المرجع سبحاني، خلال المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى الميرزا النائيني بمدينة قم المقدسة:
المنهج الاجتهادي للمرحوم النائيني نبراسٌ لطَلَبة الحوزات والباحثين
انعقد، الخميس، في مدينة قم المقدسة المؤتمر الدولي لإحياء ذكرى الميرزا النائيني، وذلك بحضور المرجع الديني آية الله جعفر سبحاني وعلماء الحوزة وأساتذتها وطلبتها في المدرسة العلمية للإمام الكاظم(ع).
وخلال المؤتمر، أكد آية الله العظمى سبحاني أن الراحل، باستخدامه مناهج فقهية مبتكرة كتقسيم القضايا إلى حقيقية وخارجية، وَمَزْجه العِلْم بِالرُّوحانيّة، قد شقّ مساراً واضحاً وملهِماً لطلاب الحوزات العلمية والباحثين وأن المنهج الاجتهادي المُبْتَكَرُ للمرحوم النائيني وجهادُه العلمي نبراسٌ لطَلَبة الحوزات والباحثين.
بدوره أكّد مدير الحوزات العلميّة في إيران، مشيرًا إلى عظمة الآثار الخالدة التي خلّفها المرحوم الميرزا النائينيّ، أنّ إحياء تراث العظماء مشعل هدايةٍ للحوزات العلميّة، ومصدر إلهامٍ للأجيال الصاعدة.
كما أشار آية اللّه أعرافي إلى أنّ الاقتداء بجهود هؤلاء العظماء والعلماء الربّانيين والاستلهام منهم هو حاجةٌ ملحّةٌ للحوزات العلميّة في العصر الحاضر، داعيًا إلى ضرورة عرض سِيَرهم المشرقة في أبعادها العلميّة والاجتماعيّة والسياسيّة كافّةً.
وبيّن أنّ حياة المرحوم العلامّة النائينّي، زاخرةٌ بالدروس والعبر الملهمة لنا جميعًا، منوّهًا إلى أنّ فقهه وأصوله وفكره الكلاميّ يكشف عن شموليّة هذا الفقيه البارز.
ثمّ تناول مدير الحوزات العلميّة اتّساع الأفق العلميّ للمرحوم الميرزا النائينيّ، مبيّنًا أنّه أدرك المدارس المتنوّعة في أصفهان وسامراء والنجف الأشرف، واستفاد من الانشغالات المتعدّدة في الحوزات آنذاك، وأثرى الساحة العلميّة والفكريّة بجهوده وإبداعه.
وأضاف أنّ المرحوم الميرزا النائينيّ، إلى جانب التزامه العميق بالسُّنن العلميّة للسابقين، كان صاحب فكرٍ تجديديٍّ مبتكرٍ، خطا بخطواتٍ واثقةٍ في سبيل تطوير المناهج العلميّة وتحديثها.
وفي إشارةٍ إلى الأبعاد الاجتماعيّة والسياسيّة لشخصية المرحوم الميرزا النائينيّ وكلامه وآثاره، أوضح مدير الحوزات العلميّة أنّ هذا العالم الجليل قد عاش في حقبةٍ عصيبةٍ شهدت تحوّلات القرنين التاسع عشر والعشرين وعايشت أجواء الاستعمار الغربيّ الثقيل الذي أعقب الحرب العالميّة. كان هذا الفقيه الشيعيّ البارز، سواءً في الفترة التي عاشها بجوار المرحوم الميرزا الشيرازيّ أو في زمن مصاحبته للآخوند الخراسانيّ أو في عصر مرجعيّته، دائم الاهتمام والقلق على مصير الإسلام، وخاصةً بلدي إيران والعراق.
كما أكّد على ضرورة استمرار البحث في أفكار المرحوم الميرزا النائينيّ وعرضها على الجيل المعاصر، معتبرًا أنّ إعادة قراءة المدرسة العلميّة والاجتماعيّة والسياسيّة لهذا الفقيه المجدّد يمكن أن تكون سراجًا يضيء درب الحوزات العلميّة في العصر الراهن.
