عراقجي، مؤكداً أن العدو توقف إثر الحركة المتوازية للميدان والدبلوماسية:
أمريكا العنصر الأكثر خطورة للانتشار النووي في العالم
ردًا على الأمر الصادر عن الرئيس الأميركي باستئناف تجارب الأسلحة النووية، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، أميركا بأنها العنصر الأكثر خطورة للانتشار النووي في العالم.
وفي تدوينة نشرها، كتب عباس عراقجي: بتغيير اسم «وزارة الدفاع» إلى «وزارة الحرب»، يستأنف الطرف المتنمر (أميركا) المجهز بالاسلحة النووية تجاربه على هذه الأسلحة مرة أخرى. وأضاف: هذا الطرف المتنمر نفسه يُصوّر البرنامج النووي السلمي الإيراني على أنه خطير، ويهدد بشن المزيد من الهجمات على منشآتنا النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الذرية؛ كل هذه الأفعال تُمثّل انتهاكًا سافرا للقانون الدولي. وتابع: لا شك أن الولايات المتحدة هي العنصر الأخطر للانتشار النووي في العالم.
وصرح وزير الخارجية قائلاً: إن إعلان استئناف التجارب النووية عملٌ رجعي وغير مسؤول، ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين. وأضاف: يجب على العالم أن يُحمّل الولايات المتحدة بالإجماع مسؤولية تطبيع انتشار هذه الأسلحة الشريرة.
اتصال هاتفي بين عراقجي وعبدالعاطي
كما أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن وزير الخارجية بدر عبدالعاطي أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيره الإيراني سيد عباس عراقجي ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيانها، في شبكة فيسبوك: جرى اتصالان هاتفيان بين بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج مع كل من عباس عراقجى وزير الخارجية الإيراني ورافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف البيان: جاء الاتصالان في إطار متابعة مستجدات الملف النووي الإيراني والعمل على دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة من خلال ايجاد حلول سلمية للملف النووي الإيراني، حيث أكد الوزير عبدالعاطي على أهمية مواصلة الحوار بين الطرفين واستئناف وتعزيز التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية استناداً إلى الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في القاهرة يوم ٩ سبتمبر، والعمل على تكثيف الاتصالات بين الأطراف المعنية خلال الفترة القادمة. وتابع البيان: إن هذه الاتصالات تأتي بتوجيهات من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ببذل الجهود للعمل على خفض التصعيد وتحقيق التهدئة فى منطقة الشرق الأوسط.
ما يحفظ البلاد هو القوة الدفاعية
من جانب آخر، أكد وزير الخارجية أن ما يحفظ البلاد هو القوة الدفاعية، قائلاً: إن القوة الدبلوماسية تشكل جزءاً من القوة الدفاعية للبلاد، ورأينا كيف أن العدو توقف عندما تحرك الميدان العسكري والدبلوماسية معاً.
وأضاف عراقجي خلال لقائه ممثل الولي الفقيه في محافظة آذربايجان الشرقية: إن ما يحفظ البلاد هو القوة الوطنية والقوات المسلحة وتعويلاً عليهما يتواجد الدبلوماسيون في الميدان.
وأكد إن صواريخنا هي أكبر عامل لقوتنا، ورأينا أن العدو وبعد 12 يوماً اضطر لطلب وقف اطلاق النار من دون شروط، وبما أننا نفذنا الدفاع المشروع عن أنفسنا، أمضينا الحرب بعزة وثبتت أحقية الشعب الإيراني وشرعيته للعالم الجمع.
أما ممثل الولي الفقيه في آذربايجان الشرقية حجة الاسلام والمسلمين أحمد مطهري، فقد أشاد بالجهاز الدبلوماسي، وشدد على الموقع المحوري للقائد في تحديد نهج السياسة الخارجية، وقال: انه لا شك بأن قائد الثورة الاسلامية وفي ظل قيادته وتدبره، يسير قدماً بالسياسة الخارجية للبلاد على طريق العزة والحكمة والمصلحة.
وأكد أن إيران ليست اليوم متفرجاً، بل هي لاعب رئيسي في القرارات الاستراتيجية بالشرق الأوسط. مضيفاً: إن الأعداء ورغم عدائهم السافر، لابد لهم أن يقبلوا بهذا الموقع وأن شعبنا يعتبر أي تراجع عن مواقفه المتسمة بالعزة، بأنه يتناقش مع حميته الدينية والوطنية. وتابع: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلغت في ضوء دماء الشهداء ودراية المؤسسات الثورية والقوات المسلحة، مرحلة من الاقتدار بحيث يُسمع صوتها في المعادلات الدولية.
وأكد وزير الخارجية أن راية التفاوض والدبلوماسية الإيرانية لم تسقط أبدًا، وأن المفاوضات تكون ذات معنى عندما تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن التهديدات والضغوط، وقال: كلما كانت الأطراف الأخرى مستعدة لحوار منصف ومبني على الاحترام، فإن إيران مستعدة أيضًا لاتخاذ خطوات على طريق المفاوضات البناءة.
رؤية خاصة لدبلوماسية المحافظات
وخلال اجتماع الدبلوماسية الاقتصادية في محافظة آذربايجان الشرقية، قال عراقجي: لتحقيق الأهداف الاقتصادية للبلاد، أطلقنا «دبلوماسية المحافظات» للاستفادة من قدرات المحافظات في التفاعل مع الدول المجاورة. وأضاف: لم يتم استخدام العديد من هذه القدرات حتى الآن، بل تم تفعيل أقل من 50% من القدرات الحالية في العلاقات مع الجيران.
وفي معرض إشارته إلى دور القطاع الخاص في اقتصاد البلاد، قال: يجب أن يكون القطاع الخاص محور الأنشطة الاقتصادية، وعلى الحكومة واجب تمهيد الطريق لتواجده الفعال.
ويمكن لمحافظة آذربايجان الشرقية، بخصائصها الاقتصادية الخاصة، أن تكون رائدة في هذا المجال. وأضاف: لدى رئيس الجمهورية إمكانية تفويض الصلاحيات إليها، وفي هذا الإطار، ستُعقد اجتماعات للدبلوماسية الاقتصادية في تبريز بحضور سفراء دول القوقاز وتركيا والعراق وبعض الدول الأوروبية والأفريقية لبحث سبل تطوير التعاون.
وقال: لقد تعمقت معرفتي بإمكانيات هذه المحافظة خلال اليومين الماضيين، وألاحظ أن تطورات مهمة وإيجابية قد حدثت في تبريز ومحافظة آذربايجان الشرقية. إن إمكانيات هذه المنطقة أكبر من الماضي وتتجاوز التصورات الأولية. وأردف: يجب أن تصبح مدينة تبريز، بتاريخها العريق وإمكانياتها المتميزة، مدينة عالمية، وعلى وزارة الخارجية واجب اتخاذ خطوات فعالة لتحقيق هذا الهدف. وأضاف: لكي تصبح هذه المدينة عالمية، يجب أن تكون البنية التحتية لمطار تبريز، ومسارات الطيران، والفنادق، والمرافق السياحية فيها على مستوى عالمي، وأن تكون موضع اهتمام الناشطين الاقتصاديين والتجاريين في المنطقة.
وتابع: يجب الاستمرار في عقد الفعاليات والمؤتمرات والاجتماعات الدولية والإقليمية في تبريز، لما لذلك من دور مهم في تنمية التجارة، وزيادة حركة المرور، وحل المشكلات الاقتصادية.