رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن توسيعها ليس لإنتاج الأسلحة:

سندعم تطوير وتعزيز الصناعة النووية السلمية بكلّ قوّة

قال رئيس الجمهورية: إن جزءاً ضئيلاً جداً من تداعيات المجال النووي غير المتكافئة وغير الإنسانية يتمثل في صنع الأسلحة النووية، أما باقي هذه الصناعة فكلها في خدمة تلبية الاحتياجات الأساسية للبشرية، ونتطلع لتوسيع هذه الصناعة من أجل تلبية احتياجات شعبنا ورفع مستوى رفاهية بلادنا، وليس إنتاج الأسلحة.
جاءت تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان هذه، أمس الأحد، خلال زيارته منظمة الطاقة الذرية، حيث اطلع على معرض لأحدث إنجازات العلماء الإيرانيين في مجال الصناعة النووية، خاصة في مجالي الصحة والعلاج وإنتاج الأدوية المشعة، ثم عقد اجتماعاً مع كبار مسؤولي هذا القطاع.
وفي هذا الاجتماع، أشاد الرئيس بزشكيان بذكرى شهداء الحرب الـ12 يوماً المفروضة خاصة شهداء البرنامج النووي الإيراني، ووصف جهود علماء هذا المجال بأنها تجسيد للجهاد العلمي والخدمة الصادقة للشعب، وقال: ما يقوم به إخواننا في هذا المرفق من إنتاج الأدوية المشعة وتطوير تقنيات علاجية حديثة يُعد حاجة ضرورية يجب متابعتها بسرعة وقوة أكبر.
 إنتاج الأدوية المشعة والدخول للأسواق العالمية
وأشار رئيس الجمهورية إلى المكانة الخاصة التي تتمتع بها إيران في إنتاج الأدوية المشعة ودور هذه التقنية في خلق ثروة وطنية والدخول إلى الأسواق العالمية، مؤكداً على أن الاستفادة اليوم من التقنيات الحديثة والدخول الجاد إلى ساحة المنافسة العالمية أصبحا أمراً حيوياً للبلاد، وأضاف: تحاول القوى الاستكبارية حرمان الشعوب المستقلة، ومن بينها إيران، من الوصول إلى التقنيات المتقدمة، وتحاول إبقاءها في مستوى الصناعات التجميعية التابعة، كي يظلوا هم وحدهم منتجين للأدوية ويبيعوها للشعوب بأسعار باهظة، مشدداً على ضرورة وضع خطط استراتيجية لإقتناص حصة من السوق العالمية للأدوية المشعة، موضحاً: ان الأنشطة الحالية ذات قيمة كبيرة؛ لكن يجب بالتوازي مع تلبية الاحتياجات المحلية، وضع خطط تسويقية احترافية لتطوير وتصدير هذه المنتجات، وبلا شك فإن جودة المنتجات الإيرانية وفعاليتها وسعرها المناسب ستجعل البلاد في طليعة المنافسة.
 صنع السلاح النووي ليس في أجندتنا
وأوضح رئيس الجمهورية، أن العداء والاغتيالات التي طالت علماء إيران تنبع من قلق القوى العظمى من الاستقلال العلمي والتكنولوجي لإيران، واستطرد قائلاً: لقد أعلنا مراراً وتكراراً أن صنع السلاح النووي ليس في أجندتنا، وهم أنفسهم يعلمون ذلك جيداً؛ لكنهم يستخدمون ادعاءاتهم الكاذبة كذريعة لعرقلة تقدمنا. وتابع: شبابنا ونخبنا قادرون على حل مشكلات البلاد وتلبية احتياجاتها، ولن يجلسوا مكتوفي الأيدي ليظل بلدهم معتمداً على صناعاتهم ومنتجاتهم، لقد ربط هؤلاء النخب قدراتهم بالاحتياجات الوطنية، وهم يواصلون هذا المسار بعزم وقوة، مشيراً إلى التطبيقات الواسعة للتكنولوجيا النووية في مجالات الصحة والصناعة المختلفة، بما في ذلك الزراعة والبيئة، وقال: كل الإنجازات التي شاهدناها اليوم تهدف إلى تحسين صحة الشعب وخدمة المجتمع، وللأسف، كنا مقصّرين في التعريف بهذه الإنجازات وتفنيد الدعايات الكاذبة للأعداء، ويجب أن ننشئ آليات فعّالة للتعريف بهذه المنتجات وتسويقها.
