزوين ليس مجرد منطقة مائية، بل هو أيضاً منطقة حضارية واقتصادية وبيئية وأمنية واحدة؛ وهي منطقة تربط مصير أقاليمنا معاً وتجعلنا في حاجة إلى التعاون البناء أكثر من أي وقت مضى.
وقال: يُعدّ بحر قزوين أكبر مصدر لسمك الحفش في العالم، وتُعدّ قدراته السمكية الفريدة ذات أهمية أساسية للأمن الغذائي في المنطقة، ويتطلّب هذا المورد القيّم إدارة علمية، ومكافحة الصيد غير المشروع، وبرامج مشتركة لاستعادة المخزونات؛ ولن يتسنى تحقيق ذلك دون التنسيق بين المحافظات الساحلية.
وأضاف غريب آبادي: يُعدّ بحر قزوين أيضا أحد أهم محاور الطاقة في المنطقة، إذ يزخر باحتياطيات هائلة من النفط والغاز، مما يتيح لنا فرصةً للازدهار الاقتصادي والتعاون العلمي والصناعي وتطوير البنية التحتية. ومن خلال تحديد مشاريع مشتركة بين المحافظات الساحلية وخلق مجالات للاستثمار المتبادل، يُمكننا تطوير هذه الإمكانات بما يحقق رفاهية جميع شعوب المنطقة. وتابع: بالإضافة إلى موارد الطاقة، تلعب الموانئ التجارية في المحافظات دوراً رئيسياً في الربط الاقتصادي بين البلدان الساحلية؛ في حين يشكل بحر قزوين تقاطعاً طبيعياً لطرق النقل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. وأردف موضحاً: إن التعاون بين المحافظات في هذا المجال يمكن أن يكون الأساس لشبكة يمكن من خلالها تنفيذ عبور البضائع والركاب بين الدول الساحلية بسلاسة وأمان وبشكل اقتصادي. وأضاف غريب آبادي: إن فكرة إنشاء مناطق حرة مشتركة بين الدول المطلة على بحر قزوين تشكل أيضا إمكانات استراتيجية يمكنها زيادة التجارة والاستثمار والتعاون الصناعي عدّة مرّات، ويمكن أن تعمل هذه المناطق كحلقة وصل بين الاقتصادات المحلية والوطنية، وتوفير منصة للشركات والمستثمرين من جميع البلدان الساحلية للعمل في بيئة آمنة وشفافة ومربحة. وتابع: يجب على محافظاتنا إنشاء آلية مشتركة للتعامل مع تحديات المناخ والتلوث البحري، يمكننا تحويل بحر قزوين من منطقة تعاون محتملة إلى منطقة تعاون فعلية.
تنمية الدول المطلة على بحر قزوين
من جهته، قال رئيس وزراء جمهورية داغستان الروسية "عبدالمسلم عبدالمسلموف"، على هامش الاجتماع: إن هدفنا من المشاركة في الاجتماع الأول لمحافظي المحافظات الساحلية لدول بحر قزوين هو تنمية كافة بلدان هذه المنطقة. وأوضح: "لدينا كل الظروف المؤاتية للتواصل والتنمية مع الدول المجاورة".
الى ذلك، صرّح إيغور بابوشكين محافظ أستراخان الروسية في كلمته خلال الاجتماع: لقد نمت تجارتنا مع إيران بأكثر من 40%. وأضاف: يُظهر هذا الاجتماع تنامي تعاوننا على أعلى المستويات، ونحن نعيش في منطقة خاصة؛ منطقة تتوفر فيها موارد هائلة وتسهيلات ضرورية للتعاون الإقليمي.
من جانبه، صرّح نائب رئيس وزراء جمهورية كالميكيا (كالميكستان) ذات الحكم الذاتي التابعة لروسيا على هامش الاجتماع يوم أمس: إن الاجتماع الأول لمحافظي المحافظات الساحلية لدول بحر قزوين له أثر إيجابي على تعزيز التعاون والعلاقات بين المحافظات الساحلية.
من جانبه، قال رئيس بلدية مدينة لنكران المركزية التابعة لجمهورية أذربيجان: لا يقتصر الاهتمام على الاقتصاد، بل يجب الاهتمام بتلوث البحر وحماية موارد بحر قزوين وتنوعه البيولوجي، لما له من أهمية بالغة.
من جانبه شكر رئيس بلدية منطقة "نفت جالا" التابعة لجمهورية أذربيجان، إيران على التنظيم الجيد لاجتماع الدول المطلّة على بحر قزوين، وقال: آمل أن يُبنى جسر تواصل جيد بين شعوب دول بحر قزوين.
بدوره صرّح تيليجن أبيشيف نائب محافظ مانغيستائو التابعة لكازاخستان خلال الاجتماع: واردات البضائع من إيران وصلت الى 21 مليون دولار في يناير 2025. وأضاف: نأمل أن تُعزز محادثات اليوم وحدة الدول المطلة على بحر قزوين.
وحضر هذا الاجتماع ممثلون عن محافظات أستراخان وداغستان وكالميكيا من روسيا، وباكو ولنكران وسومغايت من جمهورية أذربيجان، ومانغيستاو وأتي رائو من كازاخستان، ومحافظة البلقان من تركمانستان. ومن إيران، حضر الاجتماع أيضا ممثلون عن محافظات مازندران، وکلستان، وهرمزکان، وسيستان وبلوشستان وجيلان، سفراء روسيا، وجمهورية أذربيجان، وتركمانستان، وكازاخستان في طهران، وسفراء إيران لدى الدول المطلة على بحر قزوين، ووزراء الداخلية والخارجية والصناعة والطرق وبناء المدن والاقتصاد، ورؤساء المنظمات البيئية والسمكية، ورؤساء وممثلو غرف التجارة في إيران والمنطقة، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى كضيوف شرف.