 الإعتماد على القدرات العلمية الوطنية لحل التحديات
وتطرق رئيس الجمهورية إلى موضوع إهدار الموارد الوطنية، خاصة الوقود الأحفوري، مبيناً أنه وبالاعتماد على القدرات العلمية الوطنية يمكن حل الكثير من التحديات والعقبات، لافتاً إلى أن هذه القدرات بالذات هي التي تقلق الأعداء وتدفعهم لاستهداف علماء إيران الذين لديهم القدرة على انتزاع السوق منهم، وخلق الاعتماد الذاتي في إيران وقطع التبعية لهم، مشدداً على دور جامعات الجيل الرابع في حل المشكلات الكبرى للبلاد، وقال: أهم سمات جامعات الجيل الرابع في العالم هي التركيز على الاحتياجات، والتفاعل بين التخصصات، وحل المشكلات، لذلك يجب على علمائنا في المجال النووي توسيع قدراتهم لتشمل مجالات متنوعة مثل المياه والزراعة والبيئة، مؤكداً على ضرورة الاستفادة الصحيحة من موارد البلاد، وقال: نحن مَن يقرر ماذا ننتج من مواردنا، وكيف ننتجه، وبأي جودة، وأين نوزعه، ونخبنا هم القادرون على مساعدتنا في هذا المجال.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أن الدعاية المغرضة ضد الأنشطة النووية السلمية قد انتشرت على نطاق واسع لدرجة أنها غرست في أذهان العامة أن النشاط النووي يعني صنع السلاح النووي، وقال: في حين أن الصناعة النووية هي مجموعة هائلة من القدرات والإمكانات العلمية والصناعية؛ فجزء ضئيل جداً من تداعيات هذا المجال غير المتكافئة وغير الإنسانية يتمثل في صنع القنابل، أما باقي هذه الصناعة فكلها في خدمة تلبية الاحتياجات الأساسية للبشرية، إن نيتنا وإرادتنا من توسيع هذه الصناعة هي تلبية احتياجات شعبنا ورفع مستوى رفاهية بلادنا، وليس إنتاج الأسلحة.
وفي الختام، أكد رئيس الجمهورية على أن الحكومة تدعم تطوير الصناعة النووية السلمية في البلاد، قائلاً: ستدعم الحكومة بكل قوتها تقدم وتعزيز هذه القدرات، ومن خلال جهود العلماء والتخطيط الدقيق، يمكننا اقتناص حصة أكبر من السوق العالمية، كما نقدر قيمة علمائنا وجهودهم، وسنعمل يداً بيد لتحقيق عزّة إيران العزيزة، لأن مستقبل البلاد يعتمد على الريادة في المعرفة والتقدم نحو التقنيات الحديثة.
 ويُهنّئ الجزائر بمناسبة اليوم الوطني
على صعيد آخر، هنّأ رئيس الجمهوریة، في رسالة إلى نظیره الجزائري "عبدالمجيد تبون"، بمناسبة حلول الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي واليوم الوطني في هذا البلد. وقال الرئيس بزشکیان في رسالة التهنئة: إن "روح النضال ضد الاستعمار والسعي إلى الاستقلال وشجاعة الشعب الجزائري وقادة هذا البلد خلال عقود من النضال من أجل الحرية ضد الاستعمار لطالما كانت مصدر إلهام للأمم والقادة الذين يسعون إلى الحرية"؛ مضيفاً: "إنني على ثقة بأننا سنشهد مزيداً من التوسع في العلاقات بما يخدم مصالح الشعبين في ضل الروابط التاريخية والقواسم المشتركة بين البلدين والاستفادة من القدرات العديدة المتاحة".

البحث
الأرشيف التاريخي